كشف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس عن الشروع في الدخول المدرسي المقبل في تجسيد برنامج تخفيف المناهج الخاصة بمرحلة التعليم الابتدائي، وستكون البداية بالسنتين الأولى والثانية ابتدائي، دون المساس بمضمون مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية.
وأكد عبد الحكيم بلعابد في ندوة صحفية نشطها عقب زيارة عمل قادته إلى ولاية مستغانم عن الانطلاق في تخفيف المناهج التعليمية والبداية ستكون بالتعليم الابتدائي، من خلال تقليص المواد المقررة على تلاميذ السنتين الأولى والثانية، من أجل الوصول إلى دروس مخففة وبأقل عدد من المواد المقررة.
وشدد الوزير بأن التخفيف لن يمس بمادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية بالنسبة لجميع الأطوار التعليمية، قائلا إن هذا الأمر بديهي ويخص كافة المستويات التعليمية إلى غاية السنة الثالثة ثانوي، موضحا بأن الإجراء يتمثل في تقليص عدد المواد الخاصة بالطور الأول للتعليم الابتدائي، وتأجيلها إلى مستويات أخرى.
وطمأن المتدخل بأن تقليص المناهج يتم وفق آليات مدروسة، ويشرف عليه مختصون وخبراء في مجال، وليس الإدارة، وذكر على وجه التحديد المجلس الوطني للبرامج، والمفتشية العامة للوزارة التي تضم مفتشين مركزيين، إلى جانب خبراء ساهموا في إرساء هذه المقاربة الجديدة.
وأكد بلعابد بأن تخفيف المناهج يستجيب لمطالب بيداغوجية وانشغالات أولياء التلاميذ، على أن يشرع في تنفيذه انطلاقا من السنة الدراسية المقبلة، بالموازاة مع مواصلة تنفيذ برنامج الرقمنة تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية، لتشمل كافة القطاعات في غضون شهر جوان المقبل.
وتم إدراج الرقمنة على إجراءات التسجيل والتوجيه إلى جانب برامج أخرى سيعلن عنها في وقتها وفق المصدر، ليستقبل القطاع السنة الدراسية المقبلة بمشهد رقمي غير مسبوق لمختلف عمليات التسيير الإدارية والبيداغوجية العمليات، بما يساهم في تخفيف العبء على الأولياء، وتكريس الشفافية في التسيير وحياد الإدارة.
وأكد الوزير في سياق ذي صلة، بأن الوزارة تمكنت من تجاوز كافة النقائص التي كانت تطرح سابقا فيما يخص النقل المدرسي، يفصل اتخاذ جملة من الإجراءات على المستوى المحلي، من بينها تدعيم خطوط النقل المدرسي بحافلات إضافية من قبل المجالس البلدية، تحت إشراف وزارة الداخلية.
كما تم الترخيص للبلديات باستئجار حافلات لسد العجز، مع اتخاذ تدابير صارمة لمنع استغلال الحافلات المسخرة للنقل المدرس في غير مجالها، من أجل تحسين ظروف التمدرس وضمان بمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.وذكر الوزير بالإنجازات التي حققها القطاع، من بينها إدراج اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، مؤكدا بان نتائج التلاميذ كانت ممتازة في هذه المادة، على أن يتم العام المقبل تنصيب الإنجليزية في السنة الخامسة ابتدائي. وسيحمل الدخول المدرسي المقبل عدة مستجدات، من بينها تعميم التعليم التحضيري ليصل إلى نسب غير مسبوقة، في انتظار بلوغ نسبة 100 بالمائة، وفق آليات جديدة ومدروسة، كما تحدث الوزير عن اتخاذ إجراءات تحفيزية لتشجيع التلاميذ على التوجه إلى شعبتي الرياضيات وتقني رياضية، لترتفع النسبة إلى أكثر مما هي عليه.
كما أكد المتدخل الاستعداد لبلوغ مرحلة "الكل رقمي"، تجسيدا لبرنامج الدولة، باعتمادها في تسجيل تلاميذ السنة الأولى ابتدائي انطلاقا من يوم 2 ماي المقبل، بصفر ورقة، مما سيخفف العبء على الأولياء، ويعفيهم التنقل إلى المؤسسة لإتمام العملية.
وأوضح بلعابد بأنه في إطار العلاقة البينية الرقمية مع وزارة الداخلية، تم اعتماد التسجيل المسبق للتلاميذ الجدد بطريقة آلية ضمن قاعدة البيانات التابعة للقطاعين، ويبقى على الولي تأكيد اختيار المؤسسة التي يرغب في أن يسجل ابنه فيها.
وسيسمح العملية بتحقيق التوازن خلال توزيع التلاميذ على المؤسسات التعليمية، بما يمكن القائمين عليها من ضمان تسييرها بشكل أنسب، دون الإخلال بالجانب التنظيمي، أو الضغط على مؤسسة دون غيرها بسبب سوء توزيع تلاميذ الأولى ابتدائي.
لطيفة بلحاج