* الزاوية تستقطب طلبة من عدة دول
أصبحت الزاوية الصنهاجية الرحمانية، الكائنة ببلدية بن عزوز شرق ولاية سكيكدة، رغم حداثة نشأتها و في ظرف وجيز قلعة ومنارة لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وذاع صيتها داخل الوطن و خارجه، والمفلت أنها تنفرد بتدريس 14 تخصصا من تخصصات العلوم الشرعية، ما جعلها مقصدا للطلبة والأساتذة والدكاترة والمشايخ من مختلف الولايات.
كمال واسطة
توأمة علمية مع الأزهر الشريف
تستقطب الزاوية الصنهاجية أيضا، طلبة من ليبيا و تونس ومالي، ولها فرع في بوركينافاسو قام بفتحه أحد طلبة البلد تخرج مؤخرا من الزاوية، فيما أثمرت جهود شيخ الزاوية محمد بوسحابة، بعقد توأمة مع جامع الأزهر بمصر، تتيح لطلبة الزاوية التنقل إلى هذا الصرح العالمي ودراسة مختلف العلوم الشرعية هناك على اعتبار أن الشيخ بوسحابة من خريجي الأزهر الشريف.
ولا يقتصر دور الزاوية الصنهاجية الرحمانية على تعليم وتحفيظ القران فحسب، وإنما يتعداه إلى الجانب الاجتماعي من خلال التكفل بالعائلات الفقيرة وعقد مجالس الصلح واستضافة عابري السبيل، أما في شهر رمضان فيتوزع طلبتها الحافظون لكتاب الله عبر مساجد المدينة لإمامة المصلين.
تنقلت النصر، إلى الزاوية الرحمانية الصنهاجية التي تبعد عن بلدية بن عزوز بنحو 3 كيلومترات، أين وجدنا في استقبالنا شيخها محمد بوسحابة وهو شاب لا يتجاوز عمره 35 سنة يتولى إدارة شؤون الزاوية باقتدار ولا يغفل حتى يطمئن أن كل شيء يسير على ما يرام، يملك شيخ الزاوية سيرة ذاتية ثرية فقبل توليه شؤون تسيير هذا الصرح العلمي،حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ الطيب عايب وصالح حميدة بمنطقة بن عزوز، ثم ارتحل إلى زوايا سيدي علي أويحيى، وسيدي أعمر ولحاج، وسيدي السعيد بتيزي وزو، لحفظ القرآن وتعلم بعض المتون في النحو والصرف والتجويد، ثم سافر إلى قسنطينة في 2012، وقصد معهد الإمام البيضاوي للعلوم الشرعية لمدة عامين، وتلقى هناك علوما جمة عن كثير من المشايخ والدكاترة من أمثال الشيخ يوسف بوغابة، عبد الحق زداح، محمد بوركاب وغيرهم، ثم تحمس للاستزادة في طلب العلم فسافر إلى مصر والتحق بجامع الأزهر الشريف، وعكف على طلب العلوم ملازما كبار العلماء من أمثال الشيخ حسنين جبريل، وعبد الفتاح مدكور وفوزي آل هيكل، وعلي صالح الأزهري، والشيخ محمود عبد الرحمان، ومصطفى أبو زيد وأخذ منهم في النحو والصرف، والبلاغة، والأدب العربي والتجويد والعقيدة، وعلوم القرآن، والمنطق، والتفسير وغيرها من العلوم، وقد عين مؤخرا رئيسا لقسم الكراسي العلمية بالمسجد الجزائر الأعظم.
12 سنة من العطاء
نشأت الزاوية الصنهاجية الرحمانية في 2012، وهي امتداد عريق وعميق لأربع زوايا هدمها الاستعمار تمثل تراث منطقة بن عزوز، وهي زاوية الرحمانية في منطقة الطرايشة التي سبق وأن كانت محل زيارة من طرف العلامة عبد الحميد بن باديس في عين نشمة، وزاوية بمنطقة بومعيزة، والثالثة بمنطقة الرزنة، ورابعة بمنطقة أولاد مالك.
بعودته من مصر، تلقى الشيخ تشجيعا من أعيان المنطقة لتأسيس الزاوية وبعثها من جديد، وكان ذلك بمجهودات جبارة من القائمين على الزاوية وتبرعات المحسنين، وتم افتتاحها بصفة رسمية في مارس 2022 ،بحضور إمام الجامع الأعظم الشيخ محمد المأمون القاسمي، رئيس الرابطة الرحمانية للزوايا العلمية، بينما امتدادها الروحي فهو من زاوية الهامل القاسمية الكائن مقرها ببوسعادة ولاية المسيلة.
تحمل الزاوية حسب شيخها، رسالة تتمثل في تكوين نخب علمية تخدم العلم الشرعي الأصيل، لتكون مشاعل نور وهداية، وتربية وتعليم، تسهم في إصلاح الأفراد وحماية المجتمع وبناء الأمة الفاضلة، ولها رؤية تسعى من خلالها لتكون منارة علمية، تعنى بتحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف وتدريس العلوم الشرعية بالأسانيد المتصلة، وفق منهج وسطي معتدل، متكامل في بنائه موثوق في مضمونه.
أما عن الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، فأكد محدثنا أن الزاوية الصنهاجية الرحمانية تختلف عن بقية الزوايا المتواجدة في مختلف ولايات القطر، لأنها تركز على عدة جوانب أولا الجانب العلمي ويتمثل في تحفيظ القرآن وتعليم تجويده، وتحمل الحديث النبوي بالسند المتصل ودراسة العلوم الشرعية بمنهجية مؤصلة، إضافة إلى إعداد طلبة علم متخصصين ومندمجين في المجتمع لفهم روح الإسلام ورسالته وتعزيز الهوية الإسلامية، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في العقول.
وتهدف كذلك، لنشر الثقافة الشرعية ببعدها العقائدي والفقهي والسلوكي، وتخريج طلبة علوم يتميزون بالأصالة والمعاصرة لهم القدرة على تقديم الحلول السريعة للقضايا الآنية بروح اجتهادية، وكذا الإسهام في التعريف بحقائق الدين الإسلامي وعروضه درءا للفتن والتطرف.
أدوار عقائدية واجتماعية
و يرتكز الدور الاجتماعي للزاوية على عقد مجالس الصلح وإصلاح ذات البين والتعارف والتآلف بين قاصدي الزاوية والاستماع إلى مشاكلهم وتلبية حاجياتهم وتبادل الآراء والأفكار للنهوض بالمجتمع.
وقال عنها شيخ مسجد الجزائر الأعظم ورئيس الرابطة العلمية للزوايا محمد مأمون القاسمي الحسني، خلال زيارته إليها لحضور ختم صحيح البخاري وتدشين إقامة الطلبة، قال» إن الزاوية الصنهاجية الرحمانية العلمية، هي نموذج صالح عن مثل هذه المنارات القرآنية التي تمثل مرجعية دينية للجامعة بمنهجها الأصيل منهج الإسلامي الوسطي والمعتدل»، مشيدا بشيخ الزاوية محمد بوسحابة، الذي رحل وارتحل طلبا للعلم وسخر جل وقته لخدمة الزاوية.
نظام دراسة صارم
أما عن نظام الدراسة في الزاوية، فيتم تعليم وتحفيظ القرآن الكريم حسب ما ذكره الإمام المدرس إسماعيل شباني، وفق الطريقة التقليدية بواسطة القلم المصنوع من القصب واللوحة الخشبية، حيث ينطلق الطلبة من السابعة صباحا في قراءة الأحزاب شفاهة وكتابة، ويكونون ملزمين بمراعاة الرسم العثماني وهي مادة في القرآن الكريم، كما أنهم ملزمون بضبط القرآن الكريم حفظا ورسما حتى تكون لهم مرجعية تساعدهم في حال انتقالهم للدراسة في معهد أو إجراء مسابقة في هذا المجال.
ويطبق القائمون على الزاوية، نظاما صارما في التدريس، حيث يتم سحب الهواتف النقالة من الطلبة كل يوم جمعة إلى غاية الأربعاء بعد منتصف الليل، في إجراء يهدف مثلما قال المتحدث إلى إبقاء الطلبة على صلة بالصلاة والعبادة، وعلى ارتباط مع القرآن والدراسة، مع توفير هاتف خاص وضعته الزاوية تحت تصرف الطلبة للتواصل مع ذويهم في حالات الضرورة فقط ريثما يتم استرداد هواتفهم يوم الخميس.
يستيقظ الطلبة وفق النظام المتبع في الخامسة صباحا لأداء صلاة الفجر، ثم يمكثون في قاعة الصلاة لقراءة وحفظ القرآن الكريم إلى غاية السابعة موعد الفطور، بعدها وفي حدود التاسعة تماما تبدأ الدروس.ويتواجد في الزاوية نحو 40 طالبا من مختلف ولايات القطر الوطني معسكر، تقرت، أدرار مستغانم، سطيف، عنابة، وتمنراست، يرتلون ويحفظون القرآن ويدرسون مختلف العلوم الشرعية، و يشرف على تدريسهم وتحفيظهم أئمة متمكنون،و تتكفل الزاوية بالإيواء والإطعام من تبرعات المحسني.
وقد أشاد شيخ الزاوية بالدولة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد مجيد تبون، الذي يولي اهتماما كبيرا للزوايا من خلال تنظيمها، وتخصيص مستشار مكلف بها وبالمدارس القرآنية، من أجل الارتقاء بدور ومهام الزوايا في المجتمع و ليس كما كانت في السابق، كما أشاد أيضا بالدور الكبير الذي لعبه والي الولاية في تقديم الدعم والتشجيع للزاوية الصنهاجية.
نموذج تدريس نوعي في 14 تخصصا في العلوم الشرعية
وأكد الشيخ بوسحابة، الحرص على إيلاء العناية اللازمة لشق التدريس حتى يضع الطلبة في أحسن الظروف، مؤكدا أن برنامج الدراسة هو عبارة عن نموذج تعليمي قام بجلبه من جامع الأزهر، معتبرا الزاوية بمثابة معهد لا يقتصر فقط على تعليم وتحفيظ القرآن وإنما يقوم بتدريس علوم مختلفة ترتكز على منهجية تلقي العلم بمشافهة العلماء، ومراعاة التدرج في التلقي حسب السلم التعليمي الأصيل، و الاعتناء بالمصنفات والمتون العلمية التراثية وتنوع المقررات الدراسية بين حفظ ودرس، ومطالعة لتنمية الملكة العلمية لدى الطلبة.
وتشرف على تأطير الزاوية هيئة تدريس تضم عددا من المشايخ والعلماء المتخصصين في العلوم الشرعية مشهود لهم بالعلم والاستقامة والفكر الوسطي المعتدل.
ويقوم نظام التدريس على مستوى أول مدته سنة،في تخصصات علم النحو و علم الصرف و علم البلاغة، إضافة إلى علم العروض و الأدب و الفقه وأصول الفقه و العقيدة وعلم مصطلح الحديث، فضلا عن علوم القرآن، علم التجويد، علم السيرة، وعلم التصوف بالاعتماد على سلسلة من المراجع مثل كتاب الأجرومية بشروحها ومنها التحفة السنية للشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، كتاب البردة وشروحها ومنها شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وكتاب بداية الهداية للغزالي وغيرها.
أما المستوى الثاني فتكون الدراسة فيه لمدة سنتين، ويضم تخصصات علوم النحو، الصرف، البلاغة، العروض، الأدب، الفقه، أصول الفقه، المنطق، العقيدة، مصطلح الحديث، القرآن، التجويد، السيرة، وعلم التصوف.
طلبة بسن 15 سنة يحفظون كتاب الله ويؤمون المصلين
رغم حداثتها نجحت الزاوية في تحقيق العديد من أهدافها لا سيما من حيث تعليم وتحفيظ الطلبة القرآن الكريم حيث صادفنا طلبة لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، يحفظون كتاب الله كما استطاعت أن تنتشل أطفالا من حياة التشرد والانحراف في الشارع كقصة طفل يناهز 15 سن يدعى (م.ح) من سكيكدة، صرح للنصر، أنه كان يعيش حياة صعبة بعد فشله في مساره الدراسي ليجد نفسه في الشارع وسط المنحرفين قبل أن يهتدي والده إلى الزاوية، وقال إن مستقبله كاد يضيع لكن حياته تغيرت الآن نحو الأفضل وأصبح يحفظ حوالي 28 حزبا و5 متون، بعد أن كان لا يحفظ شيئا من القرآن.
وهنا توجه شيخ الزاوية بنداء للأولياء والعائلات يطلب منهم إرسال أبنائهم الذين فشلوا في الدراسة إلى الزاوية للتكفل بتعليمهم وتحفيظهم القرآن الكريم، وتدريسهم العلوم الشرعية إلى غاية تخرجهم كإطارات ومشايخ، وقال إنه مستعد لاستقبالهم والتكفل بنحو 100 طالب «حتى ولو كلفه ذلك بيع قميصه» كما عبر.
وتحدث الشيخ بوسحابة، عن الطلبة الأجانب الذين تستقبلهم الزاوية سواء من دول عربية مثل لبيبا وتونس أو إفريقية مثل نيجيريا ومالي، وتحدث عن طالب من بوركينافاسو تخرج مؤخرا، حافظا لكتاب الله بقراءة ورش ولما عاد إلى بلده قام بتأسيس فرع للزاوية الرحمانية الصنهاجية لتعليم وتحفيظ القرآن.
وهناك حسبه، طلبة آخرون من نيجيريا يدرسون بجامعة عنابة، يقصدون الزاوية في العطل كغيرهم من الطلبة الجزائريين للدراسة في الزاوية من أجل الحصول على الأسانيد والإجازات، واستظهر لنا شيخ الزاوية كل الشهادات التي تحصل عليها في الأسانيد والإجازات و القراءات العشر من جامع الأزهر، في كل العلوم الشرعية.
علم و استجمام
وتستقبل الزاوية في فصل الصيف، أعدادا كبيرة من أبناء الجنوب بينهم طلبة من تمنراست، تيقنتورين، تينزواتين كما تعد قبلة لطلبة من ولايات عديدة تستقطبهم الدورات العلمية فيها، ولقضاء أيام من الراحة في مقر الزاوية الذي يبعد نحو 6 كلم.
مضيفا، أن الإقامة الجديدة التي تم تدشينها مؤخرا،من طرف رئيس الرابطة العلمية وشيخ مسجد الجزائر الأعظم رفقة والي الولاية، من شأنها أن ترفع طاقة استيعاب الطلبة والتكفل بهم من حيث الإطعام والمبيت مجانا، كما يجري التفكير في إنجاز مركز إقامة محترم لاستقدام طلبة الزوايا والمدارس القرآنية من الجنوب لحضور دورات في حفظ القرآن وتلقي مختلف العلوم والاستمتاع برحلات بحرية كذلك.
معلقا :» نستقبل في الصيف ضيوفا من الجنوب ونتكفل بهم من حيث الإطعام والمبيت، كما تنظم الزاوية كل يوم جمعة دورات علمية يحضرها أساتذة من كل ولايات الشرق. «
بعثات علمية نحو الخارج
وشرعت الزاوية الصنهاجية، وفق اتفاقية توأمة في إرسال طلبتها المتخرجين إلى جامع الأزهر الشريف، لاجتياز امتحان تحديد المستوى لإتمام دراستهم العليا في هذا الصرح العالمي، وقد تم لحد الآن حسب المتحدث إرسال طالب واحد وقد شرع في تلقي الدراسة هناك على أن تتكفل الزاوية بمصاريف الدراسة والإقامة، يقول الشيخ:» تنقلت شخصيا لحجز غرفة لهذا الطالب، فيما ينتظر أن يتم إرسال طالب ثان قريبا بعد إتمام الإجراءات الإدارية»، مبرزا أهمية هذه التوأمة باعتبارها مكسبا كبيرا للزاوية وأيضا للجزائر لتخريج طلبة أزهريين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل لتلقين مختلف العلوم الفقهية والعلمية لأبنائنا.
ولا تقوم الزاوية فقط بتحفيظ القرآن، وتدريس العلوم، وإنما تقوم بدور ومهام ونشاطات مختلفة في الجانب الاجتماعي، مثل دعم الفقراء والمرضى والمحتاجين بمختلف أشكال المعونة، وإيواء الزائرين وعابري السبيل وضيافتهم و الصلح بين الناس حتى خارج بن عزوز، وهناك من يقصد الزاوية من أجل إيجاد حلول لمشاكل الطلاق بين الأزواج وأيضا الميراث والنزاعات على الأرض.
ويضيف الشيخ» نسعى في كل مرة إلى احتواء مشاكل الناس المتشعبة، بالإضافة إلى نشاطات في الجانب الثقافي مثل إقامة مجالس الذكر، و الحفلات الدينية، تبادل الزيارات مع الزوايا والمؤسسات الدينية الوطنية والخارجية، للاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين
إضافة مهمة لولاية سكيكدة
اعتبر منسق المجلس العلمي للزاوية الأستاذ الدكتور محمد حمروش، أن الزاوية الرحمانية الصنهاجية، تعد إضافة مهمة وقد قدمت الكثير من إنشائها خصوصا في مجال تعليم، وتحفيظ القرآن الكريم وعلوم الشريعة الإسلامية وهي بذلك منارة وقلعة تفتخر ولاية سكيكدة بها وتسعد بوجودها. مشيدا بشيخ الزاوية محمد بوسحابة، الذي يقوم بدوره دون كلل ولا ملل ويأخذ من جهده، و من ماله من أجل نجاح الزاوية، وهي مؤهلات سمحت له بالتواجد كمشرف على قسم الكراسي العلمية بجامع الجزائر الأعظم، وهذا في حد ذاته اعتراف بجهود وأهلية الشيخ كما عبر.
وأضاف المتحدث، الذي يدرس مادة السيرة النبوية الشريفة أنه يتشرف بتكليفه من طرف شيخ الزاوية بإعداد البرنامج العلمي رفقة مجموعة من الأساتذة، وقال: « نطمح أن يستمر البرنامج وينجح لسنوات، وأن يتطور المستوى أكثر».
والزاوية الرحمانية الصنهاجية، بحسبه تتميز بكونها تعلم القرآن الكريم، ومجموعة من العلوم الشرعية، و قد حققت برغم حداثة نشأتها نجاحا باهرا و ثمارا بدليل أنها أصبحت تستقطب طلبة من مختلف ولايات الوطن، بل أكثر من ذلك يقصدها طلبة من الخارج، يرجعون إلى بلدانهم بزاد من المعرفة في القرآن والعلوم الشرعية.كما استطاعت أن تستقطب يضيف المتحدث، علماء وباحثين ودكاترة ومشايخ من بقية الزوايا عبر الوطن، وهنا يظهر تأثيرها في كل من يرتادها، لدرجة أن من يسألون عما إذا وجدوا ما يبحثون عنه في الزاوية، يجيبون بنعم وكلهم فرح وسرور، وتجدهم ملتزمين بالنظام العام و المرجعية ولا يكادون يفارقون المكان.
من جهة أخرى، أكد منسق المجلس العلمي أن للزاوية طاقما من الأئمة والمتطوعين والمحسنين ورجال المال والأعيان من مختلف أنحاء الولاية، ومعهم السلطات الولائية يسهرون على نجاحها بتقديم إعانات والوقوف بجانبها بدليل رصد مشاريع ضخمة ساهمت في تمويلها ولاية سكيكدة عن طريق مديرية الشؤون الدينية والأوقاف.
الشيخ عمار عين ساهرة على تفاصيل الزاوية
يعتبر الشيخ عمار كبير الأعيان، العين الساهرة على تفاصيل الزاوية كلها، سخر جل وقته لخدمتها و العناية بمرتاديها، قابلناه في قاعة الصلاة، فأكد بأن الزاوية بمثابة سبيل وطريق للخير والصلح بين الناس، معلقا : «عملنا لا يقتصر على يوم أو أسبوع أو شهر وإنما على مدار السنة».
وتتحمل الزاوية أعباء كبيرة حسب المتحدث، فهي تتكفل بالمأوى والمأكل والمشرب لـ 40 طالبا في مقابل نقص في الموارد المالية إذ تسير حاليا بالاعتماد على تبرعات المحسنين، داعيا إلى المساهمة أكثر في تحسين ظروف التمدرس والإيواء. وحسبه فإن الزاوية تتربع على مساحة تقدر بهكتارين وتضم قاعة صلاة تتسع لـ 250 مصليا، وداخلية تضم 10 غرف تستوعب 80 سريرا، وقاعة للضيوف.
من جانبه، أضاف الشيخ بوسحابة، أن الزاوية تشهد إقبالا كبيرا، ومن المنتظر أن تساهم الإقامة الجديد في تخفيف الضغط، مع العمل على رفع طاقة الاستقبال إلى 200 طالب لأن مساحة الزاوية واسعة يمكن استغلالها لإنشاء مبنى وإنجاز أقسام وإدارة ومرافق أخرى.
ويبقى السعي حثيثا كما عبر لتجاوز الصعوبات التي تواجهها الزاوية، بسبب عدم ربطها بشبكة الغاز، وصعوبة تسديد فواتير الكهرباء نظرا للأعباء والنفقات الشهرية الخاصة بالإطعام، ورواتب الموظفين والمعلمين والعمال،دون احتساب مصاريف ضيوف الزاوية من مختلف ولايات الوطن وحتى من الخارج، لحضور الدورات العلمية والاستفادة من الإجازات.
ك. و