يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ويركز كل مرة على منطقة معينة ليبيد سكانها ويدمر أكبر قدر ممكن من مبانيها، قبل أن ينتقل إلى منطقة أخرى، وكان الدور خلال الأيام الماضية على المنطقة الوسطى بغزة، حيث ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة وسقط 520 شخصا ما بين شهيد وجريح ، كما دمر 13 ألف وحدة سكنية خلال أسبوع واحد حسب ما كشف عنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وقام المحتل بالتوغل في مناطق المغراقة والزهراء والمخيم الجديد شمال النصيرات مرتكبا جرائم بشعة ضد المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال، وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن ما قام به الاحتلال في المنطقة الوسطى يدخل في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، وتباركها وتنخرط فيها الإدارة الأمريكية وفشل المجتمع الدولي في وقفها.
ولم تعد جريمة الاحتلال الصهيوني في المنطقة الوسطى بغزة الأولى، بل سبقتها جرائم أكثر بشاعة منها، وكل منطقة يدخلها المحتل إلا وحول سكانها إلى أشلاء ودمر مبانيها ولم يخرج منها إلا بعد أن حولها إلى أرض قاحلة وسوى مبانيها بالأرض، وسبق وأن ارتكب الاحتلال جرائم لم تقل بشاعة عن جرائم المنطقة الوسطى، وكان منها مذبحة مجمع الشفاء الطبي التي تعد من أكبر المذابح التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في التاريخ الفلسطيني أمام هول المشاهد والجرائم التي ارتكبت طيلة 14 يوما، ووصل عدد الشهداء والمفقودين حسب تقديرات المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى أكثر من 1500 شهيد ومفقود، ورغم بشاعة هذه المذبحة لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا وبقي متفرجا، على العكس تماما مع ما حدث مع الهجمات التي نفذتها إيران على الكيان الصهيوني، حيث سارعت الدول الكبرى إلى مجلس الأمن لإصدار قرار يندد بهذه الهجمات، كما سبقت مذبحة الشفاء عدة مذابح أخرى لا تقل قساوة، وكل حي وشارع وزاوية في قطاع غزة مليء بالمشاهد والقصص التي تروي آلام الفلسطينيين والدماء التي نزفت جراء هذا العدوان الغاشم الذي يتواصل بوتيرة متصاعدة منذ 7 أشهر.
وعلى صعيد تطورات الوضع الإنساني في قطاع غزة أوضحت أمس وزارة الصحة بأن 600 ألف نسمة في منطقتي غزة والشمال بلا خدمات صحية حقيقية بعد تعمد الاحتلال تدمير المنظومة الصحية، وطالبت الوزارة بتوفير مستشفيات ميدانية وفرق طبية دولية متعددة التخصصات لمنطقتي مدينة غزة وشمالها، وكشفت عن الحاجة لمستشفيات ميدانية جراحية بسعة 200 سرير، وتضم غرف عمليات وعناية مركزة وخدمات مخبرية وتشخيصية لسد حاجة السكان بالمنطقتين المذكورتين، كما كشفت وزارة الصحة عن تعمد جيش الاحتلال ارتكاب مجازر وحشية وتنفيذ إعدامات مباشرة للكوادر الطبية والمرضى في مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات شمال غزة، وأشارت إلى فقدان كوادر طبية تخصصية كانت تشكل العمود الفقري للخدمات الطبية منها فحص عينات الأورام وزراعة الكلى وغيرها. نورالدين ع