وصلت الناقلة النفطية الجزائرية “عين أكر” أمس، إلى ميناء طرابلس بلبنان، محملة بأول شحنة من مادة الفيول قادمة من ميناء سكيكدة البترولي، وهي عبارة عن 30 ألف طن متري من «الفيول أويل» الجزائري مقدمة على شكل هبة بقرار من رئيس الجمهورية، في إطار دعم الجزائر للبنان بهدف مساعدته على تجاوز أزمة الكهرباء التي يمر بها،
أعلن وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، أمس، عن وصول ناقلة النفط «عين أكر» المحمّلة بـ 30 ألف طن من الوقود الجزائري إلى الزهراني شمالي لبنان، وبدأت إفراغ حمولتها ما يسمح برفع التغذية بالتيار الكهربائي إلى ما بين 4 و6 ساعات. ورحب وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض بهذه الهبة التضامنية، معربًا عن شكره لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والشعب الجزائري على هذه المبادرة.
بدورها أعلنت شركة «سوناطراك»، وصول شحنة من مادة «الفيول» إلى ميناء طرابلس اللبناني، على متن ناقلة «عين أكّر»، التي انطلقت من ميناء سكيكدة البترولي يوم 22 أوت 2024. ووفق بيان ذات الشركة «تأتي هذه الخطوة تنفيذًا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القاضي بدعم لبنان الشقيق بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية».
وتقدر هذه الشحنة بـ 30 ألف طن من مادة الفيول، تهدف لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وإعادة التيار الكهربائي في البلاد. وحسب البيان «يتميز هذا الوقود بجودته العالية من حيث الكفاءة الطاقوية وانخفاض محتواه من الكبريت، وهو ما يُعدّ مطلباً ضرورياً لإنتاج الكهرباء».
وكانت شركة سوناطراك قد أعلنت قبل أسبوع عن شحن أول حمولة من الوقود الجزائري باتجاه بيروت للمساهمة في حلّ أزمة الكهرباء في لبنان، من خلال تشغيل معامل التوليد، وذلك تطبيقاً لقرار أصدره الرئيس عبد المجيد تبون. وأفاد بيان لشركة سوناطراك بأنها «شرعت في 20 أوت الجاري، في شحن أول حمولة من مادة الفيول إلى دولة لبنان، ضمن المبادرة الهادفة لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر».
وتهدف هذه العملية إلى الوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف الصعبة، من خلال تزويده بشكل فوري بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، كما «ترجم هذه المبادرة التزام سوناطراك الراسخ، بدعم قرارات الدولة الجزائرية، وتعزيز الروابط الأخوية مع لبنان، مما يعكس روح التعاون والتضامن بين البلدين».
وجاء قرار تزويد لبنان بمادة «الفيول» بعد انقطاع التيار الكهرباء يوم 17 أوت في جميع أنحاء لبنان، بما في ذلك المطار ومرفأ العاصمة بيروت والسجون ومرافق الصرف الصحي وضخ مياه الشرب، بعد خروج آخر مجموعة وحدات إنتاجية بمعمل الزهراني عن الخدمة، جرّاء نفاد الوقود المشغل لها، ما أدى إلى توقف التغذية بالتيار الكهربائي كلياً، إلى أن أعلنت الجزائر المبادرة بتزويد لبنان بالنفط وشحنات الوقود الجزائري، ومساعدته تالياً على تجاوز الازمة.
وأصدر الرئيس عبد المجيد تبون، قرارًا بدعم لبنان في الظروف العصيبة التي يمر بها، من خلال تزويده بكميات وفيرة من الوقود. وتأتي مبادرة الجزائر لمساندة لبنان على تجاوز أزمته الحالية، من خلال تأمين مادة الفيول «الديزل الأحمر» اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكان الوزير الأول، نذير العرباوي، قد أبلغ في اتصال هاتفي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، بالقرار الصادر عن الرئيس تبون «بتزويد لبنان الشقيق وبشكل فوري، بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، وبالوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف العصيبة».
كما تحادث وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب مع نظيره اللبناني هاتفيا، عبّر خلاله عن رغبة الجزائر، بمساندة لبنان في تأمين الوقود لتخطي أزمته من خلال تزويده بهبة من الغاز اويل، تُحدد كميتها وفقًا للمحادثات التي سيستكملها الطرفان، وثمّن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، مبادرة الجزائر بإرسال شحنة فورية من وقود “الفيول” إلى بلاده، من أجل استئناف خدمة التزويد بالتيار الكهربائي المتوقفة في البلاد. وقال فياض إن “الجزائر لطالما وقفت إلى جانب لبنان، ولم تألو جهدًا، دولةً وشعبًا ومؤسسات، للمساهمة في نجدته ومساعدته في أزماته”.
وأكد سفير الجزائر لدى لبنان رشيد بلباقي، أن الجزائر جسّدت وعد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بتزويد دولة لبنان بمادة الفيول. وقال السفير بلباقي، في تصريح للتلفزيون الجزائري، الثلاثاء، بمناسبة وصول الباخرة “إن أكر” إلى ميناء طرابلس: “اليوم الجزائر جسدت وعد الرئيس تبون الذي وعد لبنان بأن يكون مع لبنان”، قائلا إن هذا التضامن ليس بجديد عن الدبلوماسية الجزائرية.
وأضاف: “هذا التضامن ورثناه من الثورة الجزائرية والشهداء الجزائريين، ثورتنا عرفت تضامن من عديد الشعوب والبلدان بما فيهم لبنان الذي تفاعل إيجابا مع الثورة الجزائرية بمظاهراته”، مؤكدا أن هذا الأمر بقي راسخا في ذاكرة الجزائر.
من جانبه، رحب وزير الطاقة والمياه اللبناني، وليد فياض، بهذه الهبة التضامنية، معربا عن شكره لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون والشعب الجزائري على هذه المبادرة»، وأبدى وليد فياض، أمله في أن تستكمل هذه المبادرة “العلاقة المتينة بين الجزائر ولبنان”. وقال فياض: “نُعول على هذه المبادرة، لفتح آفاق التعاون سيما على المستوى الطاقوي بشكل مستدام أكثر”. علاوة على ذلك، قال فياض إن هذه الشحنة “ستُساهم في تعدد المصادر الطاقوية في لبنان، وبالتالي حماية أكبر من الانقطاع الكهربائي”.
ع سمير