أبرز وزير الاتصال محمد مزيان، أمس، أهمية الدور الذي لعبته الصحافة الوطنية غداة استعادة السيادة الوطنية و تمكن الكفاءات الوطنية من النهوض بالمهنة بعدما كانت السلطات الاستعمارية تراهن على عجز الجزائريين عن إدارة المؤسسات الإعلامية بعد الاستقلال.
وأشار في كلمة ألقاها في مقر جريدة الجمهورية بوهران في ذكرى تعريبها، إلى زيف وبهتان الأطروحة الكولونيالية التي تدعي نشر الحضارة من خلال الاستعمار، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أسهب في آخر خطاب له خلال لقاء الحكومة بالولاة، بالدليل وبإتقان وبالوصف للفترة الاستعمارية التي اعتبرها المؤرخون الموضوعيون بأنها المرحلة التي جاءت فيها فرنسا إلى الجزائر هروبا من مشاكلها الداخلية واستعمرت شعبا أحسن إليها ومد لها يد العون عندما كانت محاصرة من طرف الأوروبيين .
مردفا أن ما ادعته فرنسا الاستعمارية بنشر الحضارة في الجزائر سنة 1830، ما هو إلا بهتان وأراجيف بعيدة كل البعد عن الوقائع التاريخية، وأنها كانت تعتقد أنها عندما تخرج من الجزائر ستترك الجزائريين عاجزين خاصة في مجال الإعلام من تلفزيون والجرائد ومختلف المؤسسات الإعلامية، ولكن تم تشغيل هذه المؤسسات بعد الاستقلال مع إعادة بناء الدولة الجزائرية التي كانت موجودة منذ قرون، وكانت تعيش التاريخ عندما كانت الأمم التي تتطاول اليوم على بلادنا، تعيش ما قبل التاريخ، كما قال.
وفي سياق آخر، أوضح وزير الاتصال أن جريدة الجمهورية تأسست بوهران بالموازاة وجريدة الشعب في العاصمة وجريدة النصر في قسنطينة، وهذا ما يعكس النظرة الوطنية للسلطات الجزائرية على أعلى مستوى مبرزا أنه لا يجب التفكير في المكان بل في البعد الوطني، منوها كذلك بجريدة الجمهورية و اسمها الذي يحمل قيما كبيرة حملت لواءها هذه الجريدة وهي تخطو خطواتها نحو التعريب، منها احترام القانون والتضامن والوحدة الداخلية للدولة، وهي تمتاز بتاريخها وأخلاقها المهنية وخطها الافتتاحي والدقة، وكل هذا يعد من الخصال الحميدة في الممارسة المهنية الإعلامية، مشيرا أيضا أنها جريدة تملك أرشيفا عظيما منذ وقت "لاريبيبليك" التي كان من بين صحفييها أسماء كبيرة لوزراء تركوا بصمتهم في تسيير شؤون الدولة " نريد أن تكون الجمهورية جمهورية الجميع" وفق الوزير لأن جريدة الجمهورية رائدة بتاريخها الذي يجب الاعتزاز به، وشتان بين المرحلة التي كانت جريدة "ليكو دوران" التي كانت تصف الجمهور الجزائري في المخيال المجرد آنذاك، بالجالية الفرنسية التي كانت مقيمة في الجزائر.
للتذكير، فقد حضر إلى جانب وزير الاتصال محمد مزيان لمراسيم تكريم قدماء جريدة الجمهورية بمناسبة الذكرى 49 لتعريبها وهذا بمقر الجريدة في وهران، مستشار رئيس الجمهورية صدوق ابراهيم والوزير الأسبق للعدل ماحي باهي ومدراء عدة مؤسسات إعلامية عمومية وخاصة.
بن ودان خيرة