أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة التعويضات الخاصة بالطب الداخلي ومنحتي العدوى والمناوبة، وكذا توثيق الشهادات وتوظيف المتخرجين، واستحداث مراكز استشفائية جامعية بمحيط كليات الطب بالجنوب.
أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بيانا توضيحيا بشأن الإجراءات العملية التي أطلقتها لمعالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، في مقدمتها تسقيف تعداد الطلبة الجدد في كليات الطب، مؤكدة في هذا السياق توجيه مراسلة لعمداء كليات الطب بتاريخ 24 نوفمبر الجاري لموافاتها بسعة الاستيعاب الفعلية لكل كلية وملحقاتها، وتبيان التعدادات التقديرية الجديدة الممكن استيعابها.
وقد أسفرت العملية عن تحديد الطاقة الاستيعابية الإجمالية لكليات الطب بـ 7250 طالبا جديدا، وهو التعداد الذي تعهدت الوصاية بجعله مرجعا خلال تسجيل الطلبة الجدد، كما أكدت الالتزام برفع قيمة منحة الدراسة بداية من سنة 2025، ومنحها حسب ثلاثة مستويات، مع صرفها بأثر رجعي، في انتظار الكشف عن تفاصيل القرار من طرف الجهات المخولة.
وأضاف بيان الوزارة بأن طلبة السنة 6 و7 سيستفيدون من مبلغ معتبر، يضاف إليه مبلغ التعويض من وزارة الصحة المقدر بألفي دج، وكذا التعويضات عن التربصات في الوسط المهني، لتصل المستحقات الشهرية للطلبة المعنيين إلى حوالي 17 ألف دج في الشهر.
وأفادت الوزارة، بأن المطلب المتعلق بمراجعة التعويضات الخاصة بالطالب الداخلي ومنحتي المناوبة يوجد على طاولة وزارة الصحة، التي أكدت من جهتها عدم وجود أي مانع لمراجعة قيمة تعويض التربص للطلبة الداخليين، وتمكينهم من منحة العدوى، على أن يتم تجسيد هذا الانشغال في أقرب الآجال.
وأكد أيضا بيان وزارة التعليم العالي الالتزام بمراجعة تعويضات التربصات في الوسط المهني، بموجب مشروع قرار تم إيداعه لدى مصالح الحكومة يوم 20 نوفمبر الجاري، الذي يرسم فترة تربص تمتد ل 11 شهرا في السنة، وتعويضا يوميا بـ 500 دج، و1000 دج في حالة المناوبة، وتعويضات بـ 2200 دج يوميا في حال كان مكان التربص بعيدا عن مقر إقامة الطالب بأكثر من 50 كلم.
وأوضحت ذات المصادر بشأن فتح ملحقات للطب، بأن الإجراء جاء استجابة لمطالب رفعها مواطنون وأولياء وطلبة وممثلو المجتمع المدني ومنتخبين بهدف تخفيف الضغط على كليات الطب، ولأجل تقريب نقاط التكوين من الطلبة، وخلق حركية علاجية وطبية في بعض المناطق.
وشددت الوصاية على أن الملحقات المستحدثة موجهة لاستقبال طلبة سنوات 1 و2 و3 فقط، وقد تم توجيه تعليمات للندوة الوطنية لعمداء كليات الطب للقيام بتقييم مرحلي لكافة ملحقات كليات الطب، سيما من حيث سير الأنشطة البيداغوجية والتأطير والهياكل والتجهيزات، وأكدت الوصاية بأن تحويل أي ملحقة إلى كلية مرهون بتوفر معايير وشروط بيداغوجية ومادية وأخرى متعلقة بجانب التأطير.
كما عادت الوزارة إلى الانشغال المتعلق بتوثيق الشهادات، مذكرة بالتوجيهات المسداة بتاريخ 6 نوفمبر الجاري للشروع في تصديق الوثائق البيداغوجية المودعة على مستوى المصالح المعنية، موضحة أن العملية تتم بصفة عادية على مستوى كليات الطب والمؤسسات الجامعية والإدارة المركزية.
وتم أيضا رفع عدد المناصب المخصصة لتوظيف الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان على مستوى هياكل الصحة العمومية بصفة معتبرة بدءا من سنة 2025، بما يسمح بامتصاص الطلب على العمل من حاملي شهادة العلوم الطبية.
كما بادرت الوصاية بتعديل معايير تنظيم مسابقة الالتحاق بطور التكوين في الدراسات الطبية الخاصة، بفتح العدد المناسب من المناصب بما يتلاءم مع احتياجات الهياكل الاستشفائية الجامعية في كل تخصص، وتعداد حاملي الشهادات في طور التدرج المتوقع مشاركتهم في المسابقة.
وأعلنت ذات المصادر عن القرار الوزاري المشترك المتضمن رفع عدد المناصب للالتحاق بالدراسات الطبية الخاصة، فضلا عن إطلاق مشاريع لإنجاز مراكز استشفائية جامعية بعدة ولايات جنوبية، على غرار ورقلة وبشار والأغواط لفائدة خريجي كليات الطب، وتقريب العلاج لفائدة سكان المناطق الجنوبية.
لطيفة بلحاج