الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

إيمان خليف تنتصر لنفسها وبلدها وتترصع بالذهب: قصـــــة ملهمــــة لبطلــــــة واجهـــت العالـــم بقفازيــــــن

انتصرت لنفسها وبلدها وترصعت بالذهب:
إيمـان خليـف .. قصة ملهمــة لفتــاة هزمت عالما متوحشا
إعداد: صالح فرطاس
شكّلت الميدالية الذهبية التي أحرزتها الملاكمة إيمان خليف سهرة أول أمس، بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية المقامة بباريس، النهاية السعيدة لقصة «دراماتيكية» لرياضية رفعت الكثير من التحديات، وواجهت عقبات «استثنائية»، إلا أن سلاح الإرادة و»النيف» الجزائري كان كافيا لكتابة صفحة جديدة في سجل الرياضة العالمية، خاصة وأن الأمور تعدت الخطوط الحمراء، والذهب الأولمبي كان بمثابة اللكمة التي وجهتها البطلة الجزائرية لكل من سولت له نفسه السقوط إلى أدنى مستويات الدناءة، والتشكيك في «أنوثة» إيمان، لتكون الدموع التي ذرفتها في قاعة «رولان غاروس» عند ترصيع صدرها بالمعدن النفيس، أبرز دليل على أن خليف قاومت بإرادة فولاذية من أجل تجسيد الحلم الذي راودها، لأنها آمنت بقدراتها، والمساندة الكبيرة التي حظيت بها في الفترة الأخيرة، والتعبئة التي أظهرتها الدولة الجزائرية، حكومة وشعبا، زادت من إصرارها على رفع التحدي، لتكون خاتمة هذه المشاركة بانتزاع «ميدالية الكرامة»، كأفضل رد من الحلبة على المتنمّرين الذين كانوا وراء استهدافها، وحاولوا قطع الطريق مجددا أمامها، إلا أن موقف اللجنة الأولمبية الدولية، سمح بالتوقيع على شهادة ميلاد بطلة أولمبية «استثنائية»، ستبقى قصتها مكتوبة بحبر، تركيبته مزيج بين الدم والدموع والذهب، في صفحات الرياضة العالمية و»الأولمبياد» على مر التاريخ.

قصة هذه البطلة لن تخرج عن إطار واحدة من أبناء الجزائر العميقة، التي تسلحت بالإرادة، وحققت انجازا نصبها في خانة أول امرأة عربية وحتى إفريقية، تحرز ميدالية في منافسة الملاكمة «النسائية» في تاريخ الأولمبياد، دون الأخذ في الحسبان معدن هذه الميدالية، وبصرف النظر عن الظروف التي كان فيها هذا التتويج، لكن سطوع خليف سهرة أول أمس كنجمة في سماء قاعة «رولان غاروس» بباريس وضعها في حجمها الحقيقي كبطلة أولمبية شقت طريقها إلى «العالمية» بامتياز، في رحلة كانت محفوفة بالحواجز، ومع ذلك فإن نهايتها كانت بمشهد «هيتشكوكي»، أسعد ملايين المتعاطفين معها، فضلا عن كون هذا الانجاز كسر كل «الطابوهات»، لأن خليف رصعت قفازها «الناعم» بذهب أولمبي، كأول امرأة جزائرية تخرج من حلبات الملاكمة، بميدالية في تاريخ الألعاب الأولمبية.
المدرب شعوة غيّر مسارها

وكانت إيمان قد آمنت بحظوظها في الخروج من «أولمبياد» باريس 2024 بميدالية، وهو الحلم الذي جعل كل الجزائريين يعلقون عليها آمالا عريضة للعودة بالرياضة الجزائرية إلى اللائحة في هذه النسخة من الألعاب الأولمبية، لكن الحقيقة أن أول المتفائلين بميلاد بطلة أولمبية جزائرية في الملاكمة كان المدرب محمد شعوة، وكان ذلك قبل 8 سنوات، لأنه صاحب الفضل الكبير في الانجازات التي ما فتئت تحققها خليف، والبطلة لم تنكر أبدا هذا الجميل، فأصرت على الاحتفاظ بمدربها الأول ضمن طاقمها، حتى بعد سطوع نجمها «عالميا»، في رسالة واضحة المضمون، تجسد وفاء وإخلاص إيمان للمحيط الذي نشأت فيه.
ولئن كانت خليف قد أصبحت حاليا محل اهتمام إعلامي «عالمي» كبير، خاصة بعد تتويجها بالذهب الأولمبي، رغم الحملة المسعورة التي استهدفتها، فإن النجومية التي بلغتها كانت ثمرة تضحيات جسام، واعتلاء المنصة الأولمبية لم يكن هدية تلقتها، بل عبارة عن انجاز تاريخي ولد من رحم المعاناة، لأن إيمان التي ولدت ذات 02 ماي 1999 بمدينة الأغواط عاشت ظروفا اجتماعية قاسية جدا، وقد اضطر والدها بعد أشهر قليلة من ولادتها إلى حط الرحال بقرية بيبان مصباح المعزولة، التابعة إداريا لبلدية عين بوشقيف بولاية تيارت، ولم يكن أبدا يتصور بأنه سيأتي يوم وتصبح فيه عائلته محل اهتمام إعلامي كبير، لكن سلاح الإرادة ساهم في تجسيد «معجزة» رياضية، أخرجت أسرة خليف من منطقة «بيبان مصباح» من دائرة الظل إلى الأضواء «العالمية»، في قصة انطلقت حلقاتها من بيت «قصديري» كانت تعيش فيه إيمان رفقة عائلتها ظروفا اجتماعية جد قاسية، وفي أعلى درجات الفقر المدقع، وفي أرجاء تلك القرية الريفية كانت هذه الفتاة تضطر إلى ممارسة رياضة كرة القدم مع الجيران، في واحد من المنافذ الحتمية للتعايش مع الوضعية القاهرة، لأن فترة الطفولة في مثل هكذا مناطق، لم تكن لتضع الحواجز بين الإناث والذكور، وعادة ما تكون الفضاءات محطة لاكتشاف أبطال المستقبل، إلا أن الحقيقة أن إيمان خليف كانت في طفولتها بصدد صقل مواهبها في الممرات الترابية لقرية بيبان مصباح، ولم تكن تدري بأنها ستصبح ذات يوم بطلة أولمبية، لأنها ببساطة لم تضع بتاتا أي مشروع رياضي في مفكرتها، حتى أن عائلتها لم تكن تتوفر على جهاز تلفزيون، يسمح للأبناء بتسطير أحلام المستقبل.
والدها رفض صعودها الحلبة !

وكانت إيمان في حوار خصت به النصر في جوان 2020 قد روت قصتها «الدراماتيكية»، التي تبقى فصولها تزاوج بين المعاناة الكبيرة وأول خطوة في مشوارها الرياضي، عندما تم اختيارها ضمن المنتخب المدرسي للمشاركة في سباقات العدو الريفي، من منطلق الجاهزية البدنية التي اكتسبتها من احتكاكها بمباريات كرة القدم في شوارع القرية التي تقطنها، ليكون أهم منعرج في حياتها الرياضية في سنة 2016، لما كانت بصدد المشاركة في إحدى السباقات، حيث أبدى محمد شعوة، مدرب نادي الحماية المدنية لتيارت، إعجابه بمؤهلات خليف، فألح على ضرورة انضمامها إلى فريقه للملاكمة، وقد عرض عليها الفكرة، لأنه رأى فيها الرياضية القادرة على تجسيد مشروع طالما راهن عليه، وذلك بمراعاة البنية المرفولوجية والامكانيات البدنية العالية، إلا أن المرور إلى مرحلة التجسيد كان في غاية الصعوبة، لأن «عمي عمار» رفض الفكرة من أصلها، وقد أسس تحفظه في بادئ الأمر على عدم توفره على الإمكانيات المادية، التي تسمح له بتغطية مصاريف تنقل ابنته إيمان من قرية «بيبان مصباح» إلى عاصمة الولاية من أجل إجراء 3 حصص تدريبية في الأسبوع، لأن الظروف الاجتماعية للعائلة لم تكن تسمح، كما أنه لم يقتنع بتاتا بانخراط فتاة في رياضة الملاكمة، لأنه يرى بأن هذا الاختصاص رجالي فقط، ولم يكن أي فريق نسوي للملاكمة في الجزائر، بصرف النظر عن تحججه بعدم القدرة على مواجهة نظرة المجتمع جراء هذا الاختيار.
باعت الخبز و»كسرة المطلوع» لتوفير أولى متطلبات الحلم
وبين إصرار المدرب شعوة على ضرورة تجسيد المشروع، وتمسك عمار خليف بمواقفه الرافضة للفكرة، اضطرت إيمان إلى لعب دور «الوسيط»، مع محاولة إقناع والدها، إلى درجة أنها كانت تبادر إلى بيع الخبز و»كسرة المطلوع» على حافة الطرقات، حتى يتسنى لها توفير مصاريف التنقل إلى تيارت لإجراء الحصص التدريبية، حتى لا تثقل كاهل أسرتها بمصروف إضافي، خارج المتطلبات الضرورية للحياة اليومية، كما أنها اضطرت في أحيان أخرى إلى تجميع الخردوات والقارورات البلاستيكية وبيعها، للحصول على أموال تكفي لتغطية تكاليف التنقل إلى عاصمة الولاية، في «سيناريو» كان كافيا لتليّين موقف والدها، سيما وأن المدرب محمد شعوة كان في غالب الأحيان يضمن رحلة عودة إيمان إلى مقر إقامتها مباشرة بعد نهاية الحصص التدريبية، وكانت عنصرا من بين 3 ملاكمات في الفريق، وجدن أنفسهن يتدربن مع زملاء من الذكور، في منازلات عمد المدرب إلى برمجتها بانتظام لكسر كل الحواجز المقترنة بالعنصر النسوي، ولو أن الدخول بسرعة البرق إلى أجواء المنافسة الرسمية، ساهم بشكل كبير في شق طريق خليف نحو الألقاب، على اعتبار أنها خاضت أول منافسة لها بعد 3 أشهر فقط من التحاقها بنادي الحماية المدية لتيارت، لأن المدرب محمد شعوة راهن على مؤهلاتها البدنية، فأدرجها ضمن القائمة المعنية بالمشاركة في كأس الجزائر سنة 2016، وقد كانت الميدالية الذهبية من نصيبها، مع تلقيها الدعوة الرسمية للالتحاق بالمنتخب الوطني.
دورة داكار بوابة دخول العالمية
كسر إيمان خليف كل «الطابوهات» في قرية «بيبان مصباح» النائية، والمصنفة ضمن مناطق الظل، تجلى في الدعم الكبير الذي أصبحت تحظى به من كل ساكنة هذه القرية، على اختلاف الأعمار والجنس، لأنها تحولت بالنسبة لهم إلى «مفخرة»، وهذا بعد احتكارها اللقب الوطني لمدة 4 سنوات متتالية، رغم أن تواجدها مع المنتخب الوطني، وتتويجها بهذه الألقاب لم يكن ليخرجها من المعاناة الاجتماعية القاسية التي تعيشها، بدليل أنها بقيت وفية لعادتها، وذلك بالاعتماد على عائدات بيع «الخبز» لتغطية شطر من مصاريف التنقل لإجراء الحصص التدريبية، وقد توقفت اضطراريا عن الدراسة بسبب الظروف الاجتماعية القاسية لعائلتها، لكنها اختارت الرياضة كطريق مستقبلي، والرهانات أخذت تكبر أكثر فأكثر، كما أن نسق التدريبات تصاعد، وزادت معه المصاريف والتكاليف المالية، إلا أن إيمان اصطدمت بهذا الحاجز، ولم تجد بجانبها سوى المدرب شعوة، الذي آمن بقدراتها، ورأى فيها البطلة التي باستطاعتها إهداء الجزائر ميدالية أولمبية ذات يوم.
طريق إيمان خليف نحو «العالمية» انطلق من محطة داكار، لأن العاصمة السنغالية كانت في فيفري 2020 شاهدة على انجاز تاريخي غير مسبوق في تاريخ الرياضة الجزائرية، بتأهل إيمان إلى أولمبياد طوكيو 2020، كأول امرأة تضمن مشاركة القفاز الجزائري في أكبر حدث رياضي عالمي، وهو الانجاز الذي فتح الأبواب أمام إبنة قرية بيبان مصباح، لأن السلطات المحلية لولاية تيارت، وعند تكريمها على هذا التأهل التاريخي إلى الألعاب الأولمبية، قررت إلحاقها بدفعة الحماية المدنية، بحكم أنها تدافع عن ألوان النادي التابع لهذا السلك على مدار 4 مواسم متتالية، في قرار كان بمثابة مكافأة لها، وخلصها نسبيا من الظروف المادية التي كانت تتخبط فيها، وكادت أن تقطع مشوارها الرياضي لولا إصرار المدرب شعوة.
جانبت المجد في طوكيو وكسبت الرهان في باريس
التأهل إلى أولمبياد طوكيو كان التجسيد الميداني لأول رهان كان المدرب محمد شعوة قد رفعه عندما أصر على ضم إيمان خليف إلى فريقه، إلا أن جائحة كورونا كادت أن تتسبب في قبر هذا الحلم، لأن الأزمة الوبائية زادت من متاعب خليف، التي لم تكن تتوفر على أبسط الإمكانيات التي تسمح لها بمواصلة النشاط الرياضي بعيدا عن قاعة التدريبات، والبرنامج الانفرادي الذي سطرته لم يكن بالإمكان تنفيذه في الغابة المحاذية لقرية بيبان مصباح، لأن الاكتفاء بالجانب البدني لا يكفي للملاكمين بالمحافظة على جاهزيتهم، بل يلزمهم الاحتكاك أكثر بالمنافسة وأجواء الحلبة، وهو أمر أثر كثيرا على تحضيرات إيمان لموعد طوكيو، وما أعقبته من منافسات عالمية بعد تحسن الحالة الوبائية في جوان 2021، ومع ذلك فإنها بصمت على مشاركة جد مشرفة في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، حيث كانت قاب قوسين أو أدنى من إحراز ميدالية أولمبية، في منازلات الوزن الخفيف للسيدات، وقد توقفت مغامرتها في الدور ربع النهائي.
وبصرف النظر عن «السيناريو» القذر الذي كان الاتحاد الدولي للملاكمة، قد افتعله ونسج خيوطه في الكواليس والذي كانت عواقبه قطع الطريق أمام إيمان خليف للتتويج بلقب بطولة العالم لسنة 2023، وحرمانها من تنشيط النهائي، رغم أنها بلغته فوق الحلبة عن جدارة واستحقاق، فإن الوجه الثاني من معاناة هذه الملاكمة كان بأبعاد «خطيرة»، بلغت درجة التشكيك في أنوثتها، وافتعال «مخطط» هرمون «الذكورة»، إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية أنصفت إبنة الجزائر، وأقرت بأحقيتها في المشاركة بصورة عادية في أولمبياد باريس 2024، رغم «الحملة» الشرسة التي استهدفتها مجددا، ومن نفس الأطراف، التابعة لهيئة غير معترف بها في الساحة الرياضية الدولية، فكانت رحلة بحث خليف عن ميدالية في هذه النسخة من الأولمبياد بأوجه كثيرة ومتعددة، انطلاقا من الرد على من تجرأوا على افتعال «رواية» التشكيك في جنسها، مرورا بالدفاع عن كرامتها وسمعتها، وصولا إلى تقديم أغلى هدية إلى كل من تعاطف معها في هذه المحنة، لأن قضيتها أصبحت «عالمية»، لكن موقف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي توماس باخ أماط اللثام عن حقيقة الأمر في هذا الملف، فكانت لكمات خليف في المنازلة النهائية بنكهة خاصة، وجهت من خلالها الكثير من الرسائل، ولو أن تتويجها بالذهب كان عن جدارة واستحقاق، فجسدت حلمها وحلم مدربها «الوفي» والدائم محمد شعوة، بإهداء الجزائر والعرب وإفريقيا أول ميدالية نسوية في اختصاص الملاكمة، وقد كانت من المعدن النفيس، وتضع بذلك إيمان نقطة النهاية لمسلسل حاولت من خلال فصوله بعض الأطراف «التلاعب» بمشاعرها وكرامتها، إلا أن إبنة الجزائر العميقة أحسنت توجيه اللكمة، واختارت التوقيت المناسب لصفعهم بقاضية، لأن الخروج من أولمبياد باريس بقفاز مرصع بالذهب، بعد عزف نشيد «قسما» بصوت عال في قاعة «رولان غاروس»، وجعل الراية الجزائرية ترفرف في سماء باريس كان الهدف الأسمى الذي سطرته خليف، ونجحت في تجسيده، فكممت الأفواه التي تنمرت عليها، بكتابة إسمها بأحرف من ذهب في سجل الرياضة العالمية، تاركة وراءها قصة ستتداولها الأجيال القادمة، وكانت بنهاية سعيدة جدا للجزائريين.
ص / ف

تفاعل مع إنجازاتها وبقية الأبطال
دعم ومرافقة الرئيس والسلطات منحا إيمان القوة
شكل دعم السلطات العمومية المادي والمعنوي للبطلة إيمان خليف، عاملا مهما في انجاز ابنة ولاية تيارت، التي بلغت قمة المجد بعد رحلة تعب ومثابرة واجتهاد، انتصرت فيها على جملة من الصعاب والمطبات، أشدها مؤامرة حاكها التنظيم غير الشرعي المسمى «الاتحاد الدولي للملاكمة»، ووظف فيها أذرعا إعلامية وسياسية وشخصيات عامة، آثرت التخلي عن القيم والأخلاق، لتسقط في مستنقع التآمر على فتاة جزائرية، آمنت بحلم راودها منذ الصغر واجتهدت لتحقيقه.
وفي خضم رحلة المجد التي امتطت إيمان قطارها من قرية «بيبان مصباح» بولاية تيارت، وحصدت أولى ثمارها عام 2022، حينما خطفت ذهبية البطولة الإفريقية بالموزمبيق ثم فضية البطولة العالمية بتركيا، فقد شكل دعم السلطات العمومية تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، علامة فارقة في مسيرة «فخر الجزائر» التي لم تتركها السلطات والشعب الجزائري، تكافح بمفردها «لوبي» متجرد من الأخلاق، حيث كان رئيس الجمهورية أول من نادي بمرافقة الرياضيين والأبطال من أجل التحضير الجيد للأولمبياد، وأمر بتسخير كل الإمكانيات الممكنة لمساعدة رياضيينا على بلوغ «البوديوم» وإعلاء الراية الوطنية، كما حرص شخصيا على دعم كل المتألقين، على غرار إيمان خليف وجمال سجاتي وكيليا نمور، التي تفاعل الرئيس مع كل انجازاها في البطولة العالمية، وآخرها أولمبياد باريس، لما كان أول المهنئين ل»فراشة الجزائر»، قبل أن يعمد لمهاتفتها بصفة شخصية لشكرها على ما حققته.
مرافقة السلطات العليا للبلاد والرئيس عبد المجيد تبون للأبطال، وبينهم خليف لم تتوقف يوما، وتنوعت بين الدعم المادي والمعنوي، حيث آمنت السلطات وحملت على عاتقها «قضية إيمان»، بدليل طرقها لكل الأبواب في سبيل استعادة حق الملاكمة في ممارسة الرياضة، وكان الرئيس أول المساندين للبطلة الأولمبية، عقب حادثة البطولة العالمية بالهند، لما حرم الاتحاد «غير الشرعي»، إيمان من خوض منازلة النهائي، كما حرص خلال الدورة الأولمبية المقرر أن تختتم اليوم، على التفاعل مع كل انجاز من خلال منشورات دعم ومساندة، إذ كتب بعد منازلة الربع النهائي :»مبروك التأهل إيمان خليف، لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية..سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك..بالتوفيق في الدورين القادمين..و إلى الأمام إيمان خليف .. تحيا الجزائر»، وبعد بلوغ النهائي، فقد نشر الرئيس رسالة محفزة جاء فيها :» شكرًا إيمان خليف على إسعادكِ كل الجزائريين، بهذا التأهل القوي والرائع للنهائي..الأهم قد تحقق، وبحول الله التتويج بالذهب..كل الجزائريات والجزائريين معكِ»، أما بعد التتويج فقد كتب:» كلنا فخر واعتزاز بكِ، أيتها البطلة الأولمبية إيمان..انتصارك اليوم هو انتصار الجزائر وذهبك ذهب الجزائر..شكرا لكِ إيمان خليف.. تحيا الجزائر»، ليختمها بمكالمة هاتفية مع البطلة، دقائق فقط بعد تتويجها بذهبية وزن أقل من 66 كلغ، كانت خالية من كل البروتوكولات، واستغلتها صانعة فرحة الجزائريين لشكر الرئيس، حيث قالت :» شكرا لكم السيد الرئيس على الدعم والمساندة لقد نجحت في تحقيق ما وعدتكم به».
ك - ك

البطلة الأولمبية خليف تصرح
فخــورة بنفسي والحلـــــم تحقـــــــق
وصفت البطلة إيمان خليف التتويج بذهبية الألعاب الأولمبية في صنف أقل من 66 كلغ بالحلم الذي راودها منذ الصغر وتحقق أخيرا، مشيرة إلى ضرورة التفكير من الآن في كيفية الحفاظ على هذا الإنجاز، والبحث عن تتويجات أخرى مستقبلا، خاصة في ظل الدعم الكبير الذي وجدته من طرف السلطات العليا للبلاد، ناهيك عن التعاطف الكبير من طرف الشعب الجزائري، الذي منحها دفعة معنوية غير مسبوقة، وقالت:» سعيدة وفخورة جدا بنفسي بعد هذا الإنجاز، لقد كان حلما وتحقق، هذه الميدالية بالنسبة لي هي ميدالية الشرف، خاصة بعد ما تعرضت له من تنمر، غير أنني جعلت ذلك حربا فوق الحلبة، والميدالية الذهبية هي ردي على كل من أراد تشويه صورتي، دون أن أنسى توجيه الشكر إلى كل الشعب الجزائري وكل العالم الذي وقف إلى جانبي، وأولهم رئيس الجمهورية الذي اتصل بي هاتفيا وهنأني على التتويج، وأكد أنه المناصر والمساند الأول لي».
واستهلت خليف تصريحاتها في الندوة الصحفية بالتنويه بالدور الكبير الذي قام به ثنائي التدريب شعوة وبيدرو، وقال:» لقد تعبت كثيرا، منذ 8 سنوات وأنا أحضر لهذا الحدث، لقد وفرت لي الدولة الجزائرية كل الإمكانيات، تحضيراتي كانت في الولايات المتحدة الأمريكية، مع مدربي شعوة والمدرب العالمي الكوبي بيدرو دياز الذي يملك 22 ميدالية ذهبية، باحتساب ميداليتي اليوم».
لا أعترف بالاتحاد الدولي للملاكمة
واصلت البطلة الأولمبية تقديم الدروس المجانية، والتي لم تقتصر على النزال فوق الحلبة، بل تعدى الأمر إلى الندوة الصحفية، وطريقة الرد على صحفي فرنسي طلب منها الحديث باللغة الفرنسية، غير أنها أصرت على الإجابة على سؤاله باللغة العربية، عندما استفسر حول إمكانية اعتبار التتويج استعادة لشرفها، بعد الحملة التي طالتها من طرف الاتحاد الدولي للملاكمة:» لا أعترف بالاتحاد الدولي للملاكمة، هم يعرفونني جيدا، لقد ولدت أنثى، وتربيت أنثى ودرست أنثى، وأمارس الرياضة كأنثى وليس هناك مجال للشك، هذه الميدالية رد لكل من حاول المساس بشرفي، وما حدث في مواقع التواصل الاجتماعي من حملة طالتني هو أمر يندى له الجبين وأمر غير أخلاقي».
بلايلي صديقي وهذا هو سر الاحتفالية
كشفت الملاكمة خليف السر وراء الاحتفالية التي تقوم بها بعد نهاية كل منازلة، عندما أكدت أن مهاجم المنتخب الوطني يوسف بلايلي هو وراء الفكرة، وقالت:» يوسف بلايلي صديق مقرب لي، وأتواصل معه كثيرا، هو دائما يدعمني ويرفع من معنوياتي، والاحتفالية التي أقوم بها هي رقصة يوسف بلايلي، هو يقوم بها في ملاعب كرة القدم وأنا فوق الحلبة».
وختمت ابنة مدينة تيارت تصريحاتها، بتوجيه رسالة شكر إلى الشعب الجزائري، وقالت:»أشكر الشعب الجزائري الذي وقف معي وأهديه هذه الذهبية، دون أن أنسى أفراد عائلتي وكل أبناء منطقتي». حمزة.س

تعرضت لحملة تنمر قــذرة
خليف تكسب الذهب و ”معركة” الاتحاد فاقد الشــرعية
صنعت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، الحدث بطريقة استثنائية في النسخة 30 من دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بباريس، لأن تتويجها بالذهب في وزن أقل من 66 كلغ كان بتقدير «ممتاز»، كرد على من بادروا إلى نسج خيوط مؤامرة، حاولوا من خلال استنساخ «سيناريو» بطولة العالم 2023، لكن يقظة اللجنة الأولمبية الدولية أجهضت مفعول هذا المخطط وأنصفت خليف، بفسح المجال أمامها للدفاع عن حظوظها في التتويج بالذهب، فتمكنت من إنهاء ثاني مشاركة لها في «الأولمبياد» بميدالية من المعدن النفيس، مع كسب رهان الشرف والكبرياء والكرامة، بتوجيه لكمة «قاضية» لمن كانوا وراء حملة التنمر الشرسة التي استهدفتها.
انتصار خليف وإحرازها الذهب في دورة باريس 2024، أنهى الجدل الذي تجرأت بعض الأطراف إلى إثارته، لأن الفصل الأول من حملة التنمر كان بمجرد دخول إبنة قرية «بيبان مصباح» غمار المنافسة في الدور ثمن النهائي، لأن منازلتها مع الإيطالية أنجيلا كاريني لم تدم سوى 46 ثانية، وتأهل خليف دون عناء إلى ربع النهائي قابله تفجير حملة شرسة ضدها، وذلك بتفعيل «اسطوانة» الاتحاد الدولي للملاكمة، والتي كانت برواية «هرمون الأنوثة»، والتشكيك حتى في الهوية الجنسية لإيمان، وهو «السيناريو» الذي كان قد افتعله رئيس هذا الاتحاد في سنة 2023، لما اتخذ قرار حرمان خليف من تنشيط منازلة نهائي بطولة العالم لوزن أقل من 66 كلغ بالهند، كرد فعل عنه على تأهلها على حساب ملاكمة من المنتخب الروسي في نصف النهائي، ولو أن هذا الاتحاد فقد «الشرعية» رياضيا، بعد أن استغنت اللجنة الأولمبية الدولية عن خدماته، ووضعه خارج دائرة النشاط، على خلفية فضائح التلاعب بالمنازلات، والتورط في سوق المراهنات، ومع ذلك فإن أعضاءه تجاهلوا هذه «العقوبة»، وحاولوا اللعب على «الوتر» مجددا، بالحديث عن قضية خليف، رغم أنهم ليسوا طرفا في الألعاب الأولمبية.
وأخذت الحملة التي استهدفت الملاكمة الجزائرية أبعادا أخرى، لأن الأبواق التي شككت في «أنوثتها» حاولت فرض ضغط رهيب على اللجنة الأولمبية الدولية، بحثا عن قرار يقصي خليف من المنافسة، فاتسعت دائرة «التنمر» بظهور أطياف من إيطاليا، روسيا، ثم أمريكا والمجر، لكن بالمقابل تصاعدت الأصوات التي أعلنت عن مساندتها المطلقة لخليف، فكان رد رئيس «الكوا» توماس باخ كافيا لقطع قول كل خطيب، لأنه كشف عن الموقف الضمني والصريح لأعلى هيئة رياضية دولية إزاء هذه القضية، وذلك بالتأكيد على أحقية خليف في المشاركة في المنافسة، بصفتها امرأة، مع توجيهه رسالة شخصية للملاكمة المعنية كدعم شخصي معنوي من اللجنة الأولمبية الدولية لها، مما أسقط مخطط «المتنمرين» على خليف في الماء، فكان ردها فوق الحلبة في منازلة ربع النهائي أمام ملاكمة مجرية بمثابة عربون ثقة لكل من ساندها، لأن التأهل إلى المربع الذهبي كان يعني ضمان الحصول على ميدالية أولمبية، بصرف النظر عن تبعات الحملة الشرسة التي استهدفتها.
ورغم الموقف الصريح لأعلى هيئة رياضية عالمية، والذي كان مساندا لخليف، إلا أن حملة التنمر تواصلت بفصول أكثر «شراسة»، اضطر من خلالها السيد عمار خليف والد البطلة إلى إظهار الدفتر العائلي عبر الشاشات، وفي مواقع التواصل الإجتماعي، لإثبات الهوية الجنسية لإيمان، وأنها ولدت أنثى، في الوقت الذي تهاطلت فيه رسائل الدعم والمساندة من كل الأطراف، سواء في الجزائر أو من كل أرجاء العالم، لأن هذه القضية خرجت عن طابعها «الرياضي»، وأخذت أبعادا «سياسية» محضة، والأطراف التي واصلت «التهريج» حاولت التأثير على المنافسة، غير أنها فشلت في مساعيها، لأن المشهد الختامي كان بانتصار إيمان خليف «المزدوج»، من خلال حصولها على الذهب، وكسب رهان الكرامة والشرف، لأن رحلتها إلى المعدن النفسي الأولمبي كان مملوءة بعقبات لم يسبق لأي رياضي وأن اعترضت مساره، وتكون نهاية «الجدل» بترصيع خليف سجلها بميدالية ذهبية في أولمبياد باريس، بعدما أبانت عن تسلحها ببرودة أعصاب طيلة الحملة التي استهدفتها من أطراف «خارجية»، وكأن تلك الحملة تحولت من ضغط نفسي «داخلي» إلى حافز إضافي للتتويج.
التتويج بالذهب في باريس، مكن خليف من توجيه لكمة قوية للاتحاد الدولي للملاكمة، الذي كان قد حرمها من لقب بطولة العالم في سنة 2023، بعد افتعال «سيناريو» الهرمونات الذكورية، وعدم تطابق نتائج الإختبارات الجنسية مع المعايير المطلوبة بالنسبة للعنصر النسوي، ولو أن الهيئة الوصية لم تتجرأ على إظهار نتائج تلك التحاليل، قبل أن تفقد كامل المصداقية والشرعية، وحملة «التنمر» التي تم افتعالها مرة أخرى عند انطلاق أولمبياد 2024، كان بتخطيط من أطراف فاعلة في ذات الهيئة، حاولت التشكيك في أهم ما تملكه المرأة بشرفها وأخلاقها، وهو ما يعتبر لدى الشعوب العربية والإسلامية بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه، إلا أن خليف وبتعاطف معنوي كبير من كل العالم أصبحت تسمى في باريس «ملاكمة الشعب»، فردت على ما تطاول عليها بذهبية تاريخية تسببت بالتأكيد في آلام موجعة لمن حاولوا قطع طريقها نحو المجد، وهذا التتويج كان عن جدارة واستحقاق، بدليل أن الملاكمات الثلاثة أصحاب الفضة والبرونز لنفس الوزن سارعن إلى تهنئتها على المباشر وأمام العالم برمته، وهو اعتراف ضمني وصريح بأن حملة «التنمر» التي استهدفت إيمان في هذا الحدث الرياضي العالمي كان مجرد «زوبعة في فنجان»، رغم أن صوتها كان بأبعاد أكبر، لكنها في نهاية المطاف كانت دون مفعول، لأن خليف استعادت حقها الذي كان اتحاد اللعبة الفاقد للشرعية قد جردها منه قبل سنة، والجدل الذي أثير في هذه الطبعة أعطى الملاكمة الجزائرية الكثير من الدعم العالمي. صالح فرطــاس

أجبرت العالم على الانحناء
الصحافــــــة العالميـــــة تشيـــد وتتغنـــى بإنجــاز البطلــــــة
أشادت وتغنت مختلف وسائل الإعلام العالمية بالإنجاز التاريخي للملاكمة إيمان خليف، بعد تتويجها بذهبية أولمبياد باريس لصنف أقل من 66 كلغ، والفوز على منافستها الصينية يونغ ليو في المنازلة التي احتضنتها قاعة «رولان غاروس»، أين تصدرت ابنة مدينة تيارت واجهات أكبر الصحف العالمية، إضافة إلى تفاعل نجوم عالميين وشخصيات مرموقة مع خليف التي صنعت الحدث عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وباتت «التريند» الأول منذ أول منازلة لها في المحفل الأولمبي، خاصة بعد الحملة المسعورة التي طالتها بإيعاز من الاتحاد الدولي للملاكمة، الذي كان قد استبعد إيمان من بطولة العالم الماضية، قبل أن يأتيها الرد من اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسها توماس باخ، الذي دافع عن البطلة الجزائرية، وقال إنها: «ولدت أنثى ونشأت كأنثى، وهي امرأة في وثيقة السفر».
وسارعت وسائل إعلام عالمية، لنشر مقالات على مختلف صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي، بداية بالمجلة الأمريكية ذائعة الصيت « نيويرك تايمز» التي غردت على منصة «إكس» :»الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تفوز بذهبية الأولمبياد، رغم الضغوطات التي عاشتها ومحاولات التشكيك في نوعية جنسها «، وسارت « واشنطن بوست» على نفس المنوال، واحتفت بإنجاز خليف، مثل ما هو الحال بالنسبة ل»رويترز» و»تيلغراف»، وصحيفة «ماركا» الإسبانية وقناة «سكاي نيوز» و»سي.أن.أن»، الذين أجمعوا على قوة شخصية خليف وأحقيتها بهذا التتويج، وعدم تأثرها بالحملة التي استهدفتها.
نمور وجهت لها رسالة خــاصة
خليف، التي كسبت قلوب الجزائريين وأجبرتهم على مشاهدة جميع منازلتها، بل أكثر من ذلك فإن الجميع بات يسأل عن موعد صعود ابنة مدينة تيارت فوق الحلبة، وامتلأت لأجلها حتى المقاهي والساحات العامة أين وضعت الشاشات العملاقة كانت قبلة المشاهدين، مثل ما حدث مع الجمبازية كيليا نمور، هذه الأخيرة بدورها بعثت برسالة خاصة لإيمان قبل المنازلة، عندما قالت لها عبر فيديو تم تداوله بقوة:» إيمان نحن جميعا معك، وندعمك خلف الشاشة من أجل التتويج بميدالية ذهبية»، قبل أن تقوم بتهنئتها عبر صفحتها على «إنستغرام»:» لقد فعلتها..إيمان بطلة أولمبية ..برافو».
سجاتي أصر على تهنئتها
وبدوره العداء جمال سجاتي، لم يتوان في تهنئة إيمان خليف، من خلال وضع منشور على صفحته، قال فيه:» الحمد لله..إيمان خليف بطلة أولمبية»، وهي الخطوة التي تؤكد العلاقة المتينة بين الرياضيين، كيف لا وارتباط سجاتي مع خوض نهائي 800 م، لم يمنعه من التفاعل والتعبير عن سعادته بالإنجاز المحقق من ابنة بلده، في خطوة خلفت الكثير من ردود الأفعال الإيجابية من طرف مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يكن سجاتي الوحيد الذي تفاعل مع الإنجاز، من بين الرياضيين الحاضرين بمدينة باريس، بل حتى الملاكمة بوعلام رميساء، أصرت على التواجد بقاعة رولان غاروس، من أجل مساندة ودعم خليف، بل أكثر من ذلك كانت تتفاعل مع كل لكمات ابنة مدينة تيارت، قبل أن تلتقط صورة للذكرى معها بالميدالية الذهبية، مع العلم أن الملاكمة بوعلام بدورها صنعت الحدث في الندوة الصحفية للاتحاد الدولي للملاكمة غير المعترف به، عندما اقتحمت القاعة، وأجبرت الصحفيين على محاورتها بدلا من منشطي المؤتمر.
نجوم الخضر كانوا السبــاقين
كان نجوم المنتخب الوطني، السباقين لتهنئة إيمان خليف، بداية بالقائد رياض محرز، ثم متوسط الميدان إسماعيل بن ناصر، الذي نشر على صفحته على «فايسبوك»:»تهانينا لبطلتنا الأولمبية إيمان خليف، وعلى الرغم من الكراهية والمعلومات المضللة، إلا أنها ظلت قوية ذهنيا للفوز بالميدالية الذهبية وتشريف الجزائر، سيبقى هذا التتويج مصدر فخر وإلهام لكل الجزائريين»، وختم بن ناصر :»فخور بكوني سفير اليونيسف في الجزائر إلى جانبك».
وبدوره بن سبعيني، لم يتأخر وهنأ خليف:» الذهب لجزائرية من ذهب»، والحال كذلك بالنسبة لسيماني وبونجاح، دون أن ننسى بلايلي الذي تربطه علاقة جيدة بالبطلة الأولمبية، وهو ما أكدته في تصريحاتها عقب الندوة الصحفية.
الفرنسيون يرضخون للأمر الواقــع
اضطر ممثلو وسائل الإعلام الفرنسية للتراجع والرضوخ للأمر الواقع، من خلال الاحتفاء بالإنجاز المحقق من قبل البطلة إيمان خليف، بعدما ساروا من قبل مع الحملة المسعورة التي قادتها الاتحادية الدولية للملاكمة غير الشرعية، والبداية كانت بشبكة «أر.أم.سي» التي وصفت ابنة مدينة تيارت بالمرأة الذهبية:»إيمان خليف بطلة أولمبية، وسط الجدل الكبير حول هذه الألعاب، تمكنت إيمان من الرد في الحلبة، مانحة الجزائر ميداليتها الذهبية الثانية»، لتسير صحيفة ليكيب على نفس المنوال، ونشرت مقالا تحت عنوان:» الجزائرية إيمان خليف تصبح البطلة الأولمبية في وزن أقل من 66 كلغ في الأولمبياد، بعد فوزها على منافستها الصينية (32 سنة) في الدور النهائي، بإحدى قاعات «رولان غاروس» الشهيرة، أمام 14 ألف متفرج، غالبيتهم يحملون بالأعلام الجزائرية».
يحدث هذا في الوقت، الذي تفاعلت صحيفة «لوموند» مع الإنجاز، وقالت:»اللاعبة الجزائرية في الملاكمة إيمان خليف تتغلب على موجة الجدل المثارة وتصبح بطلة أولمبية»، وأما صحيفة «لوباريزيان» فقد نقلت عن البطلة الجزائرية ما صرحت به عقب فوزها في عنوان:»أنا إمرأة قوية».. الملاكمة الجزائرية إيمان خليف تفوز بالميدالية الذهبية»، بينما سلطت صحيفة «لوفيغارو» الضوء على فوز إيمان خليف: «خليف تحصد ذهبية الملاكمة، لقد كانت الشابة الجزائرية هدفا لحملة تضليل، وضحية لهجوم وانتقادات بشأن هوية جنسها، لكنها أصبحت اليوم بطلة بالنسبة لمشجعي بلدها الجزائر».
وفي نفس السياق، سارت شبكة «مونت كارلو» الفرنسية: «إيمان خليف بطلة أولمبية». حمزة.س

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com