لم تلجم تصريحات «التهدئة» التي أطلقها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وزير داخليته برونو روتايو، حيث استأنف أمس حملته اليومية المسعورة على الجزائر، حيث لوح في تصريح لصحيفة لوفيغارو بمراجعة اتفاقيات 68 في حال لم تستجب الجزائر، مقدما لائحة مؤاخذات على الجزائر ومنها «حذف تعليم الفرنسية وإقرار الانجليزية في التعليم الابتدائي وإضافة مقطع معاد جدا لفرنسا في النشيد الوطني سنة 2023»، في تدخل سافر في شأن يخص الجزائريين دون سواهم، بغض النظر عن عدم صحة ما أورده في تصريحه، وهو سلوك لا يليق بحامل حقيبة ثقيلة كحقيبة الداخلية في بلد كفرنسا.
وتأتي تصريحات روتايو على بعد يومين من تصريحات للرئيس الفرنسي خلال زيارته للبرتغال واستنكر فيها محاولا تسييس العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر، والتي جاءت غداة إطلاق رئيس الوزراء فرانسوا بايرو إنذارات وتهديدات حاول الرئيس ايمانويل ماكرون التهدئة والتخفيف من التوترات التي تشوب العلاقات الجزائرية-الفرنسية, غير أن هذه المحاولة لم تصمد أمام تحامل وزير داخليته الذي يبدو انه جعل من معاداة الجزائر والحقد عليها برنامجا سياسيا يستخدمه في «صعوده» هو الطامح إلى ترؤس حزب الجمهوريين، تمهيدا للترشح للرئاسيات القادمة، واضح أن هوسه باستطلاعات الرأي جعله يقف في مقدمة جبهة متشددة معادية للجزائر.
وقد تزامنت تصريحات روتايو، مع نشر جريدة لا تريبيون لوثيقة أعدتها مصالح الداخلية الفرنسية وعرضت في الاجتماع الوزاري المخصص للهجرة الأسبوع الماضي، وهي وثيقة تبنى رئيس الوزراء مضامانيها المتشددة تجاه الجزائر، وبحسب ما تضمنته الوثيقة فإن روتايو يقترح معاقبة شركات جزائرية تنشط في فرنسا.
واعتبرت وكالة الانباء الجزائرية في تعليق لها أمس أنه عندما يريد الرئيس ماكرون التهدئة, يقوم روتايو بتغذية التصعيد, وقدمت الوكالة بما كان عليه الحال أمس الأول لما تم منع زوجة سفير جزائري يزاول مهامه من دخول التراب الفرنسي على الرغم من توفرها على كل شروط التأمين والإيواء والموارد المالية.
وشدّدت وكالة الأنباء على أن هذه الاستفزازات لن تبقى دون رد من قبل الجزائرنمضيفة انها «استفزازات تعكس بشكل جلي أقصى درجات الحقد والكراهية والرفض التي يمكن أن يبلغها صاحبها».
مشيرة إلى أن الجزائر ستتمكن من رفع التحديات التي يتوهم توجيهها إليها, والتي اعتبرتها علامات انحطاط يعبر بها الوزير عن فرنسا نفسها.
وتصاحب تكالب روتايو اليومي على الجزائر، حملة إعلامية ممنهجة ضد الجزائر تقودها قنوات وصحف سقطت في أيدي رجال الأعمال وتحولت إلى منصات دعاية للوبيات متنفذة في فرنسا.
ع-ع