* الجزائر ترفض استخدام مواطنيها كأداة للضغط ضد بلدهم* هذه التصرفات والممارسات تهين سمعة الحكومة الفرنسية
استدعى كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، السيد سفيان شايب، السفير الفرنسي بالجزائر للتعبير عن احتجاج الحكومة الجزائرية «الشديد» على المعاملة «الاستفزازية» التي يتعرض لها مواطنون جزائريون في مطاري باريس، حسبما أفاد به، أمس الثلاثاء، بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية.
وجاء في البيان: «تسجل الجزائر بانشغال عميق الإفادات المتطابقة لعدد من المواطنين الجزائريين حول المعاملة الاستفزازية والمهينة والتمييزية التي يتعرضون لها من قبل شرطة الحدود في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي».
وأوضح البيان أنه على إثر التأكد من صحة هذه المعلومات، استدعى السيد شايب السفير الفرنسي بالجزائر للتعبير عن «احتجاج الحكومة الجزائرية الشديد على مثل هذه التصرفات غير المقبولة البتة».
«كما أكد رفض الجزائر القاطع لأي مساس، مهما كان نوعه أو شكله، بكرامة مواطنيها أو استخدامهم كأداة للضغط أو الاستفزاز أو الابتزاز ضد بلدهم»، يضيف ذات المصدر.
و»قد طلب كاتب الدولة من السفير إبلاغ حكومته بضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد، وبشكل عاجل، لهذه التصرفات والممارسات غير المقبولة التي تهين سمعة الحكومة الفرنسية في المقام الأول وفي المقام الأخير»، حسب البيان.
وكان مسافرون جزائريون قد عبروا عن استيائهم من المعاملات الغريبة التي أصبحوا يواجهون بها في المطارات الفرنسية، بداية من تقليص شبابيك التصديق على وثائقهم الذي تسبب في وقوفهم في طوابير لفترة تتجاوز فترة الرحلة من الجزائر، فضلا عن تفتيشهم بطرق استفزازية، وفق ما نقلته مصادر إعلامية وطنية عن مسافرين، وهو ما أكدته المعاينات الرسمية، وحسب ذات المصادر الإعلامية فإن هذه المعاملة أثارت استهجان حتى المسافرين غير الجزائريين، وتمت الإشارة إلى أن موظفين في المطارات الفرنسية أبلغوا المسافرين الجزائريين أنهم يطبقون تعليمات صادرة عن وزير الداخلية برونو روتايو الذي يقود حملة مسعورة ضد الجزائر في وسائل الإعلام الفرنسية، وبلغ به الأمر في أحدث تصريح إلى حد المرافعة من أجل اتخاذ إجراءات أسماها بالعقابية ضد الجزائر، وسبق للجزائر أن عبرت عن استيائها من هذه الحملة التي يقودها اليمين المتطرف وأذرعه في الحكومة الفرنسية، في محاولة لتصريف أزمة متعددة الجوانب يترجمها انهيار اقتصادي وتراجع دبلوماسي واحتقان سياسي داخلي جعل الرئيس ماكرون غير قادر على إدارة دفة الحكم، أمام تصاعد الدعوات إلى رحيله وإلى إعادة النظر في الجمهورية الخامسة.
وكالعادة تتحوّل الجزائر إلى موضوع يومي لوسائل إعلام الحقد والكراهية، إلى درجة أن اسم الجزائر أصبح أكثر ترددا على ألسنة المعلقين من اسم فرنسا نفسها. وواضح أن التوجهات السيادية للجزائر وراء هذا التخبط الفرنسي. ع-م