النقابات تحمل الأولياء مسؤولية عدم تشجيع أبنائهم على الدروس التدعيمية
تفاوتت نسبة تجاوب التلاميذ مع دروس الدعم التي انطلقت أمس الأحد، على مستوى المؤسسات التعليمية، لأسباب أرجعها الأولياء لعدم نشر قائمة التلاميذ المعنيين بهذه الدروس من قبل الإدارة وبررها الأساتذة بعدم التزام عدد من التلاميذ بالحضور، مفضلين الاستمتاع بالعطلة.أكد الناطق باسم نقابة "سنابست" مزيان مريان، بأن إقبال التلاميذ المعنيين بدروس الدعم كان محتشما أمس، محملا الأولياء الجزء الأكبر من المسؤولية، بدعوى أنهم لم يحرصوا على تشجيع أبنائهم، خاصة المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، للتوجه إلى مؤسساتهم التعليمية، لتلقي دروس الدعم في المواد التي لم يسجلوا فيها معدلات مقبولة، مؤكدا بأن المدارس كانت بالفعل في الموعد وفتحت أبوابها منذ صبيحة أمس لاستقبال التلاميذ، غير أن بعض الأساتذة فوجئوا بقلة عدد التلاميذ الذين أبدوا رغبتهم في تحسين مستواهم في بعض المواد، استعدادا للفصل الثاني، مضيفا بأن العزوف شمل مختلف الأطوار التعليمية في مقدمتهم المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، أي أقسام السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط والثالثة ثانوي.
و وصف من جانبه مسعود عمراوي مكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الحضور المحتشم للتلاميذ بالأمر العادي على أساس حاجتهم إلى قسط من الراحة بعد فصل كامل من العمل والمثابرة، متوقعا أن تعود الأمور إلى نصابها خلال الأيام المتبقية من الأسبوع الأول للعطلة مذكرا بأن الدروس التدعيمية هي طوعية لا يلزم التلميذ بحضورها وهي تستهدف بالدرجة الأولى المتمدرسين الذين حققوا معدلات فصلية تقل عن عشرة، وكذا الذين يواجهون صعوبات في بعض المواد محملا بدوره المسؤولية للأولياء لكونهم لم يضغطوا على أبنائهم للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية رغم التعليمة التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية الأسبوع الماضي والتي نصت على إلزام المؤسسات بمواصلة نشاطها في الأسبوع الأول للعطلة، بهدف تشجيع دروس الدعم على حساب الدروس الخصوصية التي أنهكت ميزانية الأسر بسبب غلاء أسعارها، وتحولت إلى ما يشبه النشاط التجاري بالنظر إلى الظروف السيئة التي تقام فيها تلك الدروس.واقترح مزيان مريان إعادة النظر في كيفية تنظيم الدروس التدعيمية بهدف استقطاب كافة التلاميذ المعنيين بها، من خلال تشكيل أفواج مصغرة تضمن ما بين 15 إلى 20 تلميذا، عوض إجبارالتلاميذ على الانضمام إلى أقسام مكتظة لأن ذلك يذكرهم بالعام الدراسي ويجعلهم ينفرون من دروس الدعم، في حين اقترح مسعود عمراوي أن تعيد الوزارة النظر في سعر الساعة الواحدة للدروس التدعيمية، لتحفيز الأساتذة على تأطيرها، كأن يتم رفع قيمتها إلى 1000 دج، موضحا بأن ذلك سيجعل الأستاذ يعمل بكد، ويقبل بالتضحية بجزء من العطلة.
وعلى الجهة المقابلة حمل رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، إدارة بعض المؤسسات التعليمية مسؤولية غياب التلاميذ وإحجامهم على تلقي دروس الدعم خلال أول يوم من العطلة الشتوية، قائلا في تصريح للنصر بأن الكثير من المؤسسات لم تنشر قائمة التلاميذ المعنيين بدروس الدعم، في حين أنه كان عليها أن تقوم بذلك خلال الأسبوع الأخير من الفصل الأول، أي تزامنا مع تسليم نتائج الامتحانات، حتى يطلع الأولياء عليها، وبحسبه فإن بعض المؤسسات ظلت أبوابها موصدة أمس، رافضا أن يتحمل الأولياء مسؤولية حالة العزوف التي سجلت ببعض المؤسسات، متمسكا بأهمية دروس الدعم، التي من شأنها أن تساعد التلميذ عل رفع مستواه التعليمي، داعيا مفتشي المواد وكذا الإدارة للقيام بزيارات مفاجئة للمدارس للوقوف على حقيقة الوضع، معلنا بأن تنظيمه سيوجه مراسلة إلى وزيرة التربية بعد تقييم الأسبوع الأول من العطلة، لمعرفة مدى التزام التلاميذ والأساتذة بنص التعليمة الوزارية.
لطيفة بلحاج