تانزانيا (2) = الجزائر (2)
جانب أمس المنتخب الوطني مهزلة حقيقية في دار السلام، أين افتقدت كتيبة كريستيان غوركوف إلى شخصية وهوية المنتخب المونديالي، نتيجة ظهور دوليينا بأحذية من قطن، في مباراة هامة وحاسمة على درب التأهل إلى الدور التصفوي الأخير من مونديال روسيا، ورغم أن الخطاف لا يصنع الربيع، إلا أن هداف الخضر إسلام سليماني ارتدى جبة المنقذ وأعاد الخضر إلى الحياة، في مباراة شهدت تفوق المنافس على كافة الجوانب، ما عدا في النتيجة الفنية، التي يمكن اعتبارها أفضل ما في لقاء أمس، الذي يعد الأسوأ في حوليات المنتخب في العشرية الأخيرة.
المنتخب الوطني الذي قصد دار السلام بتعداد أعرج نتيجة غياب الثنائي براهيمي و فغولي و بدرجة أقل مصباح و سوداني، و دخل المباراة بأفضلية معنوية بالنظر لعديد المعطيات على رأسها ثراء التعداد بلاعبين محترفين في أكبر النوادي الأوروبية، و خبرة واسعة في الملاعب الإفريقية، فاجأ أمس محبيه والمتتبعين بوجه شاحب، حيث افتقد إلى الرغبة في الفوز وإلى آليات ترويض المنافس على أرضه، حيث عجز مجاني و قديورة و تايدر والبقية عن كسب الصراعات الثنائية وفرض منطقهم، وكذا عن مسايرة الريتم المفروض من قبل منافس تأكد مع تعاقب الدقائق أنه درس منتخبنا جيدا وأعد للقاء بكيفية جيدة، ولولا سذاجة ساماتا و أوليموينغي و فريد موسى وباقي «نجوم» تنزانيا لتلقى منتخبنا خسارة يصعب تداركها بعد ثلاثة أيام في مصطفى تشاكر، على اعتبار أن أخذ الأسبقية في دور تصفوي «مصيري» يلعب على مقابلتين عامل جد مهم في تحديد صاحب تذكرة العبور إلى نظام المجموعات.
وبالعودة إلى مجريات المباراة، فإن الخضر عادوا من بعيد جدا و ظهروا بوجهين متباينين، أول بعيد جدا عن الآمال وعن مستوى منتخب مونديالي يطمح للمشاركة لثالث مرة تواليا، حيث استسلم منتخبنا للمنافس الذي تحكم في مجريات اللعب بالطول والعرض، وخلق كما هائلا من الفرص التي لو أستغل نصفها لتلقى الخضر أثقل هزيمة في السنوات الأخيرة، حيث ظهر المنتخب تائها ومتباعد الخطوط، ومنهارا من جميع النواحي البدنية والفنية والتكتيكية وباستثناء رايس وهاب مبولحي الذي أجهض عدة كرات ساخنة والحظ الذي وقف إلى جانبه كما العارضة التي أنابته و كذا تسرع وسذاجة ساماتا و رفاقه لانتهى الشوط الأول بفوز ساحق لأصحاب الأرض الذين بادروا بنقل الكرة والخطر إلى معسكر الخضر منذ الدقيقة الثانية، أين استغل أوليموينغي خطأ في المراقبة على الجهة اليسرى ليمنح زميله ساماتا كرة هدف لحسن الحظ علت المرمى، وذات الخطير أوليموينغي يقود هجوما خاطفا (د08) لكنه أخطأ الإطار، لتنوب العارضة الحارس مبولحي (د21) بصدها صاروخية ساماتا من على مشارف منطقة العمليات، وبعدها بدقيقة واحدة ينقذ مبولحي المنتخب من هدف بعد انفراد مع الخطير ساماتا، الذي عاود الكرة في الدقيقة 33، حيث راوغ حارس الخضر لكن كرته وجدت مجاني الذي أبعدها من على الخط، كما أوقف فريد موسى الأنفاس (د36) بعد انفراد مع مبولحي لكن كرته جانبت القائم بطريقة غريبة، ورغم تحالف الحظ و مبولحي على المنافس لم يفقد الأخير الثقة بالنفس وتمكن من هز شباك مبولحي في الدقيقة 43 عن طريق إلياس ماغوري الذي استغل تواجده دون رقابة في منطقة الستة أمتار ليحرز هدفا سمح للمضيف بالعودة إلى غرف حفظ الملابس على تقدم لا يعكس فيزيونومية اللعب.
وفيما أعطى غوركوف الانطباع مع بداية المرحلة الثانية بأنه درس المنافس وعدل أوتار الخضر، من خلال الزج ببن طالب مكان بلفوضيل وتحرك محرز ورفاقه في العشر دقائق الأولى بالتحكم أفضل في الكرة والتحرك وفق مثلثات، استعاد المنافس زمام الأمور وعمق ساماتا النتيجة بهدف جميل بعد أن راوغ ماندي واستغل « الشارع « الموجود في محور الدفاع ليهز شباك مبولحي، الذي تجنب استعادة الكرة من شباكه للمرة الثالثة (د59) بعد عمل جيد من أوليموينغي الذي تفادى مصيدة التسلل ومنح ساماتا كرة هدف، أودعها الأخير فوق الإطار بطريقة غريبة، وهي الفرصة التي شكلت منعرج اللقاء، حيث أن غوركوف تدارك نفسه بمرور ساعة من اللعب، حيث أن دخول بلقروي في محور الدفاع و تحول مجاني إلى الوسط، أعاد التوازن للتشكيلة الوطنية التي عادت إلى أجواء المباراة بخلقها فرصا محتشمة، لم تشكل أي خطر على المنافس الذي تراجع أداء لاعبيه سيما بعد تمكن سليماني من تذليل الفارق عند الدقيقة 71 بعد تمريرة رائعة من مسلوب، هدف أربك لاعبي تانزانيا وزرع الأمل في نفوس لاعبينا الذين خطفوا هدف التعادل عن طريق «الهداف» سليماني (د75) بعد تمريرة جيدة من محرز في ظهر المدافعين، لينتزع سليماني لوحده هدفين وتعادلا مهما في ظرف أربع دقائق، وأبقى الخضر على قيد الحياة في انتظار موقعة مصطفى تشاكر بعد غد، أين ستكون الأجواء مغايرة، سيما بعد عودة صانع الألعاب براهيمي وتمكن الناخب الوطني من ضبط المنهجية الكفيلة بتخطي عقبة المنافس الذي أبان عن إمكانات لا يستهان بها، ويحتم على غلام ورفاقه استخلاص العبرة من مباراة أمس، لأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة.
نورالدين - ت