الجزائر أكثر متانة اقتصاديا عما كانت عليه خلال انخفاض أسعار المحروقات سنة 1986
أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال، على تكثيف الأعمال الموجهة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج خلال السنوات الأخيرة لضمان حماية مصالحها و توطيد علاقاتها مع وطنها الأم و تجنيد قدراتها العلمية و الاقتصادية خدمة للتنمية الوطنية.
و أوضح سلال في حديث خص به مجلة «سلامة» أن «الأعمال الموجهة للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج شهدت خلال السنوات الأخيرة تكثيفا في أبعادها الثلاثة المتعلقة بحماية مصالحها و توطيد علاقتها مع الوطن الأم و تجنيد قدراتها العلمية و الاقتصادية خدمة للتقدم و التنمية الوطنية».
و أضاف «نحن نحفز الشروع في تنظيم خاص بجاليتنا سيشمل في مرحلة أولى تجمع المقاولين و النخبة العلمية و التقنية الجزائرية بالخارج في شكل جمعيات». و حسب سلال فقد «تم أخذ كل هذه المعايير بعين الاعتبار في تفكيرنا الجاري من أجل انشاء فروع بنكية لفائدة جاليتنا إما من خلال إنشاء مؤسسات مكرسة لذلك أو انشاء فروع لبنوك متواجدة في الجزائر». و أوضح الوزير الأول أن تمركز الجزائريين المقيمين بالخارج لم يعد يقتصر على بلد أو اثنين، مضيفا أن احتياجاتهم في مجال الخدمات المالية (التوفير و عمليات تحويل الأموال العائلية و تمويل المشاريع و القروض) متنوعة.
و بشأن تداعيات تراجع أسعار النفط على الاقتصاد الوطني، اعترف سلال بأن انخفاض أسعار المحروقات أهم من ذلك المسجل سنة 1986 لكنه أوضح أن «الجزائر أكثر متانة اقتصاديا عما كانت عليه خلال هذه الفترة». و أضاف يقول أن «القرارات الاستراتيجية و التاريخية للرئيس بوتفليقة فيما يخص الدفع المسبق للديون و تشكيل احتياطات الصرف تمنح بلدنا هامش تحرك معتبر من أجل استئناف مختلف البرامج التنموية من جهة و الوفاء بالتزامات الدولة في مجال عمليات التحويل الاجتماعية من جهة أخرى».
و ذكر سلال أنه تم الابقاء على المخطط الخماسي 2015-2019 كونه سيسمح بتنويع الاقتصاد الجزائري و توجيهه نحو الانتاج و استحداث الثروة و الشغل الدائم، مضيفا أن الهدف المتوخى يكمن في تحقيق نسبة نمو سنوية تضاهي 7% و الحفاظ على تراجع نسبة البطالة التي انتقلت من 8ر29 % سنة 2000 إلى 8ر9 % في 2014.
الإرهاب أبشع ظاهرة في هذا القرن
و في ردّ عن سؤال حول انعكاسات الإعتداءات الإرهابية الأخيرة بباريس على الحياة اليومية للجالية المسلمة المقيمة بأوروبا، أعرب سلال عن أمله في أن تميز ردود الأفعال حيال هذه الجريمة الشنعاء بين الإرهاب و الإسلام و الإرهاب و الهجرة، مؤكدا أن الإرهاب هو «أبشع ظاهرة في هذا القرن».
كما أكد الوزير الأول أن الطابع العابر للأوطان و تحالفات الإرهاب مع الفروع الإجرامية «قد أضحت اليوم أكيدة و تتطلب تجند الجميع».
و ذكر في هذا السياق، بأن الجزائر بفضل خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب، تدعو إلى مباشرة أعمال منسقة على المستوى العالمي لتجريم تسليح و تمويل الإرهاب لا سيما من خلال دفع الفدية و هي تسعى إلى تسوية حالات النزاعات التي تشهدها البلدان الجارة خاصة في منطقة الساحل». و أضاف في هذا السياق، أن الجزائر تشجع الحوار الشامل و تفرض كقاعدة احترام الشرعية الدولية و الوحدة الترابية للدول التي تشهد نزاعات.
ق و/ وأج