لوبيـــات الريـــع تســـعى إلى زرع الـــفــوضى
انتقد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، أمس السبت بتيزي وزو، اللوبيات المنتفعة من الريع البترولي التي تريد إبقاء الأوضاع على حالها، بل و أخطر من ذلك تسعى إلى زرع الفوضى، و قال أن هناك من يزعجهم عمل القائمين على المنتدى ومشروعهم لبناء اقتصاد قوي، مشيرا إلى أن المنتدى سيواصل التنديد بأولئك الذين يريدون الاستمرار في زرع اليأس والاستمتاع بالريع البترولي، و أضاف « هناك من يطالب بمرحلة انتقالية دموية و نحن سنواصل عملنا وسنندد بكل من يعرقل بناء جزائر قوية ومستقرة «. كما أكد أن تنمية منطقة القبائل تندرج في صلب اهتمام السلطات.
ودعا علي حداد بمناسبة فتح المكتب الولائي لمنظمته أمس بتيزي وزو، المستثمرين الشباب المتواجدين بالخارج إلى العودة إلى أرض الوطن من أجل الاستثمار في بلادهم، مؤكدا بأن الدولة سترافق مشاريعهم و توفر لهم المناخ الملائم للاستثمار لبناء إقتصاد وطني قوي و مزدهر.
حداد أعرب عن فرحته بوجوده في مسقط رأسه بتيزي وزو قائلا « أنا جد سعيد بتواجدي هنا بينكم وفي المدينة التي دخلت منها عالم الأعمال و خطوت منها خطواتي الأولى في المقاولاتية»، و أضاف أنه من غير المعقول أن يستثمر الجزائريون أموالهم في البلدان الأجنبية وبلدهم أولى بها، سيما في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد جراء تراجع أسعار البترول، و هي فرصة لتقليص الاستيراد و الاستثمار داخليا و تشجيع المؤسسات الناشطة في دفع وتيرة التنمية المحلية. وأعطى لهم ضمانات بأن الحكومة ستمنح لهم كل التسهيلات اللازمة و ستساعدهم من جانب تحسين مناخ الأعمال و الاستثمار بتوفير العقار الصناعي، و الأجواء الملائمة لتنويع مشاريعهم بغية خلق الثروات، و بالتالي امتصاص البطالة والنهوض بالاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن السلطات ستكون آذانا صاغية لهؤلاء المستثمرين و ستوفر لهم الإمكانيات من أجل تجسيد مشاريعهم. وخاطب هؤلاء قائلا « أنتم الذين ستكونون حرفيين في التغيير الذي يتمناه و ينتظره الشعب الجزائري « وتابع حداد بأنه حان الوقت لرفع التحدي والتوجه نحو اقتصاد وطني قوي يوفر بديلا للمحروقات ويكون مبنيا على الصناعة والاستثمارات بما فيها تلك التي تكون بالشراكة مع الأجانب، وذلك خدمة للاقتصاد الجزائري الذي يمر بمراحل صعبة نتيجة تراجع أسعار النفط. كما أكد على أن كل الإمكانيات متوفرة والحكومة لديها الإرادة لجعل الجزائر قطبا صناعياواقتصاديا بامتياز خارج المحروقات، و ما يدل على ذلك هو هذه المشاريع الكبرى في مجال الصناعة التي هي في طور الإنجاز والتي تحظى بمتابعة وزير الصناعة والمناجم في مختلف ولايات الوطن .
وعلى صعيد آخر أبرز حداد أن تيزي وزو تملك جامعة يتخرج منها سنويا 50 ألف طالب جامعي، وقال «علينا أن نعتني بالخريجين الجدد ورعايتهم ومرافقتهم للمساهمة ليس فقط في تطوير هذه الولاية بل كامل التراب الوطني» لافتا إلى ان الولاية تملك مؤهلات للاستثمار في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.ولفت إلى أن دفع التنمية في منطقة القبائل يدخل في صميم اهتمام السلطات.
وفي سياق متصل، أكد حداد بأن تيزي وزو معروفة في مجال تكوين و إنتاج اليد العاملة المؤهلة على المستوى الوطني، داعيا جميع أبناء المنطقة إلى رفع التحدي و استغلال جميع الفرص المتاحة للذهاب بعيدا في مجال الاستثمار و خلق الثروات لإخراج المنطقة من عزلتها، معترفا من جهة أخرى بأن تيزي وزو قد عاشت خلال السنوات الماضية ظروفا أمنية صعبة، وهو ما تسبّب في تأخر وتراجع مستوى التنمية بها ونفور المستثمرين، إلا أنه ـ كما قال ـ و بفضل الإرادة و العزيمة التي يتحلى بها أبناؤها تحولت في الوقت الراهن إلى فضاء للاستقرار و التنمية في مختلف الميادين.
كما دعا حداد بالمناسبة، المستثمرين إلى خلق ديناميكية جديدة في المنطقة باعتبارها قطب امتياز، ما يؤهلها لأن تكون قاطرة التنمية على المستوى الوطني. وأوضح في ذات الخصوص، أن القطاع الخاص، يعرف ديناميكية على مستوى الولاية أمام الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها المنطقة حتى تساهم وبشكل فعال في ترقية الاقتصاد الوطني، ولن يتجسد ذلك حسبه، إلا عن طريق العمل الجاد مع وضع معايير مشجعة وناجعة من أجل النهوض بالتنمية على المستوى المحلي و الوطني.
رئيس منتدى رؤساء المؤسسات دعا أيضا إلى تبني سياسة التقارب من أجل إشراك جميع الهيئات و المواطنين في ترقية الاقتصاد الوطني. كما أكد على فتح باب الحوار مع المتعاملين الاقتصاديين من أجل القيام بعمل تكميلي و خلق نموذج اقتصادي بحيث يجد كل جزائري مكانته، وأوضح من جهة أخرى، أنه يسعى من خلال فتحه لمكاتب جهوية للمنتدى إلى تحقيق أحسن الموارد و توفير الإمكانيات من أجل تنمية محلية.
سامية إخليف