شن الكيان الصهيوني، مساء أول أمس الاثنين، هجوما جويا على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى مقتل وإصابة كل من بداخله، وفق الإعلام الرسمي السوري، حيث وصل عدد القتلى إلى 13 شخصا، و يرى متتبعون أن الكيان يهدف من وراء هذه الخطوة إلى إشعال فتيل حرب إقليمية بالمنطقة، تكون إيران طرفا فاعلا فيها من خلال الرد على هذا الاعتداء، و ذلك في محاولة من حكومة الكيان للهروب من الفشل الكبير الذي مني به جيشها في غزة، حيث لم يتمكن بعد 6 أشهر من حرب إبادة شاملة على القطاع من تحقيق أي من أهدافه المعلنة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن مصدر عسكري قوله إنه «حوالي الساعة الخامسة مساء الاثنين شن الكيان الصهيوني، عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وقد تصدت وسائط الدفاع السوري الجوي لصواريخ الاحتلال الصهيوني وأسقطت بعضها». وأضاف المصدر «أن العدوان أدى إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله.
و كشف التلفزيون الإيراني، أمس، عن ارتفاع عدد قتلى الهجوم الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق، إلى 13 قتيلا. و أوضح ذات المصدر أنه من ضمن حصيلة ضحايا الهجوم الجوي الذي شنه الاحتلال الصهيوني مساء، سبعة إيرانيين وستة سوريين.
وكان الرئيس الإيراني، ابراهيم رئيسي، قد أدان في بيان له، «الهجوم اللاإنساني» الذي شنه الكيان الصهيوني على مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، متعهدا بأن هذه الجريمة «لن تبقى من دون رد».
و طلبت إيران عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا. وأفادت وكالة /ارنا/ للأنباء بأن وفد إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، وجه رسالة إلى الرئيس الدوري لمجلس الأمن، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، عقب الهجوم الصهيوني الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأوضحت الرسالة أن هذه الهجمات الصهيونية تشكل انتهاكا سافرا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية والمبدأ الأساسي لحصانة الأماكن الدبلوماسية والقنصلية كما هو منصوص عليه في معاهدة العلاقات الدبلوماسية لعام 1961، واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963، وكذلك اتفاقية المعاقبة على الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص المشمولين بالحماية الدولية، بما في ذلك الموظفين الدبلوماسيين، لعام 1973.
وأدانت طهران الهجوم وقال ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: «إن إيران مع احتفاظها بحقها في اتخاذ الإجراءات المضادة ستتخذ القرار حول طبيعة رد الفعل ومعاقبة المعتدي».
وطالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إدانة هذا العمل بأشد العبارات من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الكيان الصهيوني.
و أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف أن إسرائيل ستواجه عقابا شديدا على استهداف القنصلية، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
بدوره أعلن مجلس الأمن القومي أنه اجتمع «واتخذ القرارات المناسبة» بشأن الغارة التي استهدفت القنصلية، دون أن يتطرق إلى تفاصيل إضافية.
فيما اعتبرت هيئة الرئاسة بالبرلمان أن الرد الحاسم والمتناسب مطلب وطني.
وكان العديد من المسؤولين الإيرانيين توعدوا بردّ حازم في الزمان والمكان المناسبين، وفق تعبيرهم، ما عزّز المخاوف من تصعيد أكبر في العنف بين إسرائيل وحلفاء إيران والذي أثارته منذ أكتوبر الماضي حرب غزة.
و اعتبر متتبعون أن حرب الظل بين البلدين قد تكون ذهبت من غير رجعة حالياً، ليحل مكانها صراع مباشر في المنطقة.