تجـربة الشرطة الجوارية بالجزائر تستقـطب إهتمـام الفرنسيـين
قال المدير العام للمعهد الوطني العالي لدراسات الأمن والعدالة بفرنسا، سيريل شوت، أن زيارته و الوفد المرافق له للجزائر والتي دامت ثلاثة أيام، تندرج ضمن إرادة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين وهو ما يترجم كذلك إرادة رئيسي البلدين بالنظر للتاريخ المشترك الذي كان مؤلما ولكن رغم هذا ساهم في نسج علاقات مميزة بين الشعبين، واليوم يجب مثلما أضاف السيد سيريل شوت، النظر للمستقبل لأنه أمام البلدين تحديات مشتركة سواء في محيط البحر الأبيض المتوسط أو في الساحل. و ركز المتحدث على أن فرنسا والجزائر يجب أن تكون لهما القدرة على العمل المشترك والتقارب في وجهات النظر إزاء هذه القضايا ومن أجل هذه الآفاق تندرج زيارة وفد المعهد العالي للأمن والعدالة للجزائر.
أكد مدير المعهد الوطني العالي لدراسات الأمن والعدالة الفرنسي سيريل شوت، أول أمس خلال كلمته أثناء اللقاء الذي تم بمقر ولاية وهران ، أن وضعية العلاقات الفرنسية الجزائرية تعتمد على مدى تفهم كل طرف للآخر، ولكن الأهم هو توجيه الإهتمامات للمستقبل بالنظر للتحديات المشتركة بين البلدين منها الإرهاب والهجرة غير الشرعية وغيرها من الملفات، فالجزائر بلد عربي كبير وفرنسا بلد أوروبي كبير ويشتركان في المتوسط والعلاقات الثنائية تتسم بالحب والتعاون وببعض الإضطرابات وهذا شيء عادٍ في مسار أي علاقة ثنائية تتضمن إرادة دعم هذا الثنائي حسب السيد شوت الذي ثمن مدى التطور والعصرنة اللذين تنتهجهما مختلف القطاعات والإدارات التي تم لقاء مسؤوليها .
من جهته أكد مسؤول الأمن الداخلي الملحق بالسفارة الفرنسية في الجزائر، أنه يمارس هذه المهام منذ 5 سنوات في الجزائر الأمر الذي مكنه من الوقوف عن كثب على التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والتصدي له وللجريمة بمختلف أشكالها، ففيما يتعلق بملف الإرهاب قال ملحق الأمن الداخلي بالسفارة الفرنسية، أنه منذ قدومه للجزائر قبل 5 سنوات كان يسجل بعض العمليات الإرهابية المتفرقة بالجزائر، ولكن بعد حادثة تيقنتورين بعين أمناس أصبح الأمن الخارجي أكبر تهديدا للجزائر خاصة الموجات الإرهابية التي تأتي من ليبيا مقابل إنخفاض تهديدات فرع القاعدة في المغرب بالجنوب، بفضل الضربات القوية التي وجهت له. وإعترف المتحدث أيضا بأن الشرطة الجوارية في الجزائر هي كذلك ضمن الإستراتيجيات السياسية، وهي مفعلة ميدانيا لضمان الأمن، وذلك ردا على أسئلة بعض أعضاء الوفد الذين طلبوا توضيحات أكثر عن تجربة الشرطة الجوارية في الجزائر والتي أثارت إنتباههم لما لها من دور فعال في خفض نسبة الجريمة، حيث قال والي وهران في هذا الإطار، أن الإحصائيات على مستوى وهران التي كانت تعد أكبر المدن الجزائرية في الإجرام أتثبت أن كل التجمعات السكانية التي تتواجد بها شرطة جوارية تعتمد على التحسيس والتوعية والمرافقة قبل الردع، هي اليوم تجمعات آمنة، وواصل الملحق الأمني بالسفارة الفرنسية في الجزائر يشرح للوفد بعض جوانب إستراتيجية الدولة الجزائرية في تجسيد الحكم الراشد، حيث قال أن كلمة «مواطن» لا يذكرها المسؤولون الجزائريون من أجل الإستهلاك الخطابي بل هي فعلا حسب المتحدث، واقع في التوجيهات والبرامج الحكومية خاصة مسألة تقريب الإدارة من المواطن، التي هي سياسة قائمة بذاتها. و ثمن ملحق الأمن الداخلي بالسفارة الفرنسية النتائج الإيجابية التي بلغتها الإجراءات المتخذة من أجل تحقيق هذا المسعى، بينما الحكامة في الجزائر أصبحت تشكل موضوعا محوريا في الشراكة الجزائرية ـ الفرنسية، ذاكرا في هذا الصدد أن 30 بالمائة من عمله كملحق للأمن الداخلي بالسفارة الفرنسية في الجزائر، مخصص للحكم الراشد في الجزائر. وأفاد أمام الحاضرين من الوفد الفرنسي أن مسألة تقريب الإدارة من المواطن ليست من الخيال في الجزائر بل هي واقع يمكن إكتشافه عند الحديث مع المواطنين البسطاء الذين أصبحوا لا يجدون صعوبات في الحصول على وثائقهم الإدارية وفي مدة أقل من السابق، علما أن العديد من أعضاء الوفد إنبهروا وتفاجأوا عند استعراض مدير الإتصالات بولاية وهران لمراحل ومدة الحصول على جواز السفر البيومتري التي لا تتجاوز الأسبوع هوارية ب
