الخميس 5 ديسمبر 2024 الموافق لـ 3 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

انتصار على محاولات السطو على التراث: اليونسكو تصنف القفطان الجزائري ضمن التراث الثقافي للبشرية


صادقت اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو "، أول أمس، على إدراج ملف الجزائر حول "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير"، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، ويشمل هذا الملف القفطان الجزائري، إلى جانب معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزيين التقليدية، وذلك خلال الدورة التاسعة عشرة المنعقدة في أسنيسيون، عاصمة جمهورية باراغواي، والتي تتواصل أشغالها إلى غاية 7 ديسمبر الجاري.

لينة دلول

ويأتي إدراج القفطان الجزائري الذي يتميز بأصالته وتصاميمه الراقية المطرزة بخيوط الذهب والفضة، ويعكس عمق التراث الجزائري وتنوعه بمثابة انتصار هام في مواجهة محاولات السطو التي تعرض لها هذا الزي من قبل جهات سعت إلى نسبه لثقافات أخرى، ويصبح بذلك رمزا عالميا للثراء الثقافي والتاريخي للجزائر.
كما يعد هذا المكسب ثمرة جهود وطنية قادتها وزارة الثقافة والفنون بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، فضلا عن المساهمة الفاعلة للخبراء والحرفيين والأكاديميين الذين عملوا على إعداد ملف علمي دقيق يوثق تاريخ القفطان وأصالته، إضافة إلى دوره في إبراز الهوية الجزائرية.
إلى جانب القفطان، يضم الملف المعتمد عناصر أخرى مثل "القندورة"، "الملحفة"، و"الحلي التقليدية"، التي تطرز بتقنيات حرفية مثل "المجبود"، "الفتلة"، و"الكنتيل".
وبالتالي فإن هذا الإنجاز يعد إضافة إلى سلسلة العناصر الجزائرية المصنفة على لائحة التراث غير المادي لليونسكو، ويؤكد عزم الجزائر على حماية موروثها الثقافي من محاولات التزييف أو السطو.
فرحة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي
وحسب ما لاحظناه، فقد ألهب خبر إدراج "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير" في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر جزائريون عن فرحتهم العارمة بهذا الإنجاز الثقافي الهام، وأكدوا بأنه خطوة جديدة في حماية تراثهم من محاولات الطمس والسرقة التي تعرض لها عبر السنوات.
كما أعادوا بالمناسبة، نشر صور ومقاطع فيديو توثق تاريخ الأزياء التقليدية ، وفي مقدمتها القفطان، القندورة، الملحفة، وبعض الحلي التقليدية كالخلخال و السخاب، وحتى خيط الروح.
كما أكد العديد من النشطاء في تعليقاتهم، أن القفطان الجزائري، الذي تعرض لمحاولات متكررة لطمس هويته ونسبه إلى ثقافات أخرى، استعاد اليوم مكانته كرمز للأصالة الجزائرية.
وأشاروا إلى أن هذه المحاولات لم تثن الجزائر عن الدفاع عن موروثها، بل زادت من عزيمتها في توثيق تراثها وحمايته، كما أشادوا بجهود الباحثين والحرفيين الجزائريين الذين ساهموا في إعداد الملف العلمي المقدم إلى اليونسكو، والذي أكد بأدلة دامغة ارتباط هذه الأزياء والحلي بتاريخ الجزائر وثقافتها.

ومن أبرز التعليقات التي وقفنا عليها ولاقت تفاعلا واسعا، "القفطان جزائري وسيبقى جزائريا رغم محاولات السطو"، " اليوم أكدنا للعالم أن تراثنا ليس للبيع"، "الملف الذي قدمناه لليونسكو هو أكبر دليل على أن الحرفيين الجزائريين هم حماة التراث الحقيقيين".
من جهته توجه وزير الثقافة والفنون السيد "زهير بللو" عبر فيديو نشر بالصفحة الرسمية للوزارة بموقع فايسبوك، بالشكر، لأعضاء اللجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، مباشرة بعد مصادقتها على إدراج لملف الجزائر المتعلق بـ"الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية".
وقال بأن هذا المكسب يعد اعترافا دوليا إضافيا، للتراث الثقافي الحي التي تزخر به الجزائر عبر تاريخها، كما توجه بالشكر لهيئة التقييم على جودة تقيمها العلمي والدقيق للملف المحضر من قبل خبراء بلاده، وكذا إلى أمانة الاتفاقية على عملها الاحترافي، حسبما عبر، و الذي جعل منها نموذجا حقيقيا يحتذى به في المشهد العالمي للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه

كما أضاف، بأن هذه اللحظة التاريخية هي مصدر فخر للجزائر إلى جانب كونها شهادة على الدور المركزي لهذه الاتفاقية في الاعتراف وحماية على التراث الحي الذي يوحدنا ويجمعنا جميعا.
الجزائر تعزز رصيدها في قائمة التراث غير المادي لليونيسكو
وبحسب بيان لوزارة الثقافة والفنون، فإن نجاح بلادنا في كسب رهان تسجيل هذا الملف يأتي تتويجا للعمل الدؤوب لوزارة الثقافة والفنون في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية الشاملة لحماية وتثمين التراث الثقافي المادي وغير المادي الذي تزخر به بلادنا، والذي يعد جزءا من ذاكرة وتراث الإنسانية جمعاء، والذي وجب علينا حمايته وتثمينه تعزيزًا لأمننا الثقافي الذي هو في صلب أمننا الوطني الشامل.
وأضاف البيان، أن هذا يعد تثمينا لجهود الباحثين والخبراء التابعين للمؤسسات تحت الوصاية الذين سهروا على إعداد هذا الملف، إلى جانب البذل الاستثنائي لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، بمختلف مصالحها المركزية والوفد الدائم لدى اليونسكو ومختلف سفاراتها بالخارج، وكل من ساهم في تحضير هذا الملف من أهل الحرف والمهن وأكاديميين وخبراء وباحثين جامعيين، مجتمع مدني ومواطنين بمختلف مستوياتهم.
كما يعد هذا المكسب الجديد ثمرة المبادئ واللوائح القانونية التي تتمتع بها اتفاقية اليونسكو لعام 2003 بشأن صون التراث الثقافي غير المادي، ونتيجة لاحترافية خبراء الهيئة الاستشارية للتقييم وموضوعية الدول الأعضاء في لجنة التراث الثقافي غير المادي، والتي استلمت الجزائر عضويتها فيها بشكل رسمي خلال هذه الدورة.
وذكر البيان، أن الجزائر تعد من أوائل الدول المصادقة على اتفاقية اليونسكو لعام 2003، التي تعنى بصون التراث الثقافي غير المادي.
هذه هي العناصر التي شملها ملف اليونيسكو
وبحسب بيان الوزارة، فإن العناصر التي تم إدراجها في ملف اليونسكو، تتمثل فيما يلي: "القندورة، الملحفة، القفطان، القاط، القويط، اللحاف، الشاشية، السروال، الدخيلة، اللوقاع، المنديل، القنور، الحزام"، وكذا المطرزة عن طريق المجبود، الفتلة، الكنتيل، التل، الترصيع والتعمار، أما فيما يخص الحلي الفضي والذهبي نذكر: الشاشية بالسلطاني، الجبين، خيط الروح، المناقش، المشرف، المخبل، السخاب، المحزمة، الحزام، الحرز، إبزيم، المسايس، المقايس، الخلخال والرديف.
هذه العناصر بحسب ذات المصدر، والمتوارثة جيلا عن جيل والتي صنعت بمعارف ومهارة ودقة عالية من طرف حرفيات وحرفيين جزائريين وكل من ساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تشكيل هذا العنصر، حيث ظلت أناملهم تبدع إلى يومنا وتحافظ على هذا التراث غير المادي الحي. وأشار البيان، إلى أن تسجيل هذا الملف يضاف إلى سبعة عناصر تراثية غير مادية مصنفة على ذات اللائحة، ويتعلق الأمر بكل من أهاليل قورارة التقليدي والعادات المرتبطة به 2008، العادات والمهارات الحرفية المرتبطة بزي الزفاف التلمساني 2012، الزيارة السنوية لضريح سيدي عبد القادر بن محمد "سيدي الشيخ" سنة 2013، الطقوس والاحتفالات الخاصة بعيد السبيبة في واحة جانت سنة 2014، السبوع: "الزيارة السنوية إلى زاوية سيدي الحاج بلقاسم في قورارة بمناسبة المولد النبوي 2015، المعارف والمهارات الخاصة بكيالي الماء العاملين في الفقارة في توات وتيديكلت 2018، الراي "الغناء الشعبي للجزائر" سنة 2022.
وبذلك أصبح رصيد الجزائر المسجل على قائمة التراث الثقافي غير المادي ثمانية عناصر تمثل جزءا لا يتجزأ من موروثنا الثقافي، إلى جانب العديد من العناصر التراثية المشتركة مع دول عربية وإفريقية، وذلك تعميقا لبعدنا التراثي العربي الإفريقي، المدرجة ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، ويتعلق الأمر بـ: ملف "الممارسات والمهارات والمعرفة المرتبطة بمجموعات إمزاد عند الطوارق" سنة 2013، تراث مشترك بين الجزائر ومالي والنيجر، ملف "المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس" شهر ديسمبر 2020، "دول المغرب العربي"، ملف "النقش على المعادن" سنة 2023، ملف "الخط العربي" "16 دولة عربية"، " ملف "الحناء"، الذي تم تسجيله في هذه الدورة أيضا.
وبحسب البيان، فإن وزارة الثقافة والفنون تعمل على تحضير العديد من الملفات لتسجيل عناصر أخرى لتراثنا الثقافي اللامادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com