أوقفت مصالح الأمن المختصة أربعة شبان في العقد الثاني والثالث من العمر ينحدرون من ولاية الشلف ، حين كانوا بصدد الإلتحاق بالتنظيم الإرهابي المسمى “داعش” بسوريا عبر تركيا، قبل أن يلقى عليهم القبض بالمعبر البري الحدودي أم الطبول بولاية الطارف لدى محاولة مغادرتهم التراب الوطني نحو تونس ومنها إلى جبهات القتال في سوريا، بحسب ما كشفت عنه أمس مصادر موثوقة للنصر.
وذكرت مصادرنا، بأنه يوجد بين الأربعة الموقوفين نهاية الأسبوع الماضي، جامعيان بعد عملية ترصد استمرت لأسابيع ومتابعة لتحركاتهم من العاصمة إلى ولاية الطارف، بعد تلقى الجهات المعنية لمعلومات دقيقة مفادها استعداد هؤلاء الشبان الإلتحاق بداعش في سوريا بعد أن تم تجنيدهم من قبل شبكات عن طريق الإنترنيت، في حين تواصل فيه المصالح الأمنية تحرياتها بخصوص إختفاء عدد من الشباب بينهم ثلاثة من ولاية الطارف، والذين يرجح التحاقهم بالتنظيم الإرهابي عبر تركيا، وذلك بالموازاة مع تفكيك مصالح الأمن لشبكة مختصة في التجنيد .
إلى ذلك، تعرف المناطق الحدودية مع تونس تعزيزات أمنية مشددة بعد رواج معلومات عن تسلل مجموعة إرهابية تتكون من 5 عناصر على صلة بتنظيم «داعش» إلى التراب الوطني وتحصنها بالسلسلة الجبلية بين ولايتي الطارف وسوق أهراس المعروفة بتضاريسها الوعرة.
من جهة أخرى أفادت مصادرنا، بأن مصالح الأمن الوطني باشرت تحرياتها بخصوص الاشتباه في التحاق أجانب بالتنظيمين الإرهابيين «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» و “داعش”، وذلك بعد أن تسلمت السلطات الأمنية في البلاد قائمة بأسماء فرنسيين من أصول جزائرية وآخرين من أصول مغاربية يجري البحث عنهم للإشتباه في علاقاتهم بنشاطات إرهابية ، فضلا عن اختفاء آخرين في ظروف غامضة.
و أضافت ذات المصادر، بأن المصالح الأمنية الفرنسية أخطرت نظيرتها الجزائرية بإختفاء 30 مواطنا فرنسيا منذ جانفي الماضي، يرجح التحاقهم بالجماعات الإرهابية في تونس و الجزائر وليبيا ، و أوضحت المصادر أن المبحوث عنهم وفق ما ذكرت المصالح الأمنية الفرنسية، مصنفون كمتعاطفين مع التيار الإسلامي في فرنسا، و أنه ليست لهم سوابق قضائية لدى الجهات الأمنية الفرنسية و الجزائرية، محذرة من خطط جديدة يتم التحضير لها من طرف قيادات التنظيمات الإرهابية من خلال الاعتماد على مغتربين من أصول عربية وأجانب لتنفيذ هجمات إرهابية في دول شمال أفريقيا. كما تسلمت المصالح الأمنية التونسية ملفا كاملا حول السيارات المختفية في تونس بعد طلب تقدمت به الجزائر على خلفية إلقاء القبض أشخاص يقودون سيارات بوثائق مزورة، حيث أثبتت التحريات الأمنية مع هؤلاء الأشخاص أن المركبات التي بحوزتهم تم تهريبها من تونس وبيعها بولايتي تبسة و الوادي على الحدود الشرقية مع تونس دون وثائق.
و أضافت مصادرنا، أن السلطات الجزائرية سلمت للجانب التونسي في إطار التنسيق الأمني أيضا معلومات حول مركبات اختفت في الجزائر بعد إبلاغ أصحابها المصالح المعنية، و أنه يجري البحث عنها خوفا من استعمالها في اعتداءات إرهابية انتحارية في تونس.
من جانب آخر، عثرت قوات الجيش التونسي على ترسانة ضخمة من الأسلحة الثقيلة بمنطقة جندوبة على بعد أمتار من الحدود التونسية الجزائرية تحوي قطع من الأسلحة الأوتوماتكية وصواريخ أرض جو مضادة للطائرات والدبابات موجهة لتدعيم الجماعات الإرهابية التي تنشط في تونس و الجزائـــر. وذكرت نفس المصادر بأن العثور على هذه الأسلحة جاء على إثر معلومات أدلى بها أحد الموقوفين من الجماعات المسلحة من جماعة أنصار الشريعة في تونس الذي كشف للمحققين عن وجود مخزن سري على الحدود التونسية الجزائرية يحتوي على كميات من مختلف الأسلحة المهربة من ليبيا عبر الحدود البرية وكميات أخرى تم شراؤها بتواطؤ من بعض المليشيات في ليبيا . ق/باديــس