باخرة بنمية وراء انقطاع كابل الانترنيت بعنابة
كشفت نتائج التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات المختصة أن الباخرة البنمية "باوفاسا أسي" هي المتسبب في انقطاع الكابل البحري الخاص بالأنترنيت بين عنابة ومارسيليا في 22 أكتوبر الماضي، فيما قدرت الخسائر التي لحقت بشركة اتصالات الجزائر بـ 100 مليون دينار يوميا، وقد شرعت سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في تعويض الزبائن المتضررين طيلة مدة الانقطاع.
أكّدت وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أول أمس في بيان لها أن النتائج الأولية للتحقيقات التي باشرتها المصالح المختصة في حادثة انقطاع كابل الأنترنيت بين عنابة ومارسيليا في 22 أكتوبر من الشهر الماضي أثبتت أن الباخرة البنمية" باوفاسا أسي" هي السبب وراء ذلك بعد أن رمت مرساتها فوق الكابل.
وعليه يقول بيان الوزارة أن مسؤولية قبطان الباخرة قائمة لأن الأمر يتعلق "بإهمال تطبيق التعليمات البحرية خلال اختيار مكان الرسو"، موضحة أنه سيتم اتخاذ تدابير ضد المسؤولين عن هذا الحادث فور الانتهاء من التحقيق بغرض تعويض الاضرار الناجمة عنه" وقد تضرر كابل الانترنيت بعد رمي مرساة الباخرة عليه بينما تحدد القوانين المعمول بها مكان الرمي.
وكانت الوزارة قد أكدت في وقت سابق أن الخسائر التي تكبدتها مؤسسة "اتصالات الجزائر" جراء الانقطاع في خدمات الأنترنيت بعد انقطاع الكابل قد قدرت بـ 100 مليون دينار في اليوم الواحد، و قد التزمت الشركة في بداية الأمر بتعويض كافة زبائنها عن الضرر الذي لحق بهم طيلة أيام الانقطاع.
بالموازاة مع ظهور النتائج الأولية للتحقيق شرعت سلطة الضبط التابعة للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في متابعة عملية تعويض زبائن شركة "اتصالات الجزائر" عن الاضرار التي لحقت بهم طيلة مدة انقطاع الكابل الناقل لخدمة الانترنيت، وحسب مصدر من سلطة الضبط فإن كل الزبائن الذين كانت اشتراكاتهم سارية خلال مدة الانقطاع عوضوا بتمديد تلقائي لاشتراكهم يعادل مدة الانقطاع أو تدهور خدمة الانترنيت.
أما الذين انتهت مدة اشتراكهم خلال الانقطاع فقد تمت تعبئة حساباتهم مجانا من قبل المتعامل خلال الفترة التي كان من المقرر أن يشتغل فيها حسابهم لولا وقوع الانقطاع.
وحسب مصدر سلطة الضبط كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية فإن عملية تعويض الزبائن التي شرع فيها في الرابع من شهر نوفمبر الجاري كللت بالنجاح وسارت كما يرام والدليل عدم وجود أي شكاوى من قبل الزبائن في هذا الصدد لدى مختلف مصالحها، وكانت السلطة للتذكير قد وضعت عبر موقعها على الانترنيت خانة مخصصة لتلقي شكاوى الزبائن مباشرة بعد وقوع حادثة انقطاع الكابل.
ونشير في هذا الصدد أن مسؤولي اتصالات الجزائر كانوا ومباشرة بعد وقوع الحادث قد طمئنوا جميع الزبائن بأن الضرر الذي لحق بهم جراء انقطاع الكابل سيتم تعويضه بالكامل، وقد دامت مدة الانقطاع ستة أيام كاملة، وبعد تدخل مباشر من الشركة الأم تمكن تقنيون جزائريون وأجانب من إعادة تأهيل كابل الانترنيت الرابط بين عنابة ومارسيليا والذي كان يضمن 81 بالمائة من طاقة الخدمة المتوفرة في الجزائر.
كما سبق وأن أعلنت شركة اتصالات الجزائر أنها اودعت شكوى ضد مجهول لدى محكمة عنابة على اعتبار أن خارطة أسلاك الانترنيت المارة عبر البحار معلومة للجميع وبالتالي فإن التسبب في قطعها لا يمكن أن يصدر إلا بسبب الإهمال.
محمد عدنان