قامت المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة، بمنع جميع البواخر التي دخلت ميناء عنابة الخميس الفارط، مع توقيت انقطاع كابل الانترنيت، والأخرى الراسية بالمياه الإقليمية من المغادرة، من أجل تحديد هوية الباخرة التجارية المتسببة في تمزيق الكابل الدولي للأنترنيت الممتد من مدينة مارسليا الفرنسية إلى عنابة.
وحسب مصدر موثوق تحدث للنصر، حددت الفرقة المختصة التابعة لقوات البحرية التي لديها صفة الضبطية القضائية، والمكلفة بالتحري في القضية قائمة اسمية للبواخر المشتبه فيها، بعناوين مالكيها والدول القادمة منها، والبالغ عددها 10 بواخر، وراسية حاليا قبالة الميناء التجاري، وستقوم مصالح قوات البحرية بتقديم ملف التحقيق إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، لمتابعة القضية التي تأسست فيها شركة اتصالات الجزائر كطرف مدني، على اثر تقديمها شكوى عن طريق المفوض الجهوي لناحية عنابة، ضد مجهول، حول الضرر الذي لحق بالمؤسسة، جراء تمزيق كابل الألياف البصرية، الذي يزود شبكة الانترنيت على المستوى الوطني بـنسبة 81 بالمائة.
وتتمسك اتصالات الجزائر من خلال الشكوى التي أودعتها عن طريق المفوض الجهوي لناحية عنابة، بإلزام مالك الباخرة المتسببة في تمزيق الكابل، بالتعويض عن الضرر الناجم على حدوث اضطرابات في حركة الانترنيت، والتي أدت إلى شلّ نشاط العديد من الشركات والهيئات المتصل عملها بشبكة الانترنيت. وقامت قوات البحرية بتعليمات من القيادة العليا، منع جميع البواخر من المغادرة حتى يتم تحديد هوية الباخرة بشكل دقيق، والتمحيص في وثائقها وجنسية مالكها، خاصة وأن عديد البواخر تصرح بالدولة التي تنحدر منها، دون الكشف عن هوية صاحبها للإفلات من المساءلة الأمنية، لعناصر خفر السواحل وشرطة الحدود، وكذا المتابعة القضائية في حال إخلالها بقوانين الإبحار والرسو.
وتشير ذات المصادر، إلى أن التحقيقات المعمقة حول الحادث استبعدت فرضية العمل التخريبي واستهداف كابل الألياف البصرية، على اعتبار أن أحوال الطقس كانت غير مستقرة و البحر كان هائجا، لا يسمح للزوارق آو الغطاسين من الإبحار آو الاقتراب من الكابل الموجود على عمق 40 متر تحت البحر. و يرجح التقنيون العاملون على إصلاح كابل الانترنيت الدولي، بالباخرة الفرنسية « ريمون كروز « أن يكون التيار القوي الناجم على اضطراب البحر، سبب رفع الكابل من الاعماق نحو الأعلى، مع تزامن مرور باخرة للشحن والتي كانت السبب الرئيسي في قطعه، عن طريق مرساة الرسو .
من جهة أخرى، أكد مكلف بالاتصال بشركة اتصالات الجزائر في اتصال هاتفي مع النصر، بأن عملية الإصلاح التي يقوم بها التقنيون الفرنسيون بمساعدة ثلاثة خبراء جزائريين يعملون بالمديرية التقنية، سينهون عملية التصليح اليوم، بعد تمكن الغطاسون بمساعدة « ربوت آلي « من العثور على الطرف الثاني من الكابل، أول أمس في حدود الرابعة بعد الزوال، حيث قام التقنيون بتغيير الكابل على مسافة 340 متر من الطرفين، ويجري وصلهما في انتظار القيام بالتجارب صبيحة اليوم، والتأكد من عودة دفق الانترنيت بشكل عادٍ، قبل مغادرة الباخرة الفرنسية ريمون كروز التابعة لمجمع « أور ونج مارين» المياه الإقليمية لولاية عنابة باتجاه ميناء مدينة لوهافر الفرنسية والذي تتخذه مكانا للرسو، لضمان المناوبة الدولية تحت تصرف المنظمة المتوسطية لصيانة كوابل الاتصالات في أعماق البحار» ام. او.سي. ام. أ» والقيام بعمليات صيانة و إصلاح أعطاب كوابل الألياف البصرية في أعماق البحار.
وقد تمكنت النصر أمس الأول، من الاقتراب من موقع إصلاح كابل الانترنيت قبالة رأس الحراسة، البعيد عن شاطئ سيدي سالم بنحو 15 كلم بالاستعانة بقارب صيد تقليدي، وتمكنا من التقاط صور للباخرة «ريمون كروز»، أثناء انطلاقها في عملية البحث عن الكابل الممزق، وهي وسط طوق أمني محكم لقوات البحرية التي جندت نحو 12 زورقا وفرقاطة لتأمين محيط تواجد الباخرة ومنع الزوارق الصغيرة من الاقتراب، وهو ما لمسناه بعين المكان بمنعنا من الاقتراب عن طريق إصدار صفرات تحذيرية من أجل المغادرة.
حسين دريدح