أعلن الأمين العام للمركزية الوطنية، أعمر تاقجوت يوم أمس، عن مبادرة لإنشاء «لجنة تفكير في القضايا الوطنية»، لمناقشة راهن الساحة الوطنية، وتقييم مختلف الإنجازات المحققة، داعيا في ذات الوقت إلى تكاثف الجهود بين المركزية النقابية والنقابات المستقلة لدراسة ملف الأسلاك المشتركة، «الذين لم تصنّفهم القوانين الأساسية لمختلف قطاعات الوظيفة العمومية».
وخلال إشرافه بمقر المركزية النقابية بالجزائر العاصمة، على وقفة ترحم على روح الأمين العام السابق للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد الحق بن حمودة، في الذكرى الـ 28 لاغتياله على يد الإرهاب يوم 28 يناير1997، كشف السيد تاقجوت، عن مشروع لتشكيل « لجنة تفكير في القضايا الوطنية»، لمناقشة مختلف القضايا المطروحة على الساحة الوطنية وتقييم مختلف الإنجازات المحققة، إلى جانب تناول «الإخفاقات » التي تستلزم فتح نقاش وطني لسد الباب أمام استغلالها في ضرب الجمهورية، ومنع محاولات التشويش، سواء على المدرسة العمومية وعلى المنظومة الصحية.
وأهاب الأمين العام للمركزية الوطنية، « كل الوطنيين الفاعلين من الشخصيات الوطنية والتنظيمات النقابية المختلفة بما فيها، المستقلة، إلى تضافر الجهود من أجل إنجاح هذه المبادرة الرامية إلى الدفاع عن الجمهورية و عن المدرسة، والصحة العموميتين، إلى جانب التطرق بالنقاش إلى الملفات الاقتصادية والوضع الذي تعيشه المرأة من أجل تمكينها من تحقيق المزيد من المكاسب وحتى يكون لها دور فاعل في العمل النقابي».
وخلال ذات اللقاء الذي حضره كل من وزير النقل سعيد سعيود، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، ونجل الفقيد بن حمودة، إلى جانب ممثلي الفيدراليات النقابية لمختلف القطاعات والمؤسسات الاقتصادية، وعمال مختلف القطاعات، ثمن تاقجوت الإنجازات المحققة في عهد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، متأسفا في ذات الوقت لما أسماه « صمت»، الهيئات و التنظيمات و الكوادر الوطنية، إزاء مختلف القرارات المصيرية التي اتخذتها الدولة مؤخرا، على غرار الزيادات في الأجور، التي أقرها الرئيس تبون و البرامج الوطنية للسكن، و التغطية الاجتماعية لأكثر من عشرين مليون مؤمن لهم اجتماعيا، يحوزون على بطاقة الشفاء.
من جهة أخرى، كشف الأمين العام للمركزية النقابية، عن تنصيب لجنة وطنية تضم ممثلي المركزية النقابية و النقابات المستقلة، لدراسة ملف الأسلاك المشتركة، «الذين لم يتم تصنيفهم في القوانين الأساسية لمختلف قطاعات الوظيفة العمومية’’، ما حرمهم – كما ذكر - من الاستفادة من الزيادات في الأجور و التعويضات، وقال إن المعنيين يطالبون اليوم بقانون يضم كل العمال المهنيين، والأسلاك المشتركة، في قانون واحد، يضمن حقوقهم، و يحدد واجباتهم».
المتحدث تطرق من جهة أخرى إلى أمور تنظيمية داخل النقابة حيث دعا «المسؤولين النقابيين الذين لا يزالون متمسكين بمناصبهم القيادية داخل النقابة» إلى الامتثال للقوانين الجديدة، مشددا على أنه لن يتسامح مع من تسول له نفسه المغامرة بالمنظمة العريقة و بالوطن».
وقال بأنه لن يقف مكتوف الأيدي، وأنه لن يتسامح مع من وصفهم بالفاسدين، متوعدا بمواجهتهم و عدم التردد في توقيفهم، ما دام الأمر يتعلق – حسبه - بمصلحة الاتحاد’’، مؤكدا بأن الاتحاد متمسك بمبادئه الرامية للدفاع عن حقوق العمال والنضال النقابي النزيه وكذا الدفاع عن استقرار الوطن وأمنه.
كما جدد وفاء المركزية النقابية لرسالة الشهداء الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استرجاع السيادة الوطنية.
وفي هذا الصدد حث السيد تاقجوت نقابيي الاتحاد إلى الاقتداء بمسيرة الراحل عبد الحق بن حمودة، الذي انتهج – كما قال - أسلوب الحوار واحترام الاختلاف في الآراء»، مذكرا بأن هذا المناضل النقابي سخر حياته من أجل حماية حقوق العمال لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمهنية رغم الظروف الصعبة التي واجهتها الجزائر في ذلك الوقت.
وشدد ذات المسؤول التأكيد على أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين يواصل مسيرته النضالية من أجل تحقيق المزيد من المكتسبات للعمال والمساهمة الفعالة في مواجهة التحديات والرهانات التي تواجهها الجزائر، وقال « لقد أدى الشهيد بن حمودة دورا كبيرا في رفع راية العدالة الاجتماعية وتحقيق مكاسب عمالية مستحقة»، مشددًا على «ضرورة استلهام الأجيال القادمة من إرثه النضالي العظيم».
تجدر الإشارة إلى أن مراسم إحياء هذه الذكرى تميزت بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للفقيد عبد الحق بن حمودة، و قراءة فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة.
ع.أسابع