أحيت السلطات المدنية والعسكرية وسكان ولاية قالمة يوم الخميس، الذكرى 46 لرحيل الرئيس هواري بومدين، تحت شعار «الجزائر منتصرة...الجزائر قبلة للأحرار»، وسط أجواء من التضامن والوحدة والتطلع إلى مستقبل واعد، في مسيرة البناء الشاقة التي كان يعتبرها الرئيس الراحل والإنسان الجزائري الحالم هواري بومدين، ثورة ثانية ينبغي خوضها والانتصار فيها.
وقد جمعت الذكرى التي احتضنتها دائرة عين حساينية، الإقليم الجبلي الذي نشأ فيه الطفل محمد بوخروبة بين التنمية والتاريخ، الثنائية الخالدة التي كان يعمل عليها الرجل لبناء الوطن وتذكر التاريخ بأفراحه ومآسيه، ليكون مرجعا لذاكرة الأمة كلما حلت بها النوائب وحاصرها غزاة العصر الحديث.
وقد سطر المشرفون على الإحياء الرسمي للذكرى، برنامجا ثريا بدأ بزيارة إلى المنزل الريفي لعائلة الرئيس الراحل هواري بومدين، بمنطقة «بني عدي» الواقعة على الحدود بين 3 بلديات هي مجاز عمار، الفجوج وحمام دباغ، أين تم رفع العلم وعزف النشيط الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على شهداء الثورة ورموز الأمة الراحلين، كما قام الحاضرون بزيارة مختلف الهياكل التي أنجزت بالمكان، الذي صار محجا تاريخيا، ومعلما سياحيا يأتيه الناس من كل مكان وعلى مدار العام.
بعدها انتقل الوفد الولائي إلى بلدية «رأس العقبة»، لتدشين ملعب جواري بالمدرسة الابتدائية مصطفى بولذروع، قبل التوجه إلى بلدية «سلاوة عنونة» لإطلاق مشروع لتحويل محلات مهنية إلى مرفق صحي، يقدم خدماته لسكان هذه البلدية الجبلية، التي تعرف نقصا في التغطية الصحية.
واختتمت مراسيم إحياء الذكرى ببلدية هواري بومدين بنشاط نظمته جمعية «الوئام» لترقية الأنشطة الشبانية، تضمن تكريما لأفراد من الأسرة الثورية، وتقديم مداخلة للأستاذ والباحث في تاريخ المنطقة، عبد الله بن الشيخ، تطرق فيها لحياة الرئيس الراحل من طفولته الأولى بقالمة إلى رحلة التعليم داخل وخارج الوطن المحتل، والتي بدأها الطفل الذي سيكون له شأن كبير، من مدرسة مختلطة بمدينة قالمة، تجمع بين أبناء المعمرين وأبناء الأهالي كما يسميهم الاستعمار، وهم في الحقيقة أبناء الأرض الشرعيين، حيث عرج المحاضر على الرحلة التاريخية للطفل محمد بوخروبة من مدرسة الكتانية بقسنطينة، إلى جامع الأزهر بمصر في شهر ديسمبر 1950 ثم العودة إلى الوطن المحتل للالتحاق بالثورة عبر سفينة محملة بالأسلحة سنة 1955، ليبدأ معركة تحرير الوطن عقيدا من العقداء التاريخيين، الذين قادوا ثورة خالدة من أعظم ثورات القرن العشرين.
وبعد استقلال البلاد يقول عبد الله بن الشيخ، انطلقت ثورة البناء والتشييد وصارت الجزائر بعد ذلك قبلة لحركات التحرر وموطنا ينبض بالعلم و البناء والتطور المذهل في قطاعات الزراعة والصناعة والبحث العلمي. فريد.غ