تنصيب مجالس علمية لجمع شهادات صناع الثورة ومتاحف للذاكرة في كل الولايات
كشف أمس الأول وزير المجاهدين، الطيب زيتوني عن تنصيب قطاعه لمجالس علمية عبر كل المديريات ومراكز الراحة، تعنى بالإشراف على تسجيل الشهادات الحية لمن صنعوا ثورة نوفمبر، مؤكدا بأن هذه المجالس أوكلت مهمة الإشراف عليها لجامعيين مولودين بعد الاستقلال.
و ذكر الوزير بأن ترشيد المال العام في وزارته أدى إلى تأخير إنشاء مراكز للذاكرة والتي ستعمم لتمس كل ولايات الوطن.
الطيب زيتوني وخلال زيارته لولاية أم البواقي بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ59 لاستشهاد محمد العربي بن مهيدي، كشف بأن وزارته بالتنسيق مع مختلف جامعات الوطن وصلت إلى تسجيل 13 ألف ساعة من الشهادات الحية للمجاهدين منذ شهر ديسمبر 2015 في عملية لا تزال جارية عبر كل الولايات من خلال مديريات المجاهدين ومتاحف المجاهد ومراكز الراحة، وتم استهداف ضباط جيش التحرير الوطني وكذا المحكوم عليهم بالإعدام.
وفيما تعلق بقضية أرشيف الثورة المتواجد خارج الوطن، بيّن الوزير بأن الأرشيف يوجد جزء منه بفرنسا وجزء آخر خارج فرنسا موزع عبر 12 دولة صديقة مع الجزائر، والعمل يتم بالتنسيق مع وزارة العلاقات الخارجية لاسترداده. وفيما تعلق بالأرشيف المتواجد بفرنسا بين زيتوني بأنه تم تنصيب 4 لجان ووضع دفتر شروط والعمل في بدايته يتم بشكل جيد وستكون النتيجة إيجابية في النهاية.وبالنسبة لكتابة التاريخ أكد وزير المجاهدين بأن وزارته طبعت كل الملتقيات واللقاءات التي تزامنت والذكرى الستين، أين وصلت إلى عدد معتبر من الملتقيات المحلية والوطنية والدولية وتم طبعها جميعا في كتب، ليتم توزيعها عبر كل المكتبات المتواجدة بالتراب الوطني وكذا منحها لوزارات الثقافة والتربية والتعليم العالي. وأضاف الوزير بأنه تم تسليم التلفزيون الجزائري 32 شريطا أنجز من طرف مركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر يحتوي كل واحد منها ما بين 52 دقيقة إلى ساعة. كما أنجزت الوزارة أفلاما سينمائية، فبعد فيلم بن بولعيد تم إنجاز فيلم عن الشهيدين كريم بلقاسم و العقيد لطفي، وهي اليوم في الروتوشات الأخيرة ، إضافة إلى استلام مركز الدراسات والبحث سيناريوهات لأفلام أخرى.وأضاف الطيب زيتوني بأن وزارته نصبت مجالس علمية يشكلها شباب من جيل الاستقلال من خريجي الجامعات عبر كل المتاحف المقدر عددها بـ42 متحفا وكذا عبر 22 مركزا للراحة، فوزارته غيرت سياسة تسيير مراكز الراحة ليتم تحويلها لمراكز لتسجيل الشهادات، إضافة إلى استغلال مديريات المجاهدين ومركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية لجمع أكبر عدد من الشهادات. الوزير أكد أيضا بأن دائرته تسعى أيضا لتجسيد برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يرتكز حول محورين، الأول يتعلق بالعناية الخاصة التي توليها الدولة للجانب الصحي والنفسي والاجتماعي للمجاهدين وذوي الحقوق، أما المحور الثاني والذي وصفه بالمهم فيخص التراث الثقافي المرتبط بثورة التحرير المتصل بشكل مباشر بكل الشعب الجزائري.
و أضاف زيتوني بأن «الوزارة طبعت 150 إصدارا تاريخيا بمناسبة الذكرى الستين كما طبعت قصصا مشوقة للأطفال موسومة بـ”أمجاد الجزائر”، ومست أزيد من 100 شهيد بعدد نسخ قارب 10 ملايين نسخة بالإضافة إلى الأقراص المضغوطة”.
و لدى تطرقه لمشاريع قطاعه التي تم تجميدها، أشار زيتوني إلى أن ترشيد المال العام دفع بالوزارة لتجميد معرض للذاكرة الذي كان سينجز بالغرب الجزائري، مؤكدا بأنه سيتم تجسيد هذا المعرض إلى جانب معرض مماثل بالشرق قريبا، في وقت انطلقت الدراسات لإقامة معرض للذاكرة بالجنوب، وفي حال توفر الأموال سيتم إنجاز متاحف للذاكرة بكل الولايات، مضيفا بأنه وخلال الأيام القادمة سيتم تدشين متحف للمجاهد بجيجل وآخر بالبليدة واللمسات الأخيرة جاري وضعها لإنجاز متحف آخر بالولاية الرابعة التاريخية المدية.
وفيما تعلق بخارطة طريق الوزارة لتحيين قانوني المجاهد والشهيد، كشف الوزير بأنه تم إنشاء ورشات لذلك والقوانين التي هي من صلاحياته تم الشروع في مراجعتها، و أنه تم ربط الوزارة بكل مديرياتها عبر شبكة معلوماتية لتسهيل استخراج وثائق للمجاهدين، وتم كذلك الشروع في تحيين معلومات عن المجاهدين الأجانب الذين شاركوا في الثورة.وخلال إشرافه على إعطاء إشارة اختتام الملتقى الوطني حول الشهيد العربي بن مهيدي بجامع أم البواقي الذي حمل شعار “صرخة من الأوراس...أمنوا هذا الوطن”، عرج على مناقب الشهيد العربي بن مهيدي ليؤكد بأن الجزائر مرت بظروف صعبة قاومت الإرهاب وانتصرت ليتم بعدها إعادة الروح الوطنية القوية والنزيهة، وأفراد الجيش سيظلون صامدين مكافحين للإجرام والإرهاب. محافظين على أمن واستقرار الوطن.
وعند تنقله لمعاينة منزل الشهيد العربي بن مهيدي، قال بأن ابتسامة بن مهيدي أمام جلاديه هي رسالة للجزائريين بأن يكونوا في مستوى هذه التضحيات.
أحمد ذيب