أكدت مجلة "الجيش" في عددها الجديد لشهر مارس الجاري، أن الجزائر الجديدة تحقق مكاسب ثمينة على الصعيدين الداخلي والخارجي، وذلك على نهج تجسيد الإستراتيجية الشاملة للتنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية، بما يعزز مكانتها كطرف إقليمي ودولي فاعل.
وكتبت مجلة "الجيش" في افتتاحيتها لعدد شهر مارس الجاري تحت عنوان " الجزائر.. مكانة مرموقة إقليميا ودوليا" أن الجزائر الجديدة تحقق مكاسب ثمينة على الصعيدين الداخلي والخارجي على الدرب الذي خطه الملايين من الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية، والذين تستحضر البلاد مآثرهم في شهر مارس من كل عام لتكون بطولاتهم نبراسا تقتدي به الأجيال المتعاقبة.
وعادت المجلة في هذا الإطار إلى الأحداث المهمة والبارزة التي عاشتها الجزائر في الأيام القليلة الماضية، وهي الأحداث التي أثبتت للجميع "المكانة التي أصبحت تحتلها الجزائر على المستويين الإقليمي والدولي"، وبروزها ليس فقط كقوة إقليمية ولكن أيضا كفاعل دولي أساسي.
ويتمثل الحدث الأول في احتضان بلادنا القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، وهو الحدث الذي يكتسي طابعا عالميا بامتياز، فهذه القمة- تضيف افتتاحية مجلة الجيش- تعتبر بحق قمة التحديات الكبرى كونها عقدت في خضم توترات جيو-سياسية وصعوبات اقتصادية تخيم على العالم، وهو ما يبين مكانة الجزائر المرموقة وموثوقيتها الأكيدة على الساحة الطاقوية العالمية، حيث تعد طرفا في ضمان الأمن الطاقوي العالمي، وأداء دور ريادي كشريك عام في هذا المجال بما تملكه من خبرة.
و أكدت المجلة أن قمة الغاز بالجزائر "نجحت بكل المقاييس وعلى كل المستويات" سيما تعزيز مكانة ودور منتدى الدول المصدرة للغاز في مواجهة تحديات الطاقة العالمية الراهنة، بما فيها سيادة الدول الأعضاء في المنتدى على مواردها من الغاز واستخدامه بفعالية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأمن الطاقوي، واستدلت المجلة هنا على ما ذهب إليه رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون في كلمة الاختتام عندما قال" لقد جددنا التزامنا بتعزيز مكانة منتدانا كمنبر للحوار والتعاون الإقليمي والدولي، بات يستقطب أعضاء جددا، مع التأكيد على الحقوق السيادية للدول الأعضاء على مواردها من الغاز، ودورنا المحوري في دعم التنمية المستدامة والأمن الطاقوي العالمي بانسجام وتناسق مع أهداف الأمم المتحدة".
كما أشارت المجلة في السياق إلى أن احتضان بلادنا لهذا الموعد جاء في وقت يكتسي فيه الغاز الطبيعي أهمية بالغة في مرحلة الانتقال الطاقوي والتحول من الطاقات التقليدية إلى الطاقات البديلة والمتجددة، ولفتت إلى الإجماع الذي حصل بين دول المنتدى من اجل وضع إستراتيجية شاملة تعجل بتحويل الغاز الطبيعي إلى مورد أساسي للتنمية المستدامة، مثلما شدد على ذلك رئيس الجمهورية.
أما الحدث الثاني البارز فهو إشراف رئيس الجمهورية رفقة نظيره الموريتاني بولاية تندوف على تدشين عدد من المشاريع الإستراتيجية المشتركة، أهمها افتتاح معبرين حدوديين وإطلاق مشروع طريق تندوف- الزويرات، ووضع حجر الأساس لمشروع إنجاز المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي بتندوف، وهي مشاريع كلها تؤسس لمرحلة هامة وجديدة في العلاقات التاريخية بين البلدين وتسمح بتنشيط الحركية التجارية وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
ويتمثل الحدث الثالث والأخير في تدشين " جامع الجزائر" بما يحمله من رمزية المكان والزمان باعتباره صرحا دينيا وحضاريا وثقافيا بإمكانه المساهمة في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز وحدة ومناعة الأمة الجزائرية، بالإضافة إلى دوره كمنارة علم وإشعاع فكري وسطي يتعدى حدود البلاد.
وفي الختام أكدت افتتاحية مجلة الجيش أن ما حققته الجزائر الجديدة على نهج تجسيد الإستراتيجية الشاملة للتنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وتعزيز مكانتها كطرف إقليمي ودولي فاعل، ترافقه جهود مضنية يبذلها الجيش الوطني الشعبي على صعيد التحضير القتالي لضمان جاهزية وحدات قوام المعركة.
وهو –تضيف المجلة- ما يحرص عليه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، شخصيا من خلال إشرافه على التمارين التكتيكية المنفذة بالذخيرة الحية في مختلف النواحي العسكرية باحترافية عالية واقتدار، أو في جانب تعزيز أواصر التعاون مع القوات المسلحة للدول الشقيقة والصديقة والتي كان آخرها زياراته إلى كل من المملكة العربية السعودية، ورواندا وقطر.
إلياس -ب
