أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أن العالم يمر اليوم بتغيرات عميقة ومراحل صعبة و على الجزائر أن تواجهها كرجل واحد وبكل صرامة للمحافظة على الاستقلال والقرار الوطني ومكانتها في العالم، وهي تملك كل الإمكانيات لمواجهة جميع التحديات المطروحة.
ودعا رئيس مجلس الأمة في كلمة له، أول أمس، في ختام جلسة عامة خصصت للمصادقة على مشروعي قانونين يتعلقان بالنفايات وتسييرها وبذوي الاحتياجات الخاصة، إلى ضرورة الرجوع إلى الذاكرة الوطنية والاستلهام منها من أجل إيجاد الطريق الصحيح للحاضر والمستقبل، وذلك- يضيف- ما يغيض أعداء الجزائر، مذكرا في هذا المقام بأن الجزائر سواء خلال الثورة التحريرية المجيدة أو خلال سنوات الجمر واجهت لوحدها كل الصعوبات و المشاكل دون تدخل خارجي، وتمكنت من الحفاظ على استقلالها وكلمتها وظلت دائما مرفوعة الرأس.
وتابع في هذا الإطار بأن الجزائر عادت بقوة إلى ذاكرتها بداية من نوفمبر 2020 بعد المصادقة على التعديل الدستوري للفاتح نوفمبر من تلك السنة الذي أقره رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، والذي بفضل ذلك استرجعت الجزائر مكانتها و حافظت على استقلالها السياسي وهي تهدف إلى الوصول إلى الاستقلال الاقتصادي الكامل، وهو ما لم يعجب الأعداء، ليخلص إلى أن الجزائر تملك كل الإمكانيات لمواجهة جميع التحديات المطروحة.
واستنكر صالح قوجيل بالمناسبة إحياء بعض الأطراف وبعض الوزراء في الحكومة الفرنسية الحالية للأفكار و الذهنيات الاستعمارية وحنينهم للفترة الاستعمارية وكأنهم هم من خلقوا الجزائر، مثمنا في السياق وقوف الجزائريين الذين ولدوا خارج الجزائر ضد الحملة التي تستهدف بلادهم في المدة الأخيرة.
كما نبه صالح قوجيل إلى أن العالم يشهد اليوم تغيرات عميقة، وعليه لابد أن نفكر في ما هي مكانة الجزائر في هذا العالم؟ لأن القضية ليست مسألة مناصب ومسؤوليات بل الأهم هو الجزائر، وأضاف بأن الجزائر ستواصل التغيير من خلال إعادة في القوانين المنظمة للأحزاب والجمعيات والجماعات المحلية، والتي ستدعم أكثر مؤسسات الدولة.
كما جدد رئيس الغرفة العليا للبرلمان مواقف الجزائر الثابتة من القضايا العادلة في العالم وقال إن الجزائر تقف مع فلسطين منذ عقود وأن القضية الفلسطينية لم تولد في السابع أكتوبر 2023 بل هي موجودة منذ 75 سنة، وستواصل الجزائر دعمها للشعب الفلسطيني حتى ينال استقلاله.ونفس الموقف بالنسبة لقضية الصحراء الغربية التي أوضح بشأنها بأن الجزائر تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره انطلاقا من مبادئها ومواقفها المعروفة، وليس لأنها قضية على حدودها، بدليل أن الجزائر دعمت استقلال تيمور الشرقية وهي بعيدة جغرافيا عنها.
كما أوضح بهذا الخصوص بأن الجزائر ليست ضد الشعب الفرنسي اليوم بل هي ضد بقايا الاستعمار وقد كانت خلال الثورة التحريرية تفرق بين النظام الاستعماري والشعب الفرنسي، و هي ليست ضد الشعب المغربي كذلك إنما هي ضد نظام المخزن الاستعماري الذي يشبه في ممارساته النظام الاستعماري الفرنسي بالأمس.
إلياس –ب
