كشف صانع ألعاب المنتخب الأولمبي عبد الرحمان مزيان، بأن تأهلهم إلى أولمبياد «ريو دي جانيرو» رد على من شكك في إمكانات اللاعب المحلي، مشيرا خلال الحوار الذي خص به النصر، بأنه يتشرف باهتمام ناديي مرسيليا ومونبلييه بخدماته، كما تحدث في العديد من الأمور التي تخصه وتخص مستقبله مع الأولمبيين، ستكتشفونها في هذا الحوار الذي خصنا به من داكار.
هل لك أن تعرف الجمهور الرياضي باللاعب مزيان؟
عبد الرحمان مزيان من مواليد 8 مارس 1994 بالمدية. أحمل ألوان اتحاد الجزائر وفق عقد احترافي، وألعب حاليا لأمل الأربعاء في شكل إعارة لمدة سنة واحدة، سأحاول أن أكمل موسمي مع “الفينكينغ»، وبعدها سوف أحدد مستقبلي.
برزت بشكل ملفت وساهمت بفعالية في التأهل إلى الأولمبياد، ما تعليقك؟
لم أكن اللاعب الوحيد الذي برز خلال دورة السنغال، بل جميع العناصر كانت في المستوى، ونجحت في تقديم دورة مميزة مكنتنا من التأهل إلى الأولمبياد بعد 36 سنة من الغياب. لم يكن أحد يؤمن بقدرتنا على التألق في داكار، خاصة في ظل تواجدنا في مجموعة صعبة، تضم كل من نيجيريا ومالي ومصر، غير أننا نجحنا في تجاوز الجميع، وتأهلنا إلى النهائي عن جدارة واستحقاق.
الحظ خانكم في النهائي وخسرتم الكأس لصالح نيجيريا، ما تعليقك؟
تريدون الصراحة كنا ندرك بأننا قادرون على التأهل إلى الأولمبياد، ولكن لا أحد كان يتوقع أن نصل إلى النهائي، ولكن بفضل المجهودات الجبارة لكل العناصر، تأهلنا على حساب جنوب إفريقيا في المربع الذهبي، وقابلنا نيجيريا التي لعبنا معها في الدور الأول. صحيح أنهم ظهروا أحسن منا بفضل تعودهم على الأجواء في إفريقيا، فضلا عن قوتهم البدنية، لكن كنا قادرين أن ننتزع منهم الكأس. المهم بالنسبة لنا أننا كنا في المستوى، وشرفنا الراية الوطنية.
تبدو حزينا لتضييع التاج الإفريقي....
كيف لا أكون حزينا ونحن كنا قريبين جدا من التتويج لولا الحظ الذي خاننا، خاصة في ركلة الجزاء التي لم ننجح في ترجمتها إلى هدف التعادل. صدقني لقد ذرفت الدموع عقب صافرة النهاية رفقة الكثير من زملائي. كنا نريد أن نكون أول منتخب جزائري ينجح في الفوز بنهائيات “الكان» خارج الجزائر، ولكن الأمور لم تسر معنا كما نريد، وبالمناسبة أهنئ المنتخب النيجيري على التتويج.
وما سر ظهوركم القوي في دورة السنغال رغم أن لا أحد رشحكم لتجاوز الدور الأول؟
لا يوجد أي سر. كل ما في الأمر أننا آمنا بحظوظنا منذ أن كنا نحضر في الجزائر، نمتلك مجموعة متميزة تلعب مع بعضها البعض منذ عدة سنوات، ميزتها التناغم والانسجام، بالنظر إلى أن غالبية العناصر متواجدة جنبا إلى جنب في كافة الفئات. لقد كانت روح المجموعة سر قوتنا خلال هذه الدورة، ونتمنى أن نحافظ على نفس الروح تحسبا للمواعيد المقبلة، وأعني بالذكر أولمبياد ريو دي جانيرو.
ماذا عن دور المدرب شورمان؟
تريدون الصراحة هذا المدرب هو صاحب الفضل في وصولنا إلى نهائي كأس أمم إفريقيا 2015، من خلال العمل الكبير الذي قام به منذ توليه زمام العارضة الفنية للمنتخب الأولمبي. لقد برمج لنا العديد من التربصات، ونجح في منحنا الثقة بالنفس، كما أن أسلوبه التكتيكي كان وراء تأهلنا إلى الأولمبياد، رغم أن لا أحد رشحنا لذلك، حيث فزنا على كل من مالي وجنوب إفريقيا بفضل الخطة والإستراتيجية التي انتهجها. صدقوني هذا أحسن مدرب عملت معه في مشواري الكروي، وأتمنى أن يظل مع الأولمبيين لفترة طويلة لأنه قادر على تقديم المساعدة للكرة الجزائرية.
تألقكم أعاد القيمة للاعب المحلي، ما رأيك؟
لقد أثبتنا بأن اللاعب المحلي قادر على حمل ألوان المنتخب الوطني، فهو يمتلك الإمكانات من أجل الاحتراف بأوروبا، يجب أن يحظى بالثقة والمساعدة لتفجير مواهبه وإمكاناته. صدقني هناك العديد من الأمثلة لتألق المحليين سواء مع الخضر أو في أوروبا، على غرار سليماني وسوداني، ونحن في المنتخب الأولمبي نعتبر هذان اللاعبان مثالا يقتدى به، ونسعى جاهدين لأن ننهج نهجهما.
على ذكر الاحتراف هناك حديث عن اهتمام بعض النوادي الأوربية بخدماتك، رفقة بعض الأسماء في المنتخب، ما تعليقك؟
صحيح كنا مركزين على دورة السنغال، ولم نكن نهتم للأخبار الكثيرة التي تصلنا من هنا وهناك، ولكن هناك من أخبرني باهتمام بعض النوادي الأوربية بخدماتي، كناديي مرسيليا ومونبلييه الفرنسيين. صدقوني مثل هذه الأخبار تسعدني كثيرا، وتحفزني على مواصلة العمل بجدية أكبر، من أجل الوصول إلى هدفي المتمثل في الاحتراف بأوربا.
هل أنت مستعد للاحتراف الأوروبي؟
لا أريد أن استبق الأحداث، ولكن الحديث عن اهتمام بعض النوادي الأوربية بخدماتك يجعلك في قمة السعادة. أنا مرتبط بعقد احترافي مع إتحاد العاصمة، وأنشط في الوقت الحالي مع أمل الأربعاء. سأحاول أن أشرف عقدي مع “الفينكينغ»، وعند نهاية الموسم سأحدد مستقبلي، خاصة وأنني مقبل على المشاركة في ثاني أكبر تظاهرة كروية بعد نهائيات كأس العالم، ويتعلق الأمر بالأولمبياد التي هي حلم أي لاعب في العالم.
إذا أنت تنتظر بشغف كبير أولمبياد “ريو”...
بطبيعة الحال نحن متلهفون للغاية من أجل المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو الصيف القادم، سأحاول أن أكون في قمة مستوياتي الفنية والبدنية عند نهاية الموسم حتى أحظى بثقة الناخب الوطني بيار شورمان، الذي يصر على مشاركة اللاعبين مع أنديتهم بانتظام. الأولمبياد سيكون موعدا هاما بالنسبة لنا، وسنسعى للتألق، والظهور بذات المستويات التي أبنا عنها في دورة السنغال.
هناك حديث عن إمكانية تدعيم الأولمبيين بعناصر من المنتخب الأول، مثل محرز وبراهيمي وسليماني، فما رأيكم في الموضوع؟
هذه الأمور ليست من صلاحياتي، فهي من مهام الناخب الوطني والفاف. أعتقد بأن تواجد أسماء كمحرز وبراهيمي وسليماني معنا في الأولمبياد سيمنحنا القوة، وسيزيد من حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني، كل هذه الأمور مؤجلة إلى غاية نهاية الموسم، وعندها سيتم التعرف على القائمة التي سيكون لها شرف تمثيل الجزائر في هذا المحفل الكروي الكبير.
الأولمبياد فرصتكم للاحتراف وتعزيز فرصكم في التواجد مستقبلا مع المنتخب الأول؟
أجل الأولمبياد ستكون تحت أنظار العديد من المناجرة، وهي فرصة سانحة من أجل الظفر بعقد احترافي في أوروبا، لدينا الرغبة في التطور، وسنحاول أن نستغل تلك المحطة أحسن استغلال، خاصة وأن ذلك سيعزز من فرصنا في التواجد مع المنتخب الأول الذي يبقى حلم الجميع، وليس حلم مزيان فقط. لا يجب أن نستبق الأحداث، ولكن يجب أن نفكر في مثل هذه المواضيع من الآن، إذا ما أردنا أن نصل إلى أهدافنا المنشودة.
من هو اللاعب القدوة بالنسبة لك؟
على المستوى المحلي كنت من أشد المعجبين بنجم سوسطارة يوسف بلايلي. هو لاعب فنان، وكانت لي الفرصة للتدرب معه.
أما على المستوى العالمي فلاعبي المفضل هو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، فهو لاعب من كوكب آخر، ولا أعتقد بأن هناك لاعب قادر أن يصل إلى مستواه في الوقت الحالي.
هل من كلمة أخيرة؟
نحن نحمد الله لأننا نجحنا في الوصول إلى هدفنا المتمثل في التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو. لقد كنا سعداء للغاية لأننا أدخلنا الفرحة إلى قلوب الجماهير الجزائرية التي ساندتنا بقوة، حيث كنا نمني النفس بإهدائها التاج الإفريقي، ولكن الحظ لم يقف إلى جانبنا، ونضرب لها موعدا في البرازيل من أجل صناعة مجد جديد للكرة الجزائرية.
حاوره: مروان. ب