وزير الصناعة الصيدلانية من قسنطينة: صيدال ستشرع في إنتاج وتسويق أقلام الأنسولين قبل انقضاء رمضان

أكد أمس الثلاثاء، وزير الصناعة الصيدلانية وسيم قويدري من قسنطينة، أن نسبة تغطية الحاجيات الوطنية من الأدوية المنتجة محليا يقدر بأزيد من 76 بالمئة بينما ماتزال الجزائر تعتمد على الاستيراد في الحصول على المستلزمات الطبية ، كما كشف عن شروع مؤسسة صيدال « وحدة قسنطينة» في إنتاج وتسويق أقلام الأنسولين قبل انقضاء رمضان الجاري.
وأفاد وزير الصناعات الصيدلانية في زيارة عمل وتفقد قادته إلى ولاية قسنطينة، بأن قطاع الصناعة الصيدلانية في الجزائر يشهد تطورا ملحوظًا في مجال إنتاج الأدوية في السنوات الأخيرة، حيث بلغت نسبة تغطية الحاجيات الوطنية 76.8 بالمئة وهو رقم معتبر جدا ، بحسب تأكيد عضو الحكومة، مشيرا إلى أن الجزائر لا تزال تعتمد على الاستيراد في المستلزمات الطبية بشكل كلي ، إذ أن الدولة تعمل على تشجيع المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين لدخول هذا المجال بهدف تقليل فاتورة الاستيراد وخلق ديناميكية جديدة في القطاع، كما أبرز بأن الجزائر تُعد من بين الدول الرائدة في تلبية احتياجاتها الدوائية من خلال إنتاجها الوطني.
وأشار السيد قويدري، في ندوة صحفية بشركة صيدال بالمنطقة الصناعية بالما، إلى أن ولاية قسنطينة تُعتبر قطبا رائدا في مجال الصناعة الصيدلانية، مبرزا أن إنتاج أقلام الأنسولين وتسويقها سيتم قبل نهاية شهر رمضان من طرف مؤسسة صيدال وحدة قسنطينة، مما سيمكن، وفق المتحدث، الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال مستقبلا، وأضاف أيضا أن هناك عدة مستثمرين خواص يعتزمون دخول السوق الوطنية للمساهمة في إنتاج الأنسولين، بما يعزز قدرة الجزائر على تلبية الطلب المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وفيما يتعلق بتصدير الأدوية، أوضح الوزير، أن الوزارة تعمل حاليا على الحصول على شهادة M3 من منظمة الصحة العالمية، والتي من المتوقع أن يتم منحها في شهر سبتمبر المقبل، ما سيفتح آفاقا جديدة لتصدير الأدوية الجزائرية نحو الأسواق الأفريقية والعالمية، كما ستستفيد المؤسسات الخاصة، كما أكد، من هذا الإجراء الذي يعزز مكانة الصناعة الصيدلانية الجزائرية على المستوى الدولي.
من جهته، أكد الرئيس المدير العام لمؤسسة صيدال، السيد قريمس عبد الواحد في تصريح للنصر، أن المؤسسة تستعد لإطلاق إنتاج وتسويق أقلام الأنسولين قبل نهاية شهر رمضان، مؤكدا أن صيدال قادرة على تلبية مختلف احتياجات المرضى في الجزائر وتوفير المنتجات الصيدلانية بجودة عالية، مضيفا أن الشركة قادرة على إنتاج أي كميات يطلبها السوق قبل أن يؤكد بأن الأنسولين الذي ستنتجه المؤسسة سيكون محل طلب من المرضى.
و تفقد وزير الصناعة الصيدلانية عددا من المشاريع التابعة للقطاع، حيث استهل جولته بزيارة مصنع «بيوغالينيك» للأدوية بمنطقة النشاطات زيغود يوسف، والذي يوظف 820 عاملا ويضم عدة خطوط إنتاج للأدوية السائلة والصلبة، حيث يعد المصنع أول مصدر للأدوية الجزائرية نحو دولة السنغال منذ عام 2020، حيث تم تصدير 50 ألف علبة دواء، فيما يسعى لرفع حجم التصدير إلى 420 ألف علبة بحلول عام 2025.
وعاين عضو الحكومة أيضا، الوحدة الجديدة التابعة لنفس الشركة، والمتخصصة في إنتاج الأدوية البيولوجية المماثلة بالنمط الكامل انطلاقا من المواد الأولية، وهي أدوية موجهة لعلاج أمراض مختلفة، إضافة إلى سوائل ومعلقات للاستنشاق لعلاج أمراض الجهاز التنفسي، حيث يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الأمن الصحي الوطني عبر إنتاج أدوية ذات قيمة مضافة كانت تستورد سابقًا بصفة حصرية، مما سيساهم في تقليص التبعية للخارج وتعزيز السيادة الدوائية للجزائر.
ووقف الوزير، على نشاط المخبر الجهوي العمومي لمراقبة المنتجات الصيدلانية بالمقاطعة الإدارية علي منجلي «يحيى قيدوم»، إذ يعد امتدادا للوكالة الوطنية للمنتجات الصيدلانية، حيث تضطلع هذه الهيئة بدور محوري في مرافقة المؤسسات الصيدلانية عبر تسجيل الأدوية ومنحها شهادات المطابقة اللازمة لدخول السوق بصفة قانونية، ما يسهم في تسهيل الإجراءات على مستوى 16 ولاية بشرق البلاد، دون الحاجة إلى التنقل إلى العاصمة. ويعتبر المخبر الجهوي لمراقبة المنتجات الصيدلانية، وفق العرض المقدم، صرحا علميا معتمدا على المستوى الوطني، إذ يستقبل الطلبة والباحثين ويساهم في دعم الدراسات الأكاديمية والتطبيقية، كما يلتزم بتطبيق توجيهات وزارة الصناعة الصيدلانية لضمان جودة وسلامة الأدوية، فيما عاين السيد قويدري نشاطات المخبر كما تم استعراض أحدث الأجهزة التكنولوجية المستخدمة في مراقبة واختبار الأدوية المنتجة، إضافة إلى متابعة ظروف الحفظ والتخزين بالتنسيق مع المتعاملين الصيدلانيين، لضمان الامتثال للمعايير الصيدلانية الصارمة.
وفي زيارته لمصنع الاتحاد الصيدلاني القسنطيني» «UPC» بالمنطقة الصناعية بالما، وجه الوزير تعليمات بضرورة تسريع التحول في الإنتاج وكذا اكتساب التكنولوجيا في آجال سريعة، وذلك بالنظر للتحولات المتسارعة والمتطورة في مجال صناعة وإنتاج الأدوية ، حيث قال بأنه وفي فترة قياسية تظهر أدوية وتختفي أخرى ولهذا فقد وجد مواكبة المستجدات في سوق الدواء العالمي، كما تجدر الإشارة إلى أن الشركة تعتزم فتح وحدات إنتاجية جديدة قبل الثلاثي الأخير من العام الجاري.
لقمان قوادري