* الحملة محاولة للتغطية على أزمة عميقة وهروب إلى الأمام
اعتبر خبراء ومحللون، أمس، أن العداء للجزائر، أصبح عقيدة لدى صانعي القرار في فرنسا، في ظل عملية تصعيد منظمة و ممنهجة تقوم بها عدة جهات في هذا البلد، تحاول الاستثمار في الأزمة التي تشهدها العلاقات و تعميق الفجوة بين الجزائر وفرنسا وأوضحوا في هذا السياق، أن فرنسا تعيش أزمة عميقة في بعدها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وهي تمارس سياسة الهروب إلى الأمام لتغطية العجز ويرون أن التصعيد الفرنسي المستمر، دليل على الفشل الفرنسي وغياب أي عقلانية في تسيير العلاقات، في المقابل تبقى الجزائر واقفة بثبات و بعزة وكرامة، لذلك ما على الطرف الفرنسي، إلا أن يعيد حساباته.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية البروفيسور إدريس عطية في تصريح للنصر، أمس، أن العداء للجزائر، أصبح عقيدة لدى صانعي القرار في فرنسا ، خاصة أن سياسات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أوصلت اليمين المتطرف الفرنسي إلى مراحل متقدمة.
وأضاف في نفس الإطار، أن اليمين المتطرف، يضع اليوم برنامجه الانتخابي المسبق للانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة2027 ، وهو العداء للجزائر ومحاولة التضييق على الجالية الجزائرية في فرنسا، إلى جانب العديد من الإجراءات الاستفزازية.
ويرى المتدخل، أن الرئيس الفرنسي، يريد أن يستغل هذه الأزمة، لتبييض صورته، والاستثمار فيها لإعطاء صورة جديدة لنفسه داخل الأوساط الأوروبية و داخل فرنسا تحديدا ، خاصة وأنه فقد الرأي العام الفرنسي، إلى جانب أنه يريد أن يغطي على حالة الفشل السياسي والأزمة السياسية المرتبطة بشرعية الحكومة الفرنسية الحالية والتضارب الواضح في البرلمان الفرنسي.
واعتبر البروفيسور إدريس عطية، أن كل هذه النقاط، تجعل من فرنسا العميقة، تحاول أن تمارس سياسة الهروب إلى الأمام لتغطية العجز البنيوي المرتبط بإشكالية التوازن بين السياسة الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف في السياق ذاته، أن فرنسا تعيش أزمة عميقة في بعدها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وأن الجميع اليوم يريد أن يشيطن الجزائر وأن يجعل من العداء للجزائر كمشروع يبني مستقبله السياسي، خاصة عندما نشهد التناقض الحاد بين وزير الداخلية الفرنسي وبين رئيس الحكومة وحتى الرئيس الفرنسي، ناهيك عن الغياب الكامل لوزير الخارجية الفرنسي.
وأضاف المتحدث، أن هناك العديد من العقلاء في فرنسا الذين يرمون بثقلهم من أجل أن تكون علاقة متوازنة بين الجزائر وفرنسا، معتبرا أن الإليزيه، ضحية لليمين المتطرف الذي يريد أن يبث كل سمومه في العلاقات الجزائرية الفرنسية ويسمم هذه العلاقات ويؤزمها إلى أبعد الحدود بشكل لا يسمح مستقبلا لترميم هذه العلاقات أو إعادة بنائها بشكل جيد ومتوازن يسمح للبلدين بالنظر إلى المستقبل بنظرة متأنية ووازنة.
من جهة أخرى، ذكر المتحدث، أن كل البيانات الصادرة عن السلطات الجزائرية و الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية، كلها كانت بيانات عقلانية وتدعو دائما إلى التهدئة، مع رفض الجزائر لمنطق التهديد والمهل، لافتا إلى أن من حقوق الجزائر السيادية، أن تدافع عن نفسها وأن ترد بالمثل على هذه السياسة الفرنسية الخطيرة.
من جهة أخرى ذكر المتدخل، أن بعض وسائل الإعلام الفرنسي العمومية، تقع في نفس الخطأ والمنزلق الذي وقعت فيه وسائل الإعلام الخاصة الفرنسية والتي مارست الشيطنة.
و من جانبه، اعتبر أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الجلفة البروفيسور بن شريط عبد الرحمان، في تصريح للنصر، أمس، أن هناك عملية تصعيد منظمة وممنهجة تقوم بها جهات مختلفة في فرنسا، لافتا في هذا الإطار إلى أن السلطة الفرنسية والأحزاب التي تدور في فلكها، تحاول الاستثمار في الأزمة التي تشهدها العلاقات وتعميق الفجوة بين الجزائر وفرنسا ومحاولة توظيف هذه الحالة وتضخيمها والزيادة من حدتها لأغراض وأهداف مستقبلية.
وأضاف أن الهيستيريا الفرنسية، كان من المفروض، أن يتم تطويقها من خلال طرح المسألة للنقاش بين الدولتين في إطار منظم، لكن الرئيس الفرنسي يريد أن تستمر هذه الحملة المسعورة ضد الجزائر، حيث لم يقدم أي استعداد أو رغبة في احتواء الأزمة وكان باستطاعته أن يفعل ذلك ولم يستمع حتى إلى الأصوات العاقلة والمعتدلة الفرنسية التي حذرت من هذا التكالب المسعور على الجزائر.
واعتبر المحلل السياسي، أن التصعيد الفرنسي المستمر، دليل على الفشل الفرنسي وغياب أي عقلانية في تسيير العلاقات الجزائرية الفرنسية وضعف للرئيس ماكرون أمام هذه الأحزاب المتطرفة.
و أشار إلى أن الجزائر، تبقى الشماعة التي تعلق عليها فرنسا فشلها و انهيارها الدبلوماسي.
من جهة أخرى، أكد أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الجلفة البروفيسور بن شريط عبد الرحمان، أن رد الفعل الجزائري أمام هذه الحملة العدائية المتواصلة هو رد فعل دولة سيدة تثق في قوتها وحقها وتاريخها ولم تتراجع قيد أنملة وهذا ما أدى إلى اشتعال حدة الحقد الفرنسي وهذا درس لفرنسا حتى تعيد النظر في علاقاتها مع الجزائر، إذا كانت تريد أن تغير من لهجتها وألفاظها التي تستعملها في وسائل الإعلام.
وأضاف في هذا الصدد ، أن الكرة في المرمى الفرنسي والجزائر ما زالت واقفة بثبات وستبقى واقفة بعزة وكرامة وما على الطرف الفرنسي إلا أن يعيد حساباته وأن يدرك أن الوقت قد تغير ، لافتا إلى أن فرنسا تعيش حاليا حالة مهزلة سياسية وحالة انهيار أخلاقي وفكري وتناقض مع قيمها، وغيرها من الأفكار التي تتبجح بها الجمهورية الفرنسية، لذلك يجب أن تتصالح مع نفسها حتى تتصالح مع غيرها -كما أضاف-.
وأوضح البروفيسور بن شريط عبد الرحمان، أن السقوط الفرنسي بدأ منذ مدة طويلة، حيث كان هناك تدهور في الجمهورية الفرنسية والتي كانت تنسب لنفسها كل قيم العدالة والحرية والديمقراطية وغيرها ولكن تبين مع مرور الوقت أن فرنسا أصبحت غير قادرة على أن تواكب هذه الشعارات بل أنها تعمل ضد توجهاتها وقيمها وتاريخها.
وذكر المتدخل، أن الإعلام الفرنسي، يوجد في مقدمة الهجمة وهو الذي يقود هذه الحملة المسعورة، حيث يجر فرنسا إلى الانهيار، حتى يتمكن من التحكم في دواليب الحكم في فرنسا في ظل الأزمة الحادة الموجودة في فرنسا حاليا والتي أصبحت في قبضة اليمين المتطرف واللوبي الصهيوني.
مراد -ح