يفصل بين المناطق السهبية وشبه الصحراوية
تشكل شريط من الزيتون على مساحة 12 ألف هكتار جنوب باتنة
• توقعات بإنتاج نصف مليون قنطار
تعرف شعبة غرس الزيتون بولاية باتنة، تطورا ملحوظا يتجلى من خلال المساحة التي راحت تتوسع سنويا، وراح بالموازاة معها يرتفع المنتوج من الزيتون وزيت الزيتون، وقد أدى هذا التطور لهذه الشعبة التي تفوق مساحتها 12 ألف هكتار، إلى بروز أقطاب فلاحية على طول مساحات تفصل بين المناطق شبه الصحراوية والتلية، حيث ساهمت خاصية الزيتون في تحمل العطش وتكيفه مع المناطق شبه الجافة، في تطور شعبته جنوب الولاية.
روبورتاج: يـاسين عبوبو
وتحصي مصالح مديرية الفلاحة، توسعا وانتشارا لزراعة الزيتون عبر محيطات بريكة والجزار وبيطام ونقاوس، وهي المناطق الجنوبية من الولاية، التي تعد بوابه للصحراء باتجاه بسكرة، وتتوقع المصالح الفلاحية أن يبلغ إنتاج الزيتون هذا الموسم نصف مليون قنطار وحوالي 50 ألف هكتولتر من زيت الزيتون.
جذور تاريخية لغرس الزيتون بمنطقة سفيان
من المعلوم أن ولاية باتنة تحقق الريادة في إنتاج المشمش وطنيا، بفضل ما تنتجه بساتين محيطات نقاوس وأولاد سي سليمان بصفة خاصة، لدرجة أن فاكهة المشمش ومستخلصاتها الصناعية كالعصائر والمربى، التي تنتج محليا ارتبطت في ذهن المستهلك بالمنطقة، وهنا يبرز ما للصناعة التحولية من دور في ترويج المنتوج، وقد حال ضعف الصناعة التحويلية للزيتون دون الترويج لزيتون المنطقة حسب منتجين، حيث أن منطقة نقاوس وتحديدا بلدية سفيان لا يقتصر إنتاجها على المشمش، وإنما هي قطب فلاحي بامتياز في إنتاج الزيتون، فضلا عن المشمش ويتطلع الفلاحون بها لتحقيق الريادة وطنيا في هذه الشعبة.
والزائر لمنطقة سفيان، سيكتشف أن لشعبة زراعة الزيتون جذورا تاريخية، مثلما رواه لنا سكان من المنطقة في جولة قادتنا لهذه البلدية الفلاحية، حيث أكدوا أن شعبة غراسة وإنتاج الزيتون ليست وليدة الحاضر، وإنما لها تاريخ مرتبط بالمنطقة، بحيث أن زراعة الزيتون بها يعود إلى ما قبل تواجد الرومان حسبهم، وبالمنطقة توجد أثار قديمة تمثل شواهد على النشاط الفلاحي، منها معاصر الزيتون الحجرية بالطرق التقليدية، التي تمثل مؤشر على امتداد تاريخي في إنتاج الزيتون بهذه المنطقة، ومن أشهر وأقدم المعاصر التي لاتزال تشتغل تلك التي تعود إلى عمي علي كريميل الذي يملك معصرة تقليدية ورثها عن والده ويعود تاريخها لـ 1935، والتي تعتمد على الأحمرة والبغال في عصر الزيتون، وعلى طرق المقايضة في دفع المستحقات.
وتتواجد بوسط بلدية سفيان شجرة بلغت من العمر عتيا حسب السكان، فهي تتواجد منذ مئات السنين، ويطلق عليها أهل البلدية تسمية “المسلمة" ويقولون بأنها تتواجد منذ عهد الفتوحات الإسلامية التي وصلت لشمال إفريقيا، لذا تُعرف بالمسلمة نسبة للدين الإسلامي، وهو ما يشير إلى قدم غرس الزيتون بهذه الأرض، وتحذو الفلاحين بمنطقة سفيان إرادة في جعل المنطقة قطبا لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون، خاصة وأن الكثيرين منهم تراجع عن غرس أشجار المشمش التي تشتهر بها المنطقة، وتحول نحو الزيتون بسبب تراجع موارد السقي من المياه، خاصة من منبع رأس العين الذي ظل لعقود من الزمن، مصدرا رئيسيا لسقي البساتين بنظام النوب لكن اتساع المساحة، بالموازاة مع تراجع منسوبه جعل الفلاحين يستغنون عن غرس المشمش، والتحول نحو الزيتون الذي لا تتطلب أشجاره مقارنة بأشجار أخرى كميات كبيرة من المياه للسقي.
وقد ظل منبع رأس العين المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه المئات من الفلاحين، وهذا بعد أن جفت منابع كثيرة كانت منتشرة منها حسب أهل المنطقة العين صولة، عين حميدة، عين بلحسن، عين تادقارت، اللوزة، عيون جحوش، عين لمروج وعين التركي ومنابع أخرى كانت في السابق تساهم في السقي الفلاحي.
تراجع مورد السقي شجع على غرس الزيتون بدلا عن المشمش
يؤكد الفلاحون من منتجي الزيتون على مستوى المناطق الجنوبية لولاية باتنة، أن توجههم نحو هذه الشعبة من الأشجار فرضته الظروف المناخية، وفي مقدمتها تراجع وقلة موارد السقي الجوفية من المياه، ويعتبر هؤلاء أن المثل القائل مصائب قوم عند قوم فوائد ينطبق على حالهم، من خلال التوجه نحو غرس أشجار الزيتون بدلا عن المشمش، بل بلغ بهم الأمر لقطع أشجار المشمش التي مسها الجفاف وتعويضها بالزيتون، حيث سجلت مديرية الفلاحة قبل سنتين إحصائيات بقطع واقتلاع ما مساحته 104 هكتارات من أشجار المشمش عبر محيطات سقانة، ورأس العيون، وبريكة، وتعويضها بأشجار الزيتون.
وفي سياق متصل تؤكد المصالح الفلاحية، بأن تراجع مساحة أشجار المشمش لا يعني بالضرورة تراجع الإنتاج، خاصة مع تسجيل ارتفاع في الإنتاج الموسم الماضي رغم تقلص المساحة، ويرجع ذلك حسب المصالح الفلاحية إلى التوجه نحو استعمال تقنيات الزراعة المكثفة، وترشيد استعمال المياه عن طريق تقنيات التقطير، على الرغم من استمرار اعتماد فلاحين على الطرق التقليدية للسقي، باستعمال السواقي الترابية التي تهدر المياه.
وكان فلاحون من منتجي المشمش على مساحات شاسعة بالجهة الجنوبية و الغربية لولاية باتنة، قد توجهوا لغرس الزيتون كبديل للمشمش لسببين بارزين مثلما رصدته النصر في تنقلاتها عبر بساتين إنتاج المشمش، و يتمثل العامل الأول في الجفاف و تراجع المورد المائي، حيث يظل مطلب حفر مناقب مائية حاجة ملحة للفلاحين لإنقاذ بساتينهم من العطش خاصة بعد تراجع مستوى مناقب و منابع للمياه أبرزها، رأس العين بنقاوس و سفيان ومنبع تينيباوين بتاكسلانت و قوشبي بأولاد سي سليمان، بالإضافة إلى منابع و مناقب أخرى عرفت تراجعا، و هي التي تعد مصادر المياه الوحيدة لمئات الفلاحين، الذين ظلوا لعقود من الزمن يعتمدون عليها في سقي أشجار المشمش، و ساهمت في جعل المنطقة معروفة بشعبة أشجار المشمش.
وتتجلى التغيرات المناخية حسب فلاحين بمنطقة سفيان بنقاوس، في جفاف عدة ينابيع وبقاء منبع وحيد برأس العين يتداولون عليه بالسقي عن طريق نظام المناوبة (النوب)، ولم يعد بإمكانهم الاعتماد عليه كمصدر وحيد، خصوصا وأن مردوده تراجع بمرور السنوات، وقد أدى تراجع منسوب المياه وجفاف مناقب، إلى تخلي فلاحين عن بساتينهم، فيما توجه البعض خاصة بمناطق بريكة وبيطام والجزار وحتى بأولاد سي سليمان ونقاوس، نحو غرس الزيتون، كونه مقاوم للجفاف ويدر أرباحا اقتصادية.
و ناهيك عن عامل الجفاف الذي يشتكي منه الفلاحون من منتجي المشمش، فإن هناك عاملا آخر هو التسويق، حيث ظل هاجسا لسنوات بالنسبة لهؤلاء المنتجين، خاصة في المواسم التي يكون فيها المنتوج متوفرا بكثرة و نظرا لخاصية المشمش في سرعة التلف وعدم الحفظ، فإن المنتجين يتخوفون من تلف المشمش بسبب هاجس التسويق، و هو ما جعلهم في مرات عدة يعبرون خلال وفرة الإنتاج عن احتجاجهم برمي كميات كبيرة من الفاكهة، أو غلق الطريق باستعمال صناديق المشمش، وهذا في ظل اضطراب السعر حسب قاعدة العرض و الطلب، بالإضافة إلى منافسة منتوج ولاية المسيلة المجاورة لمنتوج الولاية.
وشجع على غرس الزيتون بدلا عن أشجار المشمش حسب الفلاحين، خصائصه التي يتميز بها كونه مقاوم للعطش، ولا يتطلب كميات كبيرة من الماء عكس المشمش، ناهيك لتميز ثمار الزيتون بعدم التلف وحفاظها على خصائصها الغذائية بعد قطفها، وهذا عكس فاكهة المشمش التي يواجهون هاجسا في تسويقها خوفا من كسادها وتلفها.
ويؤكد فلاحون بأن المورد المائي ليس السبب الوحيد الذي جعلهم يوسعون غرس أشجار الزيتون، وإنما لما له من هامش ربح أيضا بفضل خصائصه الاقتصادية، في وقت يظل يطرح العديد عراقيل ومشاكل عديدة كارتفاع تسعيرة الكهرباء، ونقص السواقي وعدم فتح مسالك فلاحية، إضافة لعدم تسوية مسح أراضيهم وصولا إلى انعدام مكان مهيأ يعرضون فيه منتوجهم، حيث يضطرون في كثير من الأحيان إلى التنقل إلى أسواق الجملة بالولايات المجاورة.
مرتبة ثالثة وطنيا ومساهمة بـ 7.3 بالمئة في الإنتاج الوطني
وتُبرز إحصائيات المصالح الفلاحية لولاية باتنة، تطورا ملحوظ في ظرف عشرين سنة بالنسبة لزراعة الزيتون الذي أصبح يحتل في الخارطة الفلاحية، مساحة تقارب النصف من إجمالي مساحة الأشجار المثمرة، بحيث اتسعت من 640 هكتارا سنة 2000إلى 12 ألف هكتار سنة 1200 هكتار وبالموازاة مع ذلك ارتفع منتوج الزيتون من 25 ألف قنطار سنة 2008 إلى 300 ألف قنطار سنة 2014 وتطورت شعبة أشجار الزيتون وباتت زراعته مثلما وقفت عليه النصر تزاحم أشجارا مثمرة أخرى تشتهر بها ولاية باتنة منها بالخصوص المشمش.
وأصبحت تحتل ولاية باتنة، حسب احصائيات المصالح الفلاحية المرتبة الثالثة وطنيا في شعبة إنتاج الزيتون بمساهمة في الإنتاج الوطني تقدر بـ 7.3 بالمائة وباتت شعبة الزيتون في المراتب الأولى إلى جانب منتجات فلاحية أخرى بالولاية، على غرار التفاح والمشمش والبيض واللحوم البيضاء، وإنتاج الحليب والعسل، وتقدر المساحة الإجمالية حسب إحصائيات مصالح الفلاحة التي تحصلت "النصر" عليها بـ 12935 هكتارا وذلك خلال الموسم 2022/2023 وتقدر المساحة المنتجة خلال نفس الموسم 10344.47 هكتارا، فيما بلغ الإنتاج المحصل عليه 481155 قنطارا، منه 217111 قنطارا موجها لإنتاج زيتون المائدة، فيما 264044 قنطارا وُجه لإنتاج زيت الزيتون وتشير معطيات المصالح الفلاحية، إلى تمركز غرس أشجار الزيتون بالجهة الجنوبية للولاية.
وراحت هذه الشعبة من الأشجار تتطور وفق إحصائيات الفلاحة، حيث بلغت الموسم الماضي المساحة الإجمالية 12781 هكتارا تمثل بعدد الأشجار 2493136، منها 10952 هكتارا منتجة، أي ما يمثل من الأشجار 2126088 وبلغ الإنتاج المتحصل عليه الموسم الماضي 392361 قنطارا، فيما إنتاج الزيت 33229 هكتولترا وفي ما تعلق بالموسم الحالي 2024/2025، فقد بلغت المساحة الإجمالية للزيتون بولاية باتنة، 12928 هكتارا، تضم من الأشجار 2519107، فيما تقدر المساحة المنتجة 11148 هكتارا تضم 2156798 شجرة ويتوقع أن يصل الإنتاج من الزيتون هذا الموسم 467578 قنطارا، فيما المتوقع من إنتاج زيت الزيتون 43376 هكتولترا.
وقدرت مصالح الفلاحة إنتاج ما مردوده 39 قنطارا في الهكتار ومن الزيت 3599 هكتولترا وتتنوع الأصناف المزروعة، بحيث يمثل السيقواز ما نسبته 70 بالمائة والشملال 28 بالمائة فيما تمثل 2 بالمائة أصناف أخرى.
وتُرجع مصالح الفلاحة نجاح وبروز شعبة إنتاج الزيتون بولاية باتنة، إلى مختلف برامج الدعم التي حظيت بها، من برنامج الدعم عن طريق الاستثمار الفلاحي، وبرنامج التجديد الريفي والاستصلاح عن طريق الامتياز، وكذا برنامج محاربة التصحر وترقية السهوب، وفي سياق متصل أرجع فلاحون التقتهم النصر في تنقلها لمناطق جنوبية من الولاية، والتي تضم محيطا فلاحيا بامتياز في الأشجار المثمرة، نجاح تجربة غرس الزيتون، لخصوصيته عكس باقي الأشجار المثمرة في عدم تطلب كميات كبيرة من الماء للسقي، خاصة في ظل شح وتراجع مصادر الموارد المائية للري الفلاحي، فضلا عن تحقيقه لأرباح اقتصادية.
وتؤكد مديرية الفلاحة بأن الطاقات الإنتاجية لأشجار الزيتون الحديثة الغرس بدأت تدخل مرحلة الإنتاج بعدة مناطق وتبين أنها تتميز بالمردود العالي والنوعية الجيدة بفضل ممارسة تقنيات سقي مختلفة بصفة كاملة ومكثفة وهو ما جعل عدد الأشجار المغروسة في الهكتار الواحد يتراوح بين 400 إلى 600 شجرة.
31 معصرة لتحويل الزيتون وبروز قطب ببلديات الجهة الجنوبية
تحصي مديرية الفلاحة لولاية باتنة تواجد 31 معصرة للزيتون بالولاية منها 16 تقليدية و15 عصرية تتواجد أغلبها ببلديات الجهة الجنوبية التي باتت قطبا فلاحيا بامتياز في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، حيث يعرف غرس الزيتون تطورا بالمناطق شبه الجافة وتأتي دائرة بريكة ببلدياتها وخاصة بلدية بيطام في المرتبة الأولى على مستوى الولاية، حيث تتراءى للأعين مساحات شاسعة وممتدة لمساحات الزيتون بمنطقة بيطام، وحسب إحصائيات المصالح الفلاحية لهذا الموسم، فإن مساحة الزيتون ببريكة تتربع على 2461.5 هكتارا منها 2310 منتجة بمردود 55 قنطارا في الهكتار وتليها بلديات دائرة الجزار بذات الجهة من الولاية بمساحة تقدر بـ 1904 هكتارات منها المنتجة المقدرة بـ 1615 هكتارا بمردود متوقع بـ 50 قنطارا في الهكتار.
وتتربع مساحة أشجار الزيتون ببلديات دائرة نقاوس على مساحة إجمالية تقدر بـ 850 هكتارا منها مساحة منتجة تقدر بـ 842 هكتارا بمردود يصل 60 قنطارا في الهكتار، وعلى الرغم من تطور الإنتاج بالمناطق الجنوبية إلا أن منتجين يطرحون هاجس التسويق مطالبين بتخصيص أماكن عرض، وفتح أسواق ووحدات تحويلية لجعل المنطقة قطبا فلاحيا اقتصاديا، خاصة أن موسم الجني يبعث في مناطق الإنتاج حركية ونشاطا، بحيث يأتي التجار من مختلف أرجاء الوطن، لاقتناء الزيتون وتوجيهه نحو وحدات تحويلية في ولايات أخرى سواء تعلق الأمر بالزيتون الموجه للمائدة أو الزيتون المخصص لإنتاج الزيت بعد عصره وتتراوح أسعار اللتر من زيت الزيتون ما بين 800 دج و1200 دج.
يـاسين عبوبو
في ظل تزايد عدد المستثمرين في هذه الشعبة
توقّـــع إنتــاج 1 مليــون و800 ألـف لتــر من زيــت الزيتــون بتبســة
تتوقع مديرية المصالح الفلاحية لولاية تبسة، إنتاج 1 مليون و862 ألف لتر من زيت الزيتون، برسم حملة الجني للموسم الجاري، التي انطلقت نهاية شهر أكتوبر المنصرم وتمتد إلى غاية شهر جانفي من العام القادم، مشيرة إلى أن توقعات الإنتاج مستقبلا ستكون أكبر، ما سيجعل الولاية قطبا هاما على المستوى الوطني في مجال إنتاج الزيتون وعصر زيته.
رئيس مصلحة الإنتاج الفلاحي والدعم التقني بمديرية الفلاحة "رمزي بوعزيز" وفي تصريح للنصر، أوضح أن حملة جني الزيتون وعصره، ستستمر إلى بداية العام المقبل، متوقعا تحقيق إنتاج وفير من أجود أنواع زيت الزيتون، مقارنة بالموسم الماضي الذي شهد إنتاج مليون و700 ألف لتر وقد أرجع هذه الزيادة المتوقعة، إلى توسيع المساحة المخصصة لهذه الشعبة الفلاحية الهامة، حيث تبلغ المساحة الكلية لأشجار الزيتون، 9724 هكتارا، منها 6797 هكتارا مساحة منتجة، مضيفا أن المساحة المجنية إلى الآن بلغت 1800 هكتار، بمنتوج من الزيتون وصل إلى 31180 قنطارا وبلغت كمية زيت الزيتون المتحصل عليها، 298900 لتر
وقد عرفت شعبة الزيتون منذ سنة 2000، توسعا في عدد المساحات المزروعة وأشار إلى أن المساحة التي تم تخصيصها لزراعة أشجار الزيتون، خلال الموسم الفلاحي الماضي، بلغت 9500 هكتار، فيما تحصي مديرية المصالح الفلاحية ما مجموعه 1 مليون و 800 ألف شجرة مثمرة، مفيدا أن أزيد من 70 بالمائة من هذه المساحة تتوزع خاصة عبر عدد من البلديات الجنوبية، على غرار بئر العاتر، صفصاف الوسرى، أم علي، فركان ونقرين، مع إنتاج سنوي يصل إلى 97 ألف قنطار من الزيتون، منها 9 آلاف قنطار من زيتون المائدة، في حين توجه بقية الكمية للعصر.
تزايد الإقبال على شعبة غراسة الزيتون واستخلاص الزيت
وتميزت ولاية تبسة في السنوات الأخيرة، على الرغم من الظروف المناخية وظهور بعض الأمراض، بدخول عدة مستثمرات فلاحية جديدة في هذا المجال، حيز الاستغلال والتي تتربع على مساحات هامة لغراسة الزيتون، سمحت بتعزيز القدرات الإنتاجية المحلية من الزيتون وزيته وقد مكّن دخول هذه المستثمرات الفلاحية الجديدة الموزعة عبر عدد من البلديات الحدودية بجنوب ولاية تبسة، حيز الخدمة، من رفع الإنتاج المحلي في مجال الزيتون بمختلف أصنافه، خاصة الموجه منه للعصر ويرجع الارتفاع في المردود، إلى السياسة المنتهجة من طرف السلطات المحلية ومديرية المصالح الفلاحية والتي تتعلق بتوسيع المساحة الفلاحية المخصصة لهذه الشعبة الفلاحية.
وتتوفر ولاية تبسة حاليا، على 6 معاصر لزيت الزيتون، مجهزة بأحدث الوسائل، فيما تعمل مديرية المصالح الفلاحية، على حث المستثمرين في مجال إنتاج الزيتون، لإنشاء معاصر لاستخلاص زيت الزيتون، تعتمد على طرق حديثة، من خلال إقحام التكنولوجيا والمعدات المتطورة والتخلص التدريجي من المعاصر التقليدية، ما يسهل على الفلاحين عمليات عصر الزيتون المنتج دون الحاجة للتنقل إلى ولايات أخرى.
مستثمرة فلاحية نموذجية ومتابعة منتظمة لتطوير الشعبة
وكشف الناشط في شعبة غراسة الزيتون منذ سنة 2000، حسين مناس، للنصر، أن الظروف المناخية الملائمة التي عرفتها الولاية هذه السنة، سمحت بنجاح هذه الغراسة في المنطقة الجنوبية للولاية، مفيدا بأن هذه الشعبة تتميز بتنوع المحاصيل التي ذكر منها "الزيتون الفركاني وشملول وسيقواس" ويعرف صنف "الزيتون الفركاني" بجودته العالية من بين 46 صنفا من الزيتون، حتى أن شهرته تعدت الحدود الجزائرية، حسب ما اعترف به مناس الذي يمتلك في الوقت الراهن ما لا يقل عن 4 آلاف شجرة زيتون منتجة بمردود يتجاوز 600 قنطار سنويا.
واستنادا لهذا المستثمر الفلاحي، فإن هذا النوع من الزيتون يلقى رواجا كبيرا في أوساط الفلاحين، بسبب مردوديته العالية وجودة زيته المتحصل عليه بعد عملية العصر، مؤكدا أنه يمكن استخلاص 32 لترا من أجود أنواع زيت الزيتون من القنطار الواحد منه وأشار إلى أنه ينتج سنويا ما لا يقل عن 12 ألف لتر من أجود أنواع زيت الزيتون البكر، مشيرا إلى أنه يطمح لرفع إنتاجه إلى 50 ألف لتر في المستقبل القريب، فور دخول آلاف الشجيرات التي هي حاليا في طور النمو، لمرحلة الإنتاج.
وقال ذات المتحدث، بأنه يطمح وبالتنسيق مع عدد من الفلاحين، لتوسيع المساحات المخصصة لغراسة أشجار الزيتون في ذات الجهة، بغية تمكين الولاية من تصدر الترتيب الوطني في هذه الشعبة من ناحية الإنتاج والجودة.
وسبق أن فازت شركة المستثمر مناس، "معصرة الشجرة المباركة" من بئر العاتر، على الميدالية الذهبية عن فئة "الثمار الناضجة"، في الطبعة الثالثة للمسابقة الوطنية لأفضل زيت زيتون بكر ممتاز جزائري، التي أعلنت عنها لجنة تحكيم المسابقة التي تكافئ جودة زيت الزيتون والمكونة من خبراء جامعيين وطنيين ودوليين في تذوق زيت الزيتون البكر واعتبر هذا التتويج تحفيزا للمضي قدما في هذا الاستثمار الواعد، مؤكدا أنه يطمح لتوسيع مشروعه الذي يضمن عشرات مناصب شغل، بغية رفع القدرات الإنتاجية، كما اعترف بأن مشاركته في هذه المسابقة التي تهدف لتعزيز روح المنافسة بين منتجي زيت الزيتون على المستوى الوطني، سمحت له بالالتقاء مع عدة مستثمرين في هذا المجال وتبادل الخبرات والتجارب معهم.
وعن فكرة الاستثمار في مجال زيت الزيتون وإنشاء هذه المعصرة، قال المستثمر بأن طبيعة بلدية بئر العاتر والمناطق الجنوبية المجاورة لها والمعروفة بوفرة إنتاج الزيتون وكثرة الأشجار المثمرة من مختلف الأنواع، كانت السبب الرئيس وراء ولوجه هذا العالم، بغية التخفيف من معاناة الفلاحين بخصوص عصر زيت الزيتون، معربا عن طموحه في تسويق منتوجه عبر كامل الولايات، غير مستبعد بذلك تصديره نحو مختلف دول العالم، بعد أن أصبح زيت الزيتون الجزائري منافسا قويا لبقية الدول، لما يتميز به من ذوق رفيع.
عبد العزيز نصيب