الجمعة 18 أفريل 2025 الموافق لـ 19 شوال 1446
Accueil Top Pub

تنوع كبير في العرض وتنافسية في الأسعار: «الشوروم» تسرق زبائن سوق السيارات بقسنطينة

خطفت صالات عرض السيارات بقسنطينة، قطاعا هاما من زبائن سوق حامة بوزيان في الفترة الأخيرة، بعدما تحولت إلى قبلة مفضلة للراغبين في اقتناء مركبات تكون في حالة جديدة، أو المستوردة من أوروبا والصين ودول الخليج، وقد نجح أصحاب فضاءات العرض المنتشرة عبر ولاية قسنطينة، في مضاعفة الاستقطاب من خلال نشاطهم الترويجي الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وإغراء الزبائن عن طريق عاملي الجودة و السعر والضمان.

روبورتاج: حاتم بن كحول 

تعرف فضاءات عرض السيارات أو « شوروم» بولاية قسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، خاصة الراغبين في اقتناء سيارات جديدة، لعدة اعتبارات أبرزها توفر سيارات أقل من 3 سنوات بقوة، إضافة إلى ضمان الجودة لعدم استعمالها كثيرا عكس المركبات التي تباع في السوق الأسبوعية، إضافة إلى ملاءمة الأسعار مقارنة بما هو معتمد من طرف السماسرة، وحتى المواطنين الذين يقومون بعرض سياراتهم للبيع عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
أسطول من الماركات متعددة المزايا والطراز
ومع أن صالات عرض السيارات، موضة جديدة نوعا ما في قسنطينة وعلى المستوى الوطني عموما، إلا أن أصحابها تمكنوا من جذب الزبائن بعدة طرق، أبرزها استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تعج بفيديوهات ترويجية لأنواع المركبات مع ذكر مزاياها والمسافة المقطوعة، والأسعار لإغراء الزبون.
تنقلت النصر ، إلى بعض الفضاءات المنتشرة عبر الولاية، وكانت الانطلاقة من حي بكيرة الذي يضم أكبر عدد منها، وعند الوصول إلى أول «شوروم»، لاحظنا أسطولا من المركبات الجديدة والفاخرة لا يمكن مقاومة جاذبيته.
استغل صاحب الصالة مساحة واسعة مقابلة للبناية الرئيسية، لعرض بعض السيارات، فيما عرض مجموعة أخرى على مستوى ساحة محاذية للصالحة، ومجموعة ثالثة داخل القاعة، وشد انتباهنا أنه تعمد ركن السيارات بجانب بعضها دون ترك مسافات كبيرة شاغرة لضمان استيعاب ذلك الكم الهائل من المركبات.
ووقفت النصر، على توفر كل علامات المركبات تقريبا، وبكل الألوان والمزايا، على غرار المركبات الألمانية، والفرنسية والصينية، مع تزويد الزجاج الأمامي لكل مركبة بورقة عليها كل المعلومات حول نوع السيارة وسعة ونوع وقوة محركها، وأجزائها الخاضعة للإصلاح، وسعر البيع، وهو ما يسهل على الزبون مهمة الاختيار.
من 300 مليون إلى مليار سنتيم وأكثر
توفرت في الفضاء مجموعة كبيرة من السيارات الأكثر شعبية بين الجزائريين، أو التي يمكن القول أن سعرها في المتناول على غرار «داسيا دوستر»، و«بيجو 308»، و «بيجو 208»، إلى جانب «كليو 4 جيتي لاين»، و«كليو 5»، و«بيجو 508»، «سيات أرونا» وغيرها من المركبات التي يتراوح سعرها ما بين 300 إلى 450 مليون سنتيم.
استغل صاحب «الشوروم»، الساحة الرئيسية لعرض المركبات الفخمة التي يتراوح سعرها ما بين 780 مليون سنتيم و مليار و400 مليون سنتيم، وجلها علامات ألمانية، على غرار «فولكسفاغن»، و«أودي»، و«بي آم دابليو»، و«مرسيدس».
تزامنت جولتنا في القاعة مع وجود زبائن كانوا بصدد إكمال إجراءات اقتناء سيارة صينية من نوع «جيتور»، فيما عجت مساحة العرض الخارجية بزبائن كانوا يتفقدون السيارات ويطلعون على البطاقات التقنية الخاصة بها.
لاحظنا في ثاني فضاء عرض بنفس المنطقة، أن جل الزبائن يتوجهون مباشرة إلى السيارات أقل من 3 سنوات، والقادمة من فرنسا وألمانيا، ويسألون إن كانت بطاقتها الرمادية جاهزة، أو تتوفر على ملف يمكن من استخراج البطاقة في زمن معين. وكان إقبال أغلب الزبائن على السيارات التي تتوفر على بطاقة رمادية، لضمان سهولة الاكتتاب وتحويل ملكيتها إلى المشتري بشكل قانوني ورسمي.
قضينا قرابة نصف ساعة نتفقد الحركية في المكان، فتفطن صاحب الصالة للأمر، سألنا عن حاجتنا فتظاهرنا بالاهتمام بشراء سيارة معينة، حينها حيانا بحفاوة وأجاب عن كل استفساراتنا، بل وراح يعرض علينا بعض السيارات مخفضا جزءا كبيرا من قيمتها إلى غاية 50 مليون سنتيم، وهو ما كان يقوم به مع الزبائن الذين تظهر عليهم الجدية في اقتناء سيارة.
الغش في الأسواق أنعش نشاط «الشوروم»
بينت مقارنة بسيطة بين سعر السوق الأسبوعية، والسعر في فضاءات البيع، فارقا معتبرا في حجم التداول، مع أفضلية واضحة للشوروم، أين تتوفر الجودة والضمانة.
قال زبون، إنه يفضل قاعات العرض لأنها تعتمد أسعارا مقبولة مقارنة بنوعية وجودة المركبة المعروضة للبيع، كما تمنح عملية اقتناء سيارة من «شوروم» طمأنينة أكبر، خاصة وأن البائع يملك مقرا ثابتا ويمارس نشاطه وفق القانون، إضافة إلى أنه في حالة حدوث أي عطب في السيارة، أو مشاكل في الوثائق، فإن هناك جهة يمكن الرجوع إليها، عكس السوق أين تسجل حالات تحايل و غش كثيرة، كما أن عديد عمليات البيع تتم عن طريق سماسرة.
ناهيك عن أن المشتري هنا يتحمل وحده أعباء معاينة هيكل ومحرك السيارة و باقي إجراءات الاكتتاب.
ويضيف زبون آخر، أن السوق الأسبوعية ليست مضمونة وأنه يخاف من التعرض للسرقة أو الاعتداء، وقد يحدث أن يقع ضحية تحايل خاصة وأن جل الزبائن يضطرون للتوجه رفقة الباعة إلى مقرات سكناهم لأجل دفع ثمن المركبة و الاكتتاب، علما أن حوالي 70 بالمائة من الباعة يقطنون خارج ولاية قسنطينة وهو ما يعرض الإنسان لخطر العصابات.
مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الزبائن
يلجأ أصحاب صالات العرض إلى مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل استقطاب الزبائن، ما اختصر الطريق بين الطرفين، خاصة وأن البائع يقدم كل المعلومات المتعلقة بالسيارة سواء سنة الصنع، أو النوع أو قوة المحرك، ويذكر مختلف المزايا والسعر كذلك، وهو ما يصب في صالح الزبون الذي يمكنه تحديد نوع السيارة التي يرغب فيها بعد تكوين فكرة عامة عن حالتها وسعر البيع، فيتوجه مباشرة نحو الصالة لمعاينة السيارة عن قرب والتفاوض حول السعر.
منافسة كبيرة بين أصحاب «الشوروم» في قسنطينة، تشهدها المواقع، مع اعتماد تخفيضات تتراوح ما بين 5 إلى 20 مليون سنتيم بالنسبة للمركبات التي يفوق سعرها 300 مليون سنتيم.
ويكشف أصحاب صالات العرض كل المعلومات الخاصة بأزيد من 50 سيارة معروضة للبيع، ومختلف الأنواع والعلامات والأصناف، وجلها مستوردة من أوروبا أو الصين أو ليبيا، خاصة وأن أصحابها استفادوا من إجراء استيراد السيارات أقل من 3 سنوات، وهي السبيل الوحيد لعشاق السيارات الجديدة حاليا.
كما يتيح الباعة فرصة التعرف على كل ما هو جديد عبر الفيديوهات التي تنشر تقريبا مرتين في الأسبوع، ما يسهل على الزبائن استكشاف واقع السوق.
توفر مختلف الخدمات من بيع وشراء ومبادلة
ويوفر أصحاب صالات العرض، عدة خدمات تمكن الزبون من تغيير مركبته، سواء من خلال اقتناء سيارات من الخارج ومن ثم إعادة بيعها مع ضمان هامش ربح معتبر، أو شراء سيارات من مواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عرضها عليهم بمقر «الشوروم».
وغالبا ما يعرضون أسعارا أقل من تلك المعتمدة في السوق، من أجل ضمان هامش ربح كبير، كما يقترحون على بعض الزبائن تبادل سيارة بأخرى، مع اشتراط زيادة مالية في حال ما إذا رغب الزبون في امتلاك مركبة أكثر حداثة وتطورا.
ويقوم البعض منهم بعرض سيارات خاصة لبيعها مع رفع السعر مقارنة بما يطلبه أصحابها وبالتالي الحصول على هامش ربح بكل سهولة ودون تكبد عناء البحث عن مركبات جديدة وبأسعار تنافسية، ويكفي فقط تنظيف المركبة وتصوير فيديو جيد لعرضه على الزبائن من أجل بيعها.
إقبال كبير من الزبائن وأسبوع كاف لبيع أي سيارة
محطتنا الثالثة في جولتنا، كانت «شوروم» يقع داخل محطة البنزين بالطريق الرابط بين حي بكيرة ووسط مدينة قسنطينة، أين وقفنا على وفرة علامات مختلفة من سيارات ألمانية ويابانية وفرنسية، كما كان العرض أكثر تنوعا لتواجد سيارات يعود تاريخ صنعها إلى 2015 و2016 وصولا إلى سنة 2024، عكس الصالة الأولى التي لا تعرض سوى المركبات أقل من 3 سنوات.
تظاهرنا أننا بصدد اختيار سيارة معينة، ما جعل صاحب «الشوروم» يقدم بعض الاقتراحات عارضا تخفيضات مغرية ، فيما كان شريكه منهمكا بقبض ثمن مركبة تم بيعها للتو، وانشغل الثالث بغسل السيارات وتلميعها من أجل إظهارها بأفضل حلة لإغراء الزبون، وهو ما تحقق فعليا بالنظر إلى حجم الإقبال الكبير على المكان.
عدنا صبيحة اليوم الموالي، لنجد أن حظيرة السيارات تغيرت، بعد أن تدعّمت بمركبات جديدة، فيما لم يظهر أثر لأخرى عرضت قبل يوم فقط، ليرد علينا صاحب الصالة أن السيارات المعنية بيعت، وبأنه جلب أخرى بغية بيعها، ليقوم مجددا بعرضها علينا، خاصة وأنه أصبح متأكدا من أننا نرغب بجدية في شراء سيارة بعد عودتنا لثاني مرة، اقترحنا عليه تبادل السيارات فرد بالموافقة مباشرة، مع ذلك فقد قيم المركبة التي عرضناها عليه بسعر أقل من المتداول في السوق.
كما حاول البائع إغراءنا باقتناء سيارة حديثة وعصرية من صنع ياباني، متعمدا تشغيل أضوائها القوية «لاد» و«قزينو»، كما هم يقوم بفتح السيارة لمعاينتها من الداخل مباشرة بعد سؤالنا عن سعرها، وشرع في ذكر المزايا والمواصفات، التي تتوفر غالبا في كل المركبات الجديدة المصنعة قبل 3 سنوات.
كانت طريقته للإقناع هي التأكيد على توفر البطاقة الرمادية للسيارة مرددا «كارت قريز صافية»، وذلك بالنسبة للسيارات المستوردة أقل من 3 سنوات، فيما كرر مرارا عبارة «دوصي» بالنسبة لسيارات أخرى، موضحا أنها مزودة بملف يدفع بعد فترة زمنية لمصالح البلدية من أجل استخراج البطاقة الرمادية، وهي صيغة عادة ما ينفر منها الزبائن.
شهدنا وصول زبائن من ولاية سكيكدة أثناء تواجدنا في هذه الصالة، اختاروا سيارة من نوع «بيجو 208»، فاتصل صاحب «شوروم» بمالك السيارة مباشرة، لتحديد موعد للاكتتاب مع الزبائن، خاصة وأن أصحاب صالات العرض، لا يقومون بتحويل ملكية المركبة إليهم بل يختصرون الطريق ويحولون العملية مباشرة بين الزبون ومالك السيارة، لأنهم يعلمون جيدا أن فترة تواجدها في الحظيرة لن تزيد عن أسبوع، رغم الارتفاع الجنوني لأسعار المركبات.
يذكر أن قسنطينة، تعد من أبرز الولايات التي تتوفر على صالات عرض السيارات على المستوى الوطني، من خلال انتشار الكثير منها بعلي منجلي، والمنطقة الصناعية بالما، وعين سمارة، والخروب، وبكيرة وغيرها. وهي فضاءات باتت مشهورة وذات سمعة تنافسية كونها توفر في الغالب ماركات نادرة وغير متاحة رغم تميز بعض الولايات الأخرى على غرار تيزي وزو والعاصمة ووادي زناتي بولاية قالمة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com