كشف، أمس، وزير الطاقة محمد عرقاب عن ترقب دخول الخمس محطات لتحلية مياه البحر الجاري إنجازها، حيز الخدمة شهر ديسمبر المقبل، مؤكدا أن التجارب الأولية ستنطلق بها شهر سبتمبر، في «تحدي رفعته الكفاءات الجزائرية ومؤسسات وطنية مهيكلة، استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي يتابع يوميا وباهتمام أشغال الإنجاز، لتزويد المواطن وتلبية احتياجاتهم من المياه الشروب».
وأكد عرقاب خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته لولاية عنابة، أمس، بأن وتيرة الإنجاز متقدمة على مستوى محطات التحلية الخمس بكل من الطارف، بجاية، بومرداس، تيبازة بفوكة، وكذا وهران.
وأضاف الوزير لدى معاينته محطة التحلية الجاري انجازها بكدية الدراوش بالطارف، بأن هذه المحطة الهامة التي ستزود 4 ولايات بالمياه بقدرة إنتاج 300 ألف متر مكعب، الحصة الكبرى منها موجهة لولاية عنابة بـ 160 ألف متر مكعب يوميا، ستدخل الخدمة شهر ديسمبر، حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال بها 68 بالمائة، يجري تدارك التأخر مع استلام المعدات الإستراتيجية من الخارج بمساعدة قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، التي سخرت الطائرات الكبيرة لجلب العتاد، ما سمح بربح الوقت، بدل شحنها على متن البواخر نتيجة تعقيدات برمجة النقل البحري مع الاضطرابات الدولية.
وحسب العرض التقني للمحطة، وصلت نسبة الأشغال الهندسية 95 بالمائة، وتوريد المعدات 74 بالمائة، وأشغال البناء المعدني 57 بالمائة، مع الانطلاق في أشغال الجر البحري بأعالي البحر، مع وصول القنوات لميناء عنابة جاري نقلها إلى الموقع، حيث يرتقب إجراء التجارب الأولية بمحطة التحلية للدراوش بتاريخ 14 سبتمبر المقبل.
و دعا وزير الطاقة لدى زيارة مركب فرتيال التابع لمجمع أسمدال بعد استرجاع كامل الأسهم من الشريك الأجنبي شهر جوان الماضي، إلى مواكبة المجمع وفق الخطة الجديدة التي رسمتها شركة سونطراك، للرفع من نسبة تحويل خام البترول والغاز الطبيعي والأسمدة لنسبة 50 بالمائة.
وشدد الوزير على ضرورة رفع مستوى الإنتاج بفروع أسمدال عن طريق تحديث الأجهزة واستعمال التكنولوجيات الحديثة، بهدف تغطية الطلب المحلي على الأسمدة، ضمن البرنامج الذي سطرته الدولة لزراعة 2 مليون هكتار من الزراعات الإستراتيجية في الجنوب، ومرافقة وزارة الفلاحة في جميع الشعب. وأكد الوزير بأن عملا كبيرا ينتظر أسمدال خاصة مع إعادة هيكلتها وتنصيب الرئيس المدير العام الجديد بوطوبة بعطوش، الذي كان يشغل منصب مدير عام مساعد بسوناطراك.
وخلال الزيارة عاين عرقاب المجمع الإداري الجهوي الجديد الذي شيد بالمقر القديم لشركة سونلغاز بحي برمة الغاز، و الذي يضم 5 بنايات مخصصة لفروع سونلغاز، لنقل الكهرباء والغاز، التوزيع، والخدمات الإجتماعية وغيرها من الفروع، مهمة المجمع حسب الوزير تسيير منظومة الكهرباء والغاز بالطرق الحديثة وفي ظروف ملائمة، بهدف مواكبة التطورات التي يعرفها المجمع.
ولدى إشراف الوزير على تدشين مركز تحويل الكهرباء بالمدينة الجديدة ذراع الريش، أكد بأن الجزائر نجحت في توفير الطاقة الكهربائية في أوقات الذروة صيفا و تتوجه لتصدير الفائض، مشيرا إلى أن المركز الجديد بعنابة، تبلغ طاقته الإنتاجية 220 كيلو فولط، يضمن تزويد عدة مدن، كما يلعب دورا في توفير الطاقة اللازمة للسكان وتغطية المحيطات الفلاحية، إذ يتم استغلال 33 بالمائة من الطاقة الكهربائية المنتجة بعنابة، والمتبقية أصبحت فائضا.
كما أشرف وزير الطاقة على وضع حجر الأساس لإنجاز مركز التكوين ومدرسة لمكافحة الحرائق، تابعة لمجمع نفطال هدفها رفع الجاهزية للتحكم في الحرائق بمختلف القواعد البترولية وتوزيع البنزين. إلى جانب انجاز وحدة جهوية للشؤون الإجتماعية والثقافية، تضم روضة للأطفال وإقامة تتسع لـ 150 شخصا، وقاعة متعددة الرياضات، و ستنجز هذه المشاريع على مساحة 19 ألف متر مربع.
وأكد الوزير على أهمية التدريب والتكوين في تدخلات مكافحة الحرائق و الوقاية وحماية الأفراد والمنشآت، وأمر بتلبية احتياجات المدن الساحلية من الوقود، لتغطية الطلب مع تزايد الزوار والسياح صيفا.
حسين دريدح
