قررت لجنة الإستئناف التابعة للفاف مساء أمس إعادة إجراء مقابلة شباب حي موسى و ضيفه إتحاد عنابة بملعب محايد و في غياب الجمهور، و ذلك بعد نظرها في الطعن الذي تقدمت به إدارة كل فريق صبيحة أمس في القرار الذي كانت لجنة الإنضباط و الطاعة على مستوى رابطة وطني الهواة قد أصدرته عشية الإثنين، والقاضي بإعتماد خسارة الفريقين معا نقاط اللقاء على البساط من باب العقوبة.
قرار الفاف جاء في مراسلة رسمية وجهتها إلى إدارتي الفريقين تحت رقم 54 / 2016، ممضاة من طرف الأمين العام للإتحادية نذير بوزناد، بصفته المنسق الإداري للجنة الإستئناف، و من أبرز ما جاء فيه إلغاء عقوبة خسارة الفريقين النقاط على البساط، و إعادة برمجة المقابلة بملعب محايد، في غياب الجمهور، على أن تتولى الرابطة المختصة برمجة اللقاء في أسرع وقت ممكن، حتى يتسنى لها تسوية رزنامة المنافسة، على إعتبار المباراة تندرج في إطار الجولة 21 من البطولة.
إلى ذلك فقد رفعت لجنة الإستئناف على مستوى الفاف عقوبة اللعب دون جمهور إلى غاية نهاية الموسم، و التي كانت رابطة وطني الهواة قد فرضها على «فيلاج» موسى و «طلبة» بونة، و قررت تقليص هذه العقوبة إلى مقابلتين دون جمهور، واحدة منها نافذة و الأخرى مع موقف التنفيذ، من دون إحتساب المواجهة المباشرة التي ستجمع الفريقين من جديد، بعد إعادة البرمجة بملعب محايد.
على صعيد آخر فقد ضاعفت الفاف من الغرامة المالية التي فرضتها على كل فريق نتيجة الشجارات التي إندلعت بين الأنصار قبيل إنطلاق المقابلة، حيث تقرر تغريم الشباب و الإتحاد بمبلغ 24 مليون سنتيم، سيما و أن أجواء الفوضى سادت بين اللاعبين عند توقف اللعب في الدقيقة 70، أثناء إحتجاج لاعبي شباب حي موسى على قرار الحكم زواق، عقب إعلانه عن ضربة جزاء للفريق العنابي.
و في سياق ذي صلة فقد أيدت الإتحادية في قرارها عقوبة لاعب إتحاد عنابة محمد بوترعة القاضي بإقصائه من الميادين لمدة سنتين، مع إقتراح شطبه نهائيا من الساحة الكروية مدى الحياة، إثر إقدامه على حمل آلة حادة، و إستعمالها كآداة لضرب المنافس، و هي نفس العقوبة التي تم ترسيمها في حق لاعب شباب حي موسى حسام بوتسطة، بعد تأكيد الحكم زواق في تقريره تعرضه لإعتداء جسدي من هذا اللاعب.
هذه القرارات تم الإعلان عنها مساء أمس، بعد نظر اللجنة الوحيدة المخولة بدراسة طعون جميع الهيئات الكروية في الملفين المقدمين من إدراتي شباب حي موسى و إتحاد عنابة على حد سواء، حيث أن مقر الفاف شهد طيلة يوم أمس حركية كبيرة، نتيجة الضجة الكبيرة التي خلفها قرار رابطة وطني الهواة الصادر عشية أول أمس، فعاينت لجنة الإستئناف محتويات الملف، وقفت من خلالها على التناقض الكبير بين تقرير الحكم و محافظ المباراة بخصوص دوافع توقيف اللعب، فضلا عن عدم وجود سند قانوني يكلف الفريقين معا خسارة نقاط المقابلة على البساط، بسبب إندلاع فوضى عارمة بين اللاعبين، كما أن الأحداث التي وقعت بين الأنصار كانت قبيل إنطلاق المقابلة، و تسببت في تأخير ضربة الإنطلاقة لمدة 32 دقيقة، من دون أن يكون لها إمتداد عند تشاجر اللاعبين أثناء توقف اللعب، الأمر الذي دفع بلجة الإستئناف على مستوى الإتحادية إلى تقليص عقوبة اللعب دون جمهور التي سلطت على الفريقين.
للإشارة فقد نزل أمس الاثنين المئات من أنصار فريق اتحاد مدينة عنابة إلى الشارع، قبل أن يعتصموا أمام مقر الولاية، احتجاجا على العقوبات التي وصفوها بالقاسية بعد أن خرجوا ليلة أول أمس للاحتجاج بالشوارع، بغلق الطرق الرئيسية مباشرة بعد إعلان لجنة الانضباط على القرارات التي صدرت في حق الفريقين.
كما وصف رئيس إتحاد عنابة محمد الهادي كروم قرار لجنة الانضباط بغير المنطقي ولا يستند لأي أسس قانونية، كون اللجنة لم تكشف عن الأسباب، وأعلنت مباشرة عن العقوبات، واصفا إياها بالمؤامرة، لقطع الطريق أمام فريقه لتحقيق الصعود.
وقال في تصريح للنصر: «اللجنة لم توجه لنا أي استدعاء لحضور جلسة الاستماع، ما جعلني أتفاجأ بما جاء في بيان الرابطة».
وأوضح محدثنا بأن إدارته لم تبادر حتى إلى كتابة تقرير مفصل بخصوص أحداث جيجل: «ما دونه الحكم على ورقة المقابلة كان واضحا، انطلاقا من الشجارات بين الأنصار وتسببها في تأخير انطلاق المباراة، مرورا بحادثة الإعلان عن ضربة جزاء، وصولا إلى قضية اللاعب بوترعة. وقائع سردت بكامل التفاصيل في تقرير الحكم، وأعفتنا من إيداع ملف لدى الرابطة».
وأضاف كروم: « العقوبات لم تكن متطابقة مع محتوى تقرير الحكم، وكأن اللجنة المعنية تجاهلت حادثة تعرض الحكم للاعتداء».
وأكد كروم بأن إدارته ستطعن في القرار لدى اللجنة الفيدرالية للإستئناف كخطوة أولى التي اتخذها صبيحة أمس، ثم اللجوء إلى رئيس الفاف محمد روراوة.
في حين وصف رئيس شباب حي موسى محمد مليط قرار لجنة الانضباط الصادر في حق فريقه، بخسارة نقاط لقاء اتحاد عنابة على البساط، ولعب باقي مبارياته حتى نهاية الموسم دون جمهور، بالظالم و الذي لا يستند إلى أي قانون، مؤكدا بأن إدارة الفيلاج تحتفظ بحق الطعن الذي يكفله القانون.
و استغرب مليط في مستهل حديثه للنصر وضع الفريقين في نفس الكفة عند إصدار العقوبة:» كيف يعقل أن يتساوى لاعب اعتدى على لاعبين من فريقنا باستعمال السلاح الأبيض على مرأى من جميع من كان حاضرا في الملعب، مع لاعبنا الذي يدعي حكم المباراة بأنه اعتدى عليه بركله من الخلف، وشخصيا اتهم الحكم بأنه كان يعمل لصالح اتحاد عنابة في مقابلة الجمعة الفارط»، وفي سياق اتهامه للحكم أردف مليط:» أقترح مستقبلا تصوير جميع المقابلات عبر أشرطة فيديو، وعرض الأشرطة لاحقا على لجنتي التحكيم والانضباط، حتى يتم تفادي تعرض أي طرف للظلم»، كما تساءل محدثنا عن السند القانوني الذي خول للجنة الانضباط تسليط عقوبة حرمان فريقه من الجمهور حتى نهاية الموسم: «خاصة و أن أنصارنا لم يقتحموا أرضية الميدان، كما أن لاعبنا لا يستحق عقوبة الإقصاء لمدة عامين، لأن في حالة معاقبته بهذه المدة أرى شخصيا أن لاعب اتحاد عنابة يستحق ضعف العقوبة».
وفي سياق حديثه عن حكم المباراة الذي حمله مسؤولية معاقبة شباب حي موسى، أضاف مليط:» في ورقة اللقاء التي بحوزتنا دون الحكم تقريرا مغايرا للذي أعاد صياغته في مركز الشرطة، حيث عوض استكمال التقرير الأول، عمد إلى تدوين تقرير مضاد للأول ما يجعلنا نشكك في نوايا هذا الحكم».
ص / فرطــاس