أستاذ للفيزياء وشقيقه الموّال وتاجر متهمون بدعم جماعة إرهابية تنشط بين تبسة وتونس
كشفت أمس مصادر قضائية للنصر أن القطب الجزائي المتخصص بقسنطينة، أرجأ خلال الأيام القليلة المنقضية الفصل في قضية شبكة مختصة في الدعم اللوجيستي لجماعة إرهابية تتواجد بالجبل الأبيض بتبسة، ويمتد نشاطها حتى للتراب التونسي، حيث سيتم الفصل فيها في غضون الأسابيع القادمة، في انتظار الاطلاع على خبرة تكميلية أمر قضاة القطب بإعدادها وتتعلق بإجراء خبرة عقلية على 3 متهمين بتشكيل شبكة الدعم والإسناد ويتعلق الأمر بأستاذ في مادة الفيزياء للطور المتوسط المسمى (ف.م) من مواليد 1987 وشقيقه الموال (ف.ح) من مواليد 1985 وتاجر للمواد الغذائية المسمى (ب.ج) من مواليد 1967.
القضية ومن خلال ملفها تمت معالجتها على إثر معلومات وردت خلال الأشهر القليلة المنقضية لفرقة الدرك الوطني بالعامرية بدائرة سيقوس، والتي تفيد بوجود شخص من البدو الرحل مبحوث عنه في قضية الإنخراط في جماعة إرهابية مسلحة وهو مستقر بضواحي مدينتي عين فكرون وسيقوس وبحوزته سلاح ناري.و ذكرت مصادرنا، بأن وحدات الدرك الوطني بأم البواقي، وضعت في حالة تأهب لمراقبة تحركات عناصر البدو الرحل النازحين على مستوى إقليم بلديات الولاية، ليتم تحديد مكان تواجد العائلة المبحوث عن أفرادها، غير بعيد عن جبل القريون، والذي يعد نقطة فاصلة بين بلديات أولاد قاسم وهنشير تومغني وسيقوس وعين كرشة وعين فكرون.
ونجحت عناصر الدرك في تحديد مواصفات المبحوث عنه المسمى (ف.ح) المنحدر رفقة عائلة من منطقة فيض البطمة بالجلفة، والذي اتضح بعد عرض هويته على مستوى فصيلة التوثيق القضائي لمجموعة الدرك، بأنه مبحوث عنه بأمر من قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لمحكمة تبسة في قضية تتعلق بالانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، وملفه هو لمحكمة القطب الجزائي المتخصص بقسنطينة، ليصدر في حقه أمر بالقبض من رئيس غرفة الاتهام بمجلس قضاء قسنطينة.
وأسفر تفتيش خيمة العائلة عن حجز بندقية صيد ذات فوهتين مسطحة، وشبيهة ببندقية سانتيتيان ذات عيار 16 ملم، كما تم حجز 41 خرطوشة صالحة للاستعمال منها 24 خرطوشة لونها أخضر و13 خرطوشة لونها أحمر عيار 16 ملم و4 خراطيش مختلفة الأنواع والألوان، مع حجز جهاز هاتف ودليل لاستعمال جهاز راديو يحمل علامة “pionner».
مداهمة الخيمة أسفر كذلك، عن توقيف شقيق الموال المسمى (ف.م) أستاذ الفيزياء سابقا والمالك لمحلين أحدهما لبيع الأعلاف والآخر لبيع المواد الغذائية، والذي تبين بأنه مبحوث عنه هو الآخر في قضية إنشاء جماعة إرهابية غرضها بثّ الرعب وسط السكان والاختطاف.
وبيّنت التحريات الأمنية، بأن الشقيقين المنحدرين من الجلفة، استقرا وعائلتيهما منذ سنة 2010 في منطقة “مرايحان” بتبسة وأصبحا منذ ذلك التاريخ يتعاونان مع المجموعات المسلحة، وبدأت أول عملية تمويل حين تقدم 3 مسلحين من الشقيقين مانحين إياهم مبلغ 7500 دينار طالبين منهما توفير مواد غذائية متنوعة، ليقتني المعنيان المواد من محل التاجر (ج.ب) المتواجد بالعقلة وينقلاها على متن شاحنة المتهم الموال من نوع “دايهاتسو”، لتتكرر عملية الدعم والتمويل بعدها.تحقيقات الدرك كشفت بأن التاجر على علم بنشاط الجماعة المسلحة وخوفه من انكشاف أمره جعله يخفي الشحنات المباعة بأغطية، كما أن الشقيقين الآخرين هما المكلفان بنقل بقايا المجموعة المسلحة بين مناطق مختلفة بتبسة والحدود التونسية.
ملف القضية، كشف بأن الأطراف الثلاثة على تواصل مباشر بأمير الجماعة الملقب “السوفي”، والذي تكفل بتسليم السلاح المحجوز للموال، حيث اتضح بأن جماعة إرهابية سلبته من قوات الأمن المشتركة في كمين بمنطقة “بويلات” ببلدية ثليجان بتبسة بتاريخ 26 أفريل 2001.
وخلصت تحقيقات عناصر فصيلة الأبحاث إلى أن الشقيقين قاما بأزيد من 4 عمليات دعم لوجيستيكي سنة 2012، وخوفا من انكشاف أمرهما غيرا مقر إقامتهما لوجهات متعددة متحججان بالبحث عن مناطق رعوية، غير أن هذه المناطق تتواجد في كل مرة قريبة من الجبال المعروفة بالنشاط الإرهابي.
المتهمون أحيلوا في وقت سابق على قاضي التحقيق بالغرفة الأولى بمحكمة عين فكرون، أين وجهت لهم تهم المشاركة في جماعة إرهابية مع معرفة غرضها وأنشطتها، والحيازة والاستيلاء على سلاح وذخيرة ممنوعين دون رخصة من السلطة المختصة، ليحول الملف بعدها لمحكمة القطب في انتظار الفصل النهائي فيه.
أحمد ذيب
