يواصل جهاز الدفاع المدني بغزة انتشال جثث الشهداء من مقابر جماعية خلفها جيش الاحتلال الصهيوني بعد انسحابه من المناطق التي توغل بها في مدينة غزة وخانيونس وشمال القطاع، وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عدد المقابر الجماعية التي تركها الاحتلال بأزيد من 140 مقبرة، جلها تضم مئات الجثث لشهداء أعدمهم جيش الاحتلال في جرائم بشعة تعكس همجية المحتل وتجرده من كل القيم الإنسانية، وأشار ممثل الدفاع المدني في غزة أمس في تصريحات صحفية إلى أن هناك مؤشرات لدفن جنود الاحتلال الصهيوني مواطنين أحياء بمستشفى ناصر بخانيونس، كما نكل المحتل بعشرات الجثث قبل مواراتها بالتراب بواسطة الجرافات، حيث تم العثور على جثث مقطوعة الرؤوس، وأخرى مشوهة.
وكشف نفس المصدر عن ارتفاع حصيلة الشهداء الذين تم انتشالهم من مقابر جماعية بمستشفى ناصربخانيونس إلى أزيد من 300 شهيدا أعدموا جلهم بدم بارد، كما تحدث نفس المصدر عن إعدام الاحتلال لمرضى وجرحى في مجمع الشفاء ودفنهم في مقابر جماعية، وثبت ذلك من خلال العثور على قسطرات بولية والجبائر التي بقيت متصلة بجثامينهم وقت استخراجها.
ولم يسلم من جرائم جيش الاحتلال الصهيوني النساء والأطفال وكبار السن، والمرضى والجرحى في المستشفيات، حيث قام المحتل بإعدامهم بدم بارد ودفنهم في مقابر جماعية، وتعكس هذه الجرائم عنجهية الكيان الصهيوني الذي يزيديوميا إلى سجله المزيد من الجرائم التي لم يسبقه لها أحد عبر العصور. وبالمقابل بقي العالم يتفرج على هذه الجرائم البشعة، وعوض أن تتحرك الدول العظمى لوقف آلة القتل الصهيونية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، راحت تدعو المقاومة الفلسطينية إلى الإفراج الفوري عن الأسرى الصهاينة في بيان أصدرته أول أمس الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب 17 دولة، وكأنه لم تكف الجرائم البشعة التي يرتكبها يوميا الكيان الصهيوني في غزة، لتتحرك هذه الدول لدعوة هذا الكيان الغاصب لوقف عدوانه على قطاع غزة، ووقف حمام الدم ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال ووقف سياسة العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، قبل أن تدعو هذه الدول المقاومة لإطلاق سراح الأسرى الصهاينة، وكشف بذلك هذا العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الكبرى التي تدعي الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، ولكن في واقع الأمر هي من تنتهكها من خلال الدعم اللامتناهي الذي تقدمه للكيان الصهيوني في هذا العدوان ليرتكب المزيد من الجرائم في حق المدنيين الأبرياء، أو من خلال أساليب القمع التي تنتهجها هذه الدول ضد طلبة وأساتذة جامعاتها الذين انتفضوا ضد العدوان على غزة، واستباحت شرطتها باحات الجامعات واعتقلت مئات الطلبة، دون ان تحترم الحريات وحقوق الإنسان مع شعوبها. وبخصوص المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في قطاع غزة، دعت حركة حماس إلى ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة فورا للتحقيق في هذه الجرائم البشعة التي تتكشف يوما بعد يوم، وتخص مرضى وجرحى مدنيين وأطفال ونساء، تعرضواللتنكيل والتعذيب الوحشي، إضافة إلى مؤشرات على دفن بعضهم أحياء، وحذرت الحركة في بيان صدر أمس من التغاضي عن هذه الجرائم، والاستمرار في سياسة الحماية والتغطية عليها، وتمكين المجرمين من الإفلات من العقاب. وفيما يتعلق بالبيان الذي أصدرته أمريكا و17 دولة التي دعت فيها حركة حماس إلى الإفراج عن الأسرى الصهاينة مقابل وقف الحرب، أوضح في هذا السياق القيادي في الحركة أسامة حمدان في تصريح صحفي بأن الحركة تريد وقف العدوان بشكل كامل وإزالة آثار العدوان بانسحاب كامل لقوات جيش الاحتلال من غزة وإنهاء الحصار وإعمارها وعودة النازحين إلى منازلهم، إلى جانب علمية تبادل عادلة بين الأسرى الفلسطينيين والصهاينة، مؤكدا بأن الحركة قدت عدة مبادرات كانت مرنةباعتراف الوسطاء، لكن الاحتلال حسبه لايزال يصر على استمرار العدوان ويهدد باجتياح رفح، مشيرا إلى أن الدول التي أصدرت هذا البيان يجب أن تركز جهودها في إنهاء العدوان على قطاع غزة، ووقف إمداد الاحتلال بالسلاح الأمريكي الذي يقتل المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال،وإذا ما انتهى هذا العدوان يكون من الطبيعي حسبه الذهاب إلى عملية تبادل أسرى، وانتقد حمدان عدم إصدار هذه الدول أي بيان يدعو لإنهاء الاحتلال، فيما يدعو البيان الأخير إلى تسليم الأسرى دون أن يتوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني. وعلى صعيد تطورات الوضع الميداني في غزة كشفت وزارة الصحة عن ارتكاب جيش الاحتلال 5 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة الأخيرة راح ضحيتها 51 شهيدا و75 مصاب، ليرتفع عدد الشهداء إلى 34356 شهيداو77368 مصابا منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي.
نورالدين ع