استرجاع الأرشيف الوطني من أولويات العمل في الوقت الحالي
اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، أمس الأربعاء، استرجاع الأرشيف الوطني القريب والبعيد المحجوز في خزائن وراء البحر، من أولويات العمل في الوقت الراهن في برامج منظمات المجتمع المدني ومنها منظمة أبناء الشهداء، ومنظمة المجاهدين والمسؤولين في الهيئات الرسمية، واعتبر أن هذا الفراغ التاريخي يمثل عائقا أمام تعزيز التجانس المجتمعي بين الجزائريين.
وقال ولد خليفة في كلمة له، في يوم برلماني خصص لإحياء الذكرى الـ26 لليوم الوطني للشهيد، أن قسما كبيرا من ماضي الجزائر القريب والبعيد يوجد في خزائن وراء البحر، وتعرض منذ 1830 إلى الاختطاف، وبعد أكثر من نصف قرن من التحرير، لا يجد أهل الاختصاص الوثائق التي يعتمدون عليها في التحقيق والتوثيق، ويواجهون صعوبات للشروع في وضع التاريخ العام للجزائر منذ حوالي 3000 سنة، ويكتفي البعض برد الفعل على ما يعرض أو ينشر في فرنسا وغيرها، وهذا الفراغ التاريخي يمثل عائقا أمام تعزيز التجانس المجتمعي بين الجزائريين بكل مكوناتهم. وتحدث رئيس الغرفة السفلى للبرلمان، عما أسماه ست ملاحظات خاصة حول ثورة التحرير، فقال أن المعاينة النزيهة تؤكد أنها ثورة شعبية ذات أهداف وطنية اجتماعية في إطار المبادئ الاسلامية، فلم يتعرض معبد يهودي أو كنيسة للتخريب، وكانت آلة الحرب للمستعمر وشرطته وإدارته هي الهدف الوحيد، وهنا يشدد المتحدث على ضرورة التمييز بين معنى «مجاهد» و»شهيد» في الثورة التحريرية وبين الكلمات الشائعة اليوم في الإعلام الغربي الموجه وفي المنظمات الإرهابية، مثل كلمة «جهاديين» وحروب الطوائف والأعراق.
أما الملاحظة الثانية، فلم يكن في الثورة أمراء حرب ولم يكن قادتها و جنودها من أبناء الملوك والأمراء، فقد رفضت منذ البداية توكيل مجاهد أعظم أو زعيم أوحد أو أمير المؤمنين أو مرشد عام، فقد كانت صفوفها تتكون من أبناء الأرياف والبوادي والأحياء الفقيرة المهمشة في المدن. ثالثا، من أهداف الثورة ـ كما أضاف ولد خليفة ـ بناء مجتمع الحرية والعدالة والتقدم وترسيخ الوحدة الوطنية، وكل شهدائها هم ملك للذاكرة الوطنية لا يقبل الخوصصة، ولم تكن الثورة جهوية يوجهها عرش أو قبيلة، فقد كان بيان أول نوفمبر موجها لكل الشعب الجزائري.
رابعا، عامة الشعب الجزائري لا تضمر حقدا للفرنسيين بسبب جنسهم، بل أن المنازعة الكبرى تتمثل في سجلها الكولونيالي الذي لن ينسى مع الزمن ولن يجدي الالتفاف عليه بما يسمى الذاكرة المشتركة، و سيكون التعاون أفضل إذا حصل الجزائريون على ما حققه اليهود في إسرائيل وخارجها.
وخامسا، هناك ما يقترب من الإجماع على أن الجزائر الحرة هي جزائر جميع الجزائريين، وأخيرا ما سلف ذكره عن الأرشيف المحجوز وراء البحر.و خلص ولد خليفة إلى أن الجزائر اليوم مثل الأمس، تحتاج إلى كل أبنائها لحمايتها والمشاركة في ازدهارها، وأن ثابت القوة الأول لها هو الوحدة الوطنية، وعدوها الأخطر التخلف والإرهاب، ويبقى الجيش الحارس الأمين لأمن واستقرار البلد. يذكر، أن اليوم البرلماني، شهد تكريم عدد من أبناء الشهداء من النواب والعاملين بالمجلس الشعبي الوطني.
م عدنان