أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن الذاكرة الوطنية كانت وستظل الإسمنت المسلح الذي يمتن وحدة لحمتنا، مجددا التأكيد على أن «رسالة الأوفياء في هذا الوطن ستظل أمانة في أعناقنا وحرمة مقدسة».
وفي كلمة قرأها نيابة عنه مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، حسين عبد الستار، بمناسبة الذكرى 73 لوفاة البطل محمد بلوزداد، شدد السيد ربيقة، على أن إحياء مثل هذه المناسبات التاريخية المتجددة، يجعلنا ندرك أن تطلعنا إلى تحقيق المستقبل الأفضل، يستوجب تثمين قيمة الجهد والعمل، والسهر على وحدة الصف، وتكاتف الجهود وتعميق الشعور بالواجب الوطني.
كما اعتبر الوزير بأن إحياء هذه المحطات يشكل فرصة لتجديد العهد على الاضطلاع بالمسؤولية على أكمل وجه تجاه الأمة والوطن وهو ما يؤكد عليه دوما - كما قال - رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لبناء الجزائر المنتصرة التي تعتز بذاكرتها الوطنية التي كانت وستظل الاسمنت المسلح الذي يمتن لحمتنا والذخيرة الحية لرصيد الأمة من القيم الخالدة ومرجعيتها الناصعة التي تهتدي بها وتستلهم منها المعاني والدروس.
كما شدد السيد ربيقة، على ضرورة الاقتداء بمآثر العظماء من أبناء هذا الوطن وبقيمهم الخالدة من أجل مواصلة شق الطريق نحو الأفضل بروح الأمل والاندفاع نحو مستقبل زاهر، تتأصل فيه المآثر والمكاسب ويقوى الدفاع عنها بالاستزادة في تأصيل مفهوم التضحية من أجل جزائر آمنة، مستقرة ومنتصرة. ولدى تطرقه إلى مسيرة المجاهد محمد بلوزداد، أشار إلى أن رجالا من هذا الطراز وأبطالا بهذه المكانة، يستحقون من أبنائهم وأحفادهم أن يستفيدوا من نسغهم المتجدد، وأن يتحلوا بالقدر المطلوب من الوفاء لما حملوه في صدورهم من مبادئ و قيم و خصال، مشيرا إلى أن هذا المناضل البطل كان من رجال الحركة الوطنية الذين أدركوا بسليقة المناضلين الأفذاذ، أنه حان الوقت لعمل جديد، بعد أن تأكد بروز دلائل قوية تبشر بدنو لحظة الخلاص، حيث كان يرى أن الكفاح المسلح المدعوم بما يكافئه من كفاح سياسي، هو الشطر الذي يلزم لاكتمال المعادلة بين الإرادة العامة للشعب والفعل المطلوب من طرف طلائعه المناضلة والواعية.
وقال وزير المجاهدين:» بهذا الإدراك والإيمان كان سي محمد بلوزداد أول قائد للمنظمة الخاصة التي حضرت و وضعت اللبنات الأولى للكفاح المسلح». وأضاف بأن البطل الراحل محمد بلوزداد كان من الرجال المثاليين في كل مراحله النضالية، واستطاع بكفاءة نادرة أن يجمع في شخصه مجموعة من النشاطات التي كان كل نوع منها يحتاج إلى مهارات خاصة وكان إيمانه بالمبدأ وتشوقه إليه يخلق فيه طاقة فريدة وحالة من التحدي مع الذات تدفع به إلى الخوض فيما يريد بعزيمة المؤمن بالنجاح. من جهته، تطرق الباحث مصطفى سعداوي إلى مسيرة محمد بلوزداد الذي عاش - كما قال فترة قصيرة (1924-1952)، لكنه سجل اسمه ضمن قائمة زعماء النضال والكفاح المسلح الذين ضحوا في سبيل وطنهم كونه يعد أحد مهندسي ثورة الفاتح من نوفمبر 1954.
ع.أسابع
