الأوروبيون يحصدون ما زرعوه في الدول العربية و الإسلامية
يرى الباحث في الشؤون الأمنية بن جانة بن عمر ، أن المجموعات الإرهابية المتواجدة في أوروبا ستواصل تنفيذ أعمالها الإرهابية ، باعتبارها قضية وجودية بالنسبة لها حيث تحاول هذه المجموعات أن تثبت وجودها وتأثيرها في أوروبا من خلال الخلايا النائمة، وأوضح ، أن الأوربيين يحصدون ما زرعوا في الدول العربية والاسلامية.
و قال بن جانة بن عمر، بخصوص الهجمات الإرهابية التي استهدفت بلجيكا والتي تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي ، أن المجموعات الإرهابية تحاول كل مرة القيام بعمليات إرهابية في أوروبا ليقولوا للأوروبيين أنهم موجودون ولديهم القدرة على التأثير والضرر والعمل في أي نقطة في أوروبا، وأضاف في تصريح للنصر ، أنه للأسف لم يفهم الأوربيون الدرس بأن الإرهاب آفة خطيرة وتمس الجميع ، فهم أحيانا يتغافلون عن هذه المجموعات الإرهابية عندما تكون في دول أخرى فالغربيون لا يهمهم ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا بل بالعكس يساعدون المجموعات الارهابية ويدربونها ويعطونها كل التسهيلات وخاصة خروج الإرهابيين من أوروبا إلى هذه المناطق. كما أنهم يدعموها سياسيا أيضا لكن عندما تحصل اعتداءات إرهابية في بلادهم يتأثرون ويعتبرون هذه المجموعات أنها خطيرة وإرهابية ويجب القضاء عليها. وقال في نفس الاطار، أن الأوربيين حاليا يجنون ما زرعوا وبضاعتهم ردت إليهم و أوضح أنهم يحصدون ما تم زرعه في الدول العربية والإسلامية خاصة، معتبرا أن سياسة الأوربيين لم تكن صارمة ضد الإرهاب وكانت أحيانا سياسة مدعمة ماديا ومعنويا وحتى سياسيا
اعتداءات بلجيكا ستنعكس سلبا على الجالية المسلمة
وحول تداعيات اعتداءات بلجيكا على الجالية العربية والإسلامية في أوروبا ، ذكر بن جانة بن عمر، أن هذه الهجمات ستنعكس سلبا على الجالية المسلمة ، كون الأوروبيين الذين لا يعرفون الإسلام ، يعتبرون هذه الأعمال الإرهابية ناتجة عن الديانة الإسلامية وبالتالي ستكون هناك ضغوط على الجالية ، كما ستكون هناك فرصة لليمين المتطرف للهجوم والتهجم على كل ما هو له علاقة بالإسلام والمسلمين، حيث سيستغل هذه الظروف لتقوية صفوفه والوصول إلى الحكم والتوغل في المجتمع الأوروبي.
وحول الخطر الذي تشكله مختلف الجماعات الإرهابية على بلادنا ، أوضح الباحث في الشؤون الأمنية ، أن الجزائر مستهدفة من الإرهابيين ككل الدول العربية ، خصوصا وأن هناك مجموعات متطرفة وخطيرة جدا في الشقيقة ليبيا ، لديها أسلحة خطيرة أتت بها من سوريا والعراق ، ومنها صواريخ «ستينغر» الأمريكية الصنع المضادة للطيران، معتبرا أن هذه المجموعات تشكل خطرا على الجزائر. مشيرا إلى عملية تيقنتورين وعملية خريبشة الأخيرة. وأوضح بن جانة ، أن العملية الإرهابية لا نستطيع أن نتوقعها أبدا، إلا إذا كان هناك عمل استخباراتي قوي جدا وكان هنالك اختراق لهذه المجموعات الإرهابية وفي هذه الحالة يمكن إجهاض أي محاولة عمل إرهابي ودون ذلك، فإن الإرهابيين قد يقومون بأعمالهم في أي نقطة و في أي أرض ، في الجزائر أو في غيرها ، منوها في هذا السياق بالعمل الاستخباراتي الناجح عندنا والدليل على ذلك العمليات الناجحة في منطقة وادي سوف وقال أنه يجب أن لا نغتر بهذه النجاحات و أن تكون المصالح المعنية في المستوى المطلوب .
وأكد المتحدث أن الجبهة الداخلية في الجزائر متماسكة وقال أن المجتمع الجزائري متماسك ومنسجم ولا وجود لأي حاضنة اجتماعية لهذه المجموعات الإرهابية و أفاد أن مناطق الحدود الجنوبية الشرقية مهددة بمحاولة الاختراق من طرف كل المجموعات الإرهابية، داعش و القاعدة وغيرها وأيضا شبكات الجريمة المنظمة. وبخصوص محاولات التدخل العسكري الأجنبي في الملف الليبي ، ذكر بن جانة بن عمر، أن دول جوار ليبيا ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا وليس الجزائر لوحدها فقط ، موضحا في هذا الصدد أنه لم يثبت التاريخ مرة واحدة نجاح التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لدولة مهما كانت والدليل على ذلك ما جرى في ليبيا من تفكيك أركان الدولة الليبية ، الجيش، الشرطة، الادارة ، وقد نتج عن تفكيك هذه المنظومة فوضى عارمة في البلاد، فالتدخل الخارجي في تاريخ البشرية لم يكن إيجابيا ودائما يؤدي إلى التأزم،الشرذمة والاقتتال والتناحر، مؤكدا أن الجزائر ترفض التدخل الخارجي. ومن جهة أخرى فأن الظروف الدولية حاليا - كما قال- ليست هي نفسها تلك التي كانت في أثناء التدخل السابق في ليبيا فالظروف الدولية تغيرت ، فهناك روسيا والصين و دول «البريكس»، التي ترفض رفضا قاطعا التدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول ، إلا في اطار مجلس الأمن وحتى ولو كان قرار للتدخل الأجنبي، ستكون هنالك إجراءات صارمة جدا تحدد هذا التدخل والذي ستكون له في حالة وقوعه تداعيات على كل الدول المجاورة لليبيا ، حيث ينعكس مباشرة على هذه الدول ، من خلال هجرة المواطنين وتسلل المجموعات الإرهابية ضمن المهاجرين .
مراد ـ ح