يشرع رئيس جمهورية جنوب إفريقيا السيد "سيريل رامافوزا" في زيارة دولة إلى الجزائر ابتداء من اليوم الخميس، وذلك بدعوة من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حسب ما أفاد به أمس الأربعاء، بيان لرئاسة الجمهورية.
وتندرج الزيارة, في إطار الديناميكية الجديدة والقفزة النوعية التي تعرفها العلاقة المتينة بين البلدين وتطلعاتهما المشتركة لتكامل اقتصادي شامل وعملهما من أجل تحقيق السلم والأمن والازدهار في إفريقيا والعالم, بفضل التطابق التام لوجهات النظر فيما يتعلق بدعم القضايا العادلة في العالم ، انطلاقا من كفاحهما الطويل ضد القوى الاستعمارية.
ومن شأن الزيارة دفع العلاقات الثنائية إلى مرحلة جديدة من التقارب، وتجديد عهد جديد لقيادة القارة السمراء إلى بر الأمان، في ظل استقطاب دولي كبير، من خلال الاعتماد على علاقات إستراتيجية تمتد جذورها لأزيد من نصف قرن، وإرادة سياسية لقائدي البلدين، لتظل الجزائر وبريتوريا وفيتان لعلاقاتهما التاريخية المتينة، التي تعود إلى دعم الجزائر نضال الزعيم "نيلسون مانديلا" ضد "الأبرتيد" وهو الذي ظل يردد دائما "الجزائر جعلت مني رجلا"، وتواصلان العمل معا لقيادة القارة الإفريقية والعمل مع دولها من أجل المصلحة العامة، بعيدا عن الاستقطاب الدولي الكبير، الذي تحاول أقطابه تمزيق القارة السمراء، ونهب ثرواتها واستعباد شعوبها، في وقت تعمل الدولتان معا في مختلف المحافل الدولية لاستعادة حق الأفارقة ورفع الظلم والغبن عنهم.
كما تناضل الدولتان دبلوماسيا وعبر مختلف الهيئات الدولية والإقليمية للدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير، في اتفاق مستمر وبتنسيق كبير، وهو ما يظهر جليا في دعمهما القضايا العادلة عبر العالم وعلى رأسهما القضيتان الفلسطينية والصحراوية، فضلا عن العمل لتكريس تطبيق القانون الدولي وترقية التسوية السلمية للخلافات والنزاعات وجعل العالم أكثر أمنا وسلاما وازدهارا، علما وأن الرئيس تبون كان قد أكد على المساهمة الفعالة لـ"النزهاء عبر العالم، ومنهم إخواننا في جنوب إفريقيا"، في قرار محكمة الجنايات الدولية القاضي بإصدار مذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ومما لاشك فيه، أن تعزيز محور الجزائر بريتوريا سيصب لا محالة في مصلحة القارة وشعوبها سواء من الجانب السياسي أو الاقتصادي على اعتبار أنهما قوتان اقتصاديتان بارزتان، كما أن زيارة الرئيس"سيريل رامافوزا" إلى الجزائر اليوم بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون، ستمكن من إعطاء دفع سياسي للعلاقات التاريخية بين قطبي القارة.
وانطلاقا من متانة العلاقات السياسية التي تربطهما، يسعى البلدان إلى العمل سويا من أجل تعزيز وتنشيط التعاون الاقتصادي واستكشاف فرص الاستثمار وبحث إمكانيات تعاون جديدة في شتى المجالات، وفي هذا الصدد، كان الرئيس الجنوب إفريقي قد أعرب في رسالة تهنئة بعث بها إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون بمناسبة إحياء الذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، عن رغبته في "المضي قدما لتعزيز وتدعيم أواصر الصداقة الممتازة بين البلدين"، كما أكد قبل ذلك في رسالة تهنئة بمناسبة إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لعهدة ثانية، رغبته في "المزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيزها ومواصلة خدمة القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أسس قوية"، حيث يرتقب أن تلتئم بمناسبة هذه الزيارة أشغال اللجنة الثنائية رفيعة المستوى، علما وأن البلدين قد وقّعا في أوت 2023، على مذكرة تفاهم بين غرفتي التجارة والصناعة الجزائرية والجنوب إفريقية تهدف إلى إنشاء مجلس أعمال مشترك.
كما أطلقت الجزائر خلال نفس السنة خطا جويا مباشرا نحو جنوب إفريقيا، بهدف تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، بقرار من رئيس الجمهورية الذي قرر أيضا تسمية ملعب براقي الجديد باسم "نيلسون مانديلا" في لفتة رمزية لقيت استحسان الشعب الجنوب إفريقي، مثلما أكد عليه حفيد الزعيم الراحل، مانديلا الذي زار الجزائر في عدة مناسبات.
وانعكست الديناميكية الجديدة التي تشهدها آليات التعاون السياسي على آليات التعاون البرلماني، وذلك من خلال تبادل الزيارات والخبرات، لاسيما وأن البلدين يشتركان في النظام البرلماني ثنائي الغرف، وتم على هذا الأساس تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر- جنوب إفريقيا سنة 2022 بهدف الإسهام في بناء شراكة متميزة تكون في مستوى تطلعات الشعبين الصديقين.
ق و