يشن جيش الاحتلال الصهيوني حملة استباحة مروعة لدماء المدنيين في مستشفى الشفاء بعد احتلاله لليوم الخامس على التوالي، حيث نفذ مجازر بشعة في حق المدنيين والجرحى والمرضى داخل المستشفى وفي محيطه، واعترف
جيش الاحتلال بقتل 90 مواطنا داخل المستشفى، كما اعتقل 400 آخرين، وتأتي هذه الجرائم المروعة للمحتل في تصعيد خطير في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها ضد المدنيين الأبرياء، وتنفيذ مخططاته الرامية إلى التهجير القسري لسكان مدينة غزة وشمالها وجعلها غير صالحة للحياة.
وكشف أمس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن تعمد جيش الاحتلال قتل 13 مريضا بمجمع الشفاء، منع عنهم الدواء والمحاليل والكهرباء والغيارات والأوكسجين في غرفة العناية المركزة التي يتواجد فيها قرابة 22 حالة مرضية، وأشار نفس المصدر إلى وفاة 4 مرضى ممن كانوا على أجهزة التنفس الاصطناعي في غرفة العناية المركزة، حيث قطع عنهم جيش الاحتلال التيار الكهربائي وبالتالي توقف الأوكسجين إمعانا في قتلهم، كما اعتقل جيش الاحتلال الأطباء والممرضين وأخرجهم من الأقسام وأجبرهم على خلع ملابسهم، ومنع وصولهم إلى غرف المرضى لمحاولة إنقاذهم، وتحدث المكتب الإعلامي الحكومي عن حالات مرضى وجرحى في مستشفى الشفاء تعفنت جروحهم بسبب انعدام وجود الغيارات والأطباء والممرضين، كما منع جيش الاحتلال الوصول إلى الصيدلية ومخازن الأدوية للحصول على العلاجات ومستلزمات الغيارات وغيرها، وفي نفس الوقت دمر الاحتلال أحد الأجنحة الطبية الرئيسية في المستشفى بعد إجبار المرضى والجرحى على إخلائه في مخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي ولبرتوكولات حقوق الإنسان المختلفة.
وأكد نفس المصدر أن جيش الاحتلال يمارس جريمة الإبادة الجماعية بشكل منظم ومقصود وبنية مبيتة، ويرتكب جرائم ضد الإنسانية بشكل فظيع وواضح، من خلال استخدامه لسلاح تجويع المرضى والجرحى في مجمع الشفاء، وممارسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم وبحق باقي الطواقم الطبية والتمريضية والنازحين داخل المجمع.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد المرضى والجرحى والطواقم الطبية والنازحين، كما أدان بأشد العبارات التماهي والاصطفاف الأمريكي وبعض دول أوروبا والغرب مع الاحتلال في هذه الجرائم وهذه الحرب والانخراط فيها دون أن يحركوا ساكنا تجاه هذه المجازر، محملا الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني للشهر السادس على التوالي، وطالب المنظمات والهيئات الدولية ودول العالم الحر بإدانة جرائم الاحتلال ضد الإنسانية والمخالفة للقانون الدولي، كما طالبهم بممارسة الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف حرب التجويع، والمجازر بحق الشعبي الفلسطيني وخاصة ضد المدنيين والأطفال والنساء.
وفي السياق ذاته وثق المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان شهادات صادمة عن سلسلة جرائم مروعة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مدينة غزة ومستشفى الشفاء بشكل منهجي خلال 24 ساعة تشمل عمليات قتل عمدي وإعدام خارج نطاق القانون والقضاء، وقطع الاتصالات، وقصف مكثف استهدف المناطق والمنازل المحيطة بمجمع الشفاء الطبي، وبحسب تلك الشهادات التي نشرها المرصد الحقوقي فإن جيش الاحتلال قام بتعرية المدنيين واقتحم المنازل السكنية وشن حملة اعتقال من داخلها، ونكل بالسكان، بمن في ذلك النساء والأطفال وإجبارهم على النزوح قسرا دون رجال العائلة إلى وسط وجنوب القطاع، ومن ثم القيام بحرق منازلهم، كما وثق نفس المرصد إعدام القوات الصهيونية لمدنيين منهم مسنون، مشيرا إلى أن الاحتلال يشن حملة استباحة مروعة لدماء المدنيين في مدينة غزة في تصعيد خطير لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين منذ السابع أكتوبر الماضي.
وكشف المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان عن اعتقال المحتل 400 شخص من الفلسطينيين في مجمع الشفاء، بمن في ذلك نازحون وطواقم طبية وصحافيون، محذرا من مغبة استمرار الاحتلال في محاولته إفراغ مدينة غزة وشمالها من ساكنيها وإجبارهم على النزوح قسرا نحو الجنوب، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والجاد لحماية المدنيين من جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع منذ أكثر من خمسة أشهر.
نورالدين ع
