عدم تمكين التلميذ من الاختيار و الانتقاد يجعله أرضية خصبة للكراهية و التطرف
صرحت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس الأربعاء بباريس أن السلم و الأمن يعتبران شرطا أساسيا لرفاه الطفل و تربيته.
و في كلمة لها خلال الندوة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» قالت الوزيرة « يعد الشروع في تفكير معمق يعكس انشغالاتنا و انشغالات مجتمعاتنا ضرورة مطلقة حتى نتمكن من إيجاد حلول لمعاناة أطفال العالم على غرار الأطفال السوريين و الصحراويين و التي تستوقف الجميع».
و أضافت بن غبريط أن « السلم و الأمن بجميع البلدان يمثلان شرطا أساسيا لرفاه الأطفال و تربيتهم».
في نفس السياق، تابعت بن غربيط « لقد دفعنا ثمنا باهظا من أجل حريتنا كما واجهنا في سنوات التسعينات الإجرام الإرهابي الذي حاربناه وانتصرنا عليها» مضيفة أنه « بفضل ميثاق السلم و المصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و الذي نحيي هذه السنة ذكراه العاشرة نستطيع اليوم التأكيد على أن التمدرس الذي يعد أحد أهداف ألفية 2015 قد تم بلوغه قبل انتهاء الاستحقاقات التي حددها إعلان الألفية مع احترام المعادلة ذكور-إناث».
و ترى بن غبريط أن « التحديات» الكبرى في مجال التربية « تفرض نفسها اليوم علينا لذا فإننا ملزمون بترقية حس المواطنة و التسامح لدى التلاميذ».
من جهة أخرى صرحت الوزيرة « يتعلق الأمر اليوم بتعليم الأطفال التمييز بين المعلومة الموثوقة والخاطئة (...) و مكافحة اللاتسامح و كل أشكال العنف و التطرف» إضافة إلى روح النقد».
و أردفت الوزيرة « إذا كانت منظومتنا التربوية اليوم لا تزود التلميذ بالوسائل التي تمكنه من الاختيار و الانتقاد فانه سيصبح أرضية خصبة للكراهية و إقصاء الآخر و التطرف».
و يتعلق الأمر على حد قولها بضمان تعليم « نوعي للتلاميذ» لأنه « لا يكفي أن نفتح مدرسة للطفل بل من واجبنا ضمان محتويات تضمن إعداده لمواجهة التحديات».
و أشارت الوزيرة إلى أن انشغال هذه الهيئة الدولية اليوم «يتمثل بطبيعة الحال في التأكد من تمدرس كل أطفال العالم و توفير الشروط الضرورية لتربيتهم في ظروف لائقة» مبرزة دور الجزائر في هذا المجال و تكريس حق التعليم في الجزائر.
و فيما يتعلق بالتراث الثقافي الذي «تقوم عليه هويتنا» أكدت بن غبريط دعمها للمديرة العامة لليونسكو التي أعربت عن انشغالها حيال تصاعد أعمال العنف التي تستهدف المواقع الثقافية و الدينية في الشرق الأوسط لاسيما تلك المصنفة ضمن التراث العالمي.
و بخصوص الرهانات التي تفرضها التغيرات المناخية أكدت الوزيرة ضرورة الاستعداد لها من خلال «برامج يتعين على الأنظمة التربوية ترقيتها» عبر تثمين التعليم التقني و المهني الذي «أضحى ضروريا مثلما تتجلى ضرورة التحكم في اللغات التي تعد من بين الكفاءات الأساسية للتعليم» و كذا تجديد أنماطنا التعليمية.
ق و