الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

مزودة بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي: طالبـات يبتكـرن نظـارات تتيـح للمكفـوفين القـراءة ومعرفـة الأشيـاء

تمكنت أربع طالبات بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة من ابتكار نظارة ذكية موجهة خصيصا لذوي الهمم و على وجه التحديد فئة المكفوفين وضعاف البصر وقد تم ذلك بتأطير ومرافقة من الأستاذ محمد شيخ، حيث يهدف المبتكر، إلى تحسين نمط حياة المعنيين وإعطائهم الأمل في غد أفضل، فضلا عن إمكانية الاعتماد على النفس بشكل كبير.

تمكن من التعرف على الأشياء داخل البيت وخارجه
تتيح النظارة المزودة بآخر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، قراءة ومعرفة كل الأشياء التي تحيط به سواء أكان داخل المنزل أو خارجه.
وأكد الدكتور محمد شيخ، مختص في الذكاء الاصطناعي والأمن المعلوماتي بجامعة سكيكدة، أن المشروع يندرج في إطار القرار الوزاري رقم 12-75 و قد تم إنجازه بمعية 4 طالبات هن مروة ثغري، وإيناس بوغمارة، وإيمان لبعيلي، وأحلام هادف، ويتمثل في نظارات ذكية موجهة خصيصا لفئة ذوي الهمم، وعلى وجه الخصوص فئة المكفوفين أو الذين يعانون من ضعف البصر، وله خصائص أخرى تفيد فئة الأميين.
وتحتوي هذه النظارات الذكية على آخر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي التي تمكن المستفيدين منها من عدة امتيازات وفوائد لأنها تسمح للمكفوف بمعرفة كل الأشياء التي تحيط به سواء داخل المنزل مثل الكرسي، والطاولة و الخزانة و التلفاز، أو خارجه مثل السيارة، و العربة و الشجرة و الحيوان و ما إلى ذلك.
فرصة للقراءة دون تقنية البرايل
ويستطيع هذا النظام تحديد طبيعة واسم 90 شيئا، سواء كانت أشياء جامدة أو متحركة، ويمنح المكفوف إمكانيات أو خصائص جد مهمة، كما توفر إمكانية قراءة كل النصوص من الكتب و الجرائد وحتى اللافتات، فهذا الابتكار حسب المتحدث، يمثل نقلة نوعية تسمح للمكفوفين بالقراءة دون الاعتماد على تقنية البرايل وهي سابقة من نوعها.
وتمكن هذه النظارة المكفوف أيضا، من معرفة الأشخاص المحيطين به ومن يتحدث إليهم، وهي خاصية جد مهمة، بالإضافة إلى أن النظارة موجهة كذلك للأميين لتساعدهم على قراءة مختلف المستندات سواء الإدارية أو اللافتات في الشارع.
ويضيف المتحدث، أن فكرة المشروع قائمة على مساعدة هؤلاء الناس وتحسين نمط حياتهم و منحهم الأمل في حياة أفضل، وهذا في صلب الأهداف الأساسية، أي أن يكون المكفوف مستقلا و لا يحتاج إلى مرافق دائم، وقادرا على الاعتماد على النفس بشكل شبه مطلق.
من جهتهن، أكدت الطالبات أن فكرة النظارة الذكية جاءت من منطلق الوضعية الصعبة التي يعيشها المكفوفون، وسعيا لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع و تجاوز عقبة ضعف البصر، كما أنها مفيدة كذلك للأميين.
وقلن، إنه بعد مناقشة الموضوع مع الأستاذ المؤطر محمد شيخ، قررن أن يقدمن مشروعا يخدم فئة هشة حيث وضعن مخططا يساعد ويتيح لهؤلاء حياة سهلة ومستقلة، بعد تسجيل أهم احتياجاتهم خاصة وأنهم اعتادوا في حياتهم على وجود مرافق في كل تحركاتهم ونشاطاتهم ومن هنا ولدت فكرة المبتكر.

وتحتوي النظارة الذكية على كاميرا و سماعات بلوثوث و كابل توصيل و أزرار و ميكروفون، وبطارية، ومسرى تسلسلي عام و مبرمج. والمشروع مثلما أكدن، يفتح آفاقا كبرى في الجزائر خاصة وأن العتاد الموجود في النظارة الذكية جزائري بشكل كامل.
وقدم الأستاذ شيخ، شروحات أكثر في هذا الخصوص من خلال الإشارة إلى أن الأجزاء التي ذكرتها الطالبات تتمثل في العتاد وفيها جوانب تقنية، لكن استغلال الذكاء الاصطناعي في النظارات يعتمد فعليا على الهاتف النقال، لأن معالجة الصور والفيديو وكيفية التعرف على الأشخاص والكتابة والقراءة كلها مهام منوطة بالهاتف النقال، وتتم عن طريق برنامج خاص بالذكاء الاصطناعي.
موضحا :» يوجد جزء خاص بالعتاد وجزء ثان خاص بطرق الذكاء الاصطناعي، المتعلقة بمعالجة الصور والصوت وغيرها، لأن الكفيف يحتاج فقط لإصدار أوامر صوتية، لنسخة النموذج المتوفرة حاليا باللغة الفرنسية فقط، على أن نعمل مستقبلا على تعريبها».
هكذا يتم تشغيل النظارات عن طريق الهاتف
وعن كيفية تشغيل أو عمل النظارة ذكر المتحدث أنه تم تجريبها بنجاح من طرف مكفوفة، يحث يمكن لمستخدمها أن يعطي الأمر للنظارة للسؤال ومعرفة الأشخاص المحيطين به، وهي خاصية مهمة جدا فمثلا عندما يدخل على الكفيف شخص تتعرف النظارة عليه مباشرة إن كان مسجلا مسبقا في ذاكرتها، إما غير ذلك فتشير إليه بأن من يقف أمامه شخص مجهول.
كما تسمح النظارة للكفيف عند تجريبها بالقراءة بصفة عادية، علما أن العمل جار على تطوير النموذج الأول ليشمل خدمات أكثر تسمح لمستخدمه بالاعتماد كليا على نفسه و القراءة دون برايل، حيث يكفي فقط أن يعطي أمرا للنظارة حتى يتمكن من قراءة النص الذي أمامه و تحديد طبيعة الأشياء المحيطة به، ما يجعل الابتكار مهما ويفتح لمستخدمه مجالات للتوظيف.
وعاد الأستاذ المؤطر ليؤكد أن النظارة الذكية المبتكرة حاليا هي نموذج أولي يعتمد على وسائل متوفرة في السوق الوطنية، مع التفكير في توظيف تكنولوجيا أكثر تطورا عند بلوغ مرحلة التسويق مستقبلا.
على أن تشمل عملية التطوير كذلك، خصائص أكثر لتكون النظارة كافية لوحدها بالنسبة للكفيف، وتغنيه كليا عن العصى والمرافق، وتكشف له العوائق والمخاطر قبل أن يصل إليها، كما يمكن تزويدها بنظام تحديد المواقع(جي بي اس).
مضيفا، أن الطالبات بصدد القيام بالإجراءات القانونية الخاصة بحقوق الملكية وبراءة الاختراع ولابل، تليها مرحلة الحصول على المقر، ثم بداية تجسيد المشروع ليخرج إلى النور، تمهيدا للعمل على تطويره ويبقى كل ذلك كما قال رهينة توفر الامكانيات.
كمال واسطة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com