برامج وسائل الإعلام ليست أساس العنف في المجتمع
اعتبر الأستاذ الباحث في الإعلام والإتصال نصر الدين العياضي، أمس الثلاثاء، أنه لحد الآن لم يتم إثبات العلاقة المباشرة بين العنف ودور وسائل الإعلام في تفعيله وسط المجتمع، مضيفا أنه ليس بالضرورة أن يقلد الجمهور ما تنشره وسائل الإعلام، فأغلب الدراسات لم تجد علاقة سببية بين العنف وبرامج وسائل الإعلام، غير أن المادة الإعلامية تعزز النزعات العنيفة الكامنة لدى الأشخاص وتساعدهم في أدوات تنفيذها، ولكن لا تخلق دوافع إرتكاب الجريمة.
رفض الدكتور نصر الدين العياضي خلال محاضرة ألقاها أمام طلبة قسم الإعلام والإتصال بوهران، إعتبار وسائل الإعلام ومؤسساته مصدرا لإنتاج العنف في المجتمع، واعتبر أن من يقول هذا فهو يتهم هذه الوسائل ولا يتحدث عن تأثيرها بمفهومه التماثلي وسط المجتمع، مشيرا أيضا في هذا السياق إلى أن هناك من الباحثين من يقول أن وسائل الإعلام تدفع بالجمهور لعدم التفرقة والتمييز بين الواقع والخيال. وقال الدكتور العياضي أنه سبق لطالبة دكتوراه قبل سنتين أن تناولت موضوع وحدة خطاب الميديا المشخص عبر حقب زمنية متباعدة، حيث أخذت كعينة فترة 1830 و 1920 وكذا سنة 2000، فتوصلت إلى أنه في كل فترة ورغم إختلاف وسائل الإعلام وتكنولوجياتها، إلا أنه توجد وحدة الخطاب، وبالتالي لا يمكن حسبه الجزم بالتأثير المباشر للوسائل الإعلامية على سلوكات وأفكار الجمهور. وأضاف المحاضر أنه عندما يتحدث الباحثون عن أثر وسائل الإعلام هم في الحقيقة يحاكمون وسائل الإعلام ويلصقون بها تهمة التأثير المطلق على المجتمع، ويعتبر الدكتور العياضي أن تأثير الميديا ليس حاسما.
وخلص المحاضر إلى أن الخوف من تأثير وسائل الإعلام يكشف عن مشكل جوهري وهو أنه كلما تظهر وسيلة إعلامية ما تعيد النظر في منظومة توزيع المعرفة وتوزيع السلطة، وبالتالي يسجل أيضا أن زمام التحكم تفلت من الأطر والأنظمة التقليدية التي تخاف على فقدان السيطرة، مما ينعكس على شكل فزع وذعر من شأنه قلب بعض الموازين ونقل السيطرة من فئة لفئة أخرى. و لم يستبعد المحاضر أن تكون بوادر ودوافع العنف راسخة لدى الشخص، ووسائل الإعلام تقوم بتعزيزها في فكره عن طريق تقديم برامج تشبع تلك الرغبات الكامنة فيه.
هوارية ب