الثورة الرقمية أصبحت تهدّد الحرية الشخصية للأفراد و الأمن العمومي للدول
حذّر البروفيسور «أوندري فيتالي» أمس الأحد، من الآثار السلبية للثورة الرقمية، على الأمن العمومي، بعد أن أصبحت وسيلة لمكافحة الإرهاب، بسبب احتكار المعطيات الشخصية للأفراد المشتركين في مختلف التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة من المؤسسات العالمية الكبرى.
كشف البروفيسور و الباحث بجامعة بوردو بفرنسا لدى تنشيطه دورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة أمس بمكتبة الحامة، حملت عنوان « الثورة الرقمية محل تساؤل»، عن استعمال 6 ملايير هاتف نقال عبر العالم، وأن المعطيات التي تقدمها وسائل الاتصال الحديثة تتغير كل 18 شهرا، كما تتقدم طاقة معالجتها من قبل أجهزة الحاسوب بسرعة رهيبة، وهو ما يعكس حجم الثورة الرقمية التي يشهدها العالم منذ 50 عاما، موضحا بأن المعطيات تشير إلى أن أزيد من 10 ملايين جزائري مربوطون بشبكة الأنترنيت، وأن هناك نظرتين مختلفتين تماما للثورة التكنولوجية، أولها إيجابية و هي تعتبرها لا تقل أهمية عن الثورة الصناعية، وهي تعزز الديمقراطية، والثانية تعكس الجانب السلبي، وتراها خطرا على حرية الأفراد، بسبب سيطرتها على المعطيات الشخصية للمشتركين عن طريق مختلف المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.وأوضح المحاضر أن أهم المواقع الاجتماعية تخضع لمؤسسين من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن البلدان الأوروبية بدورها أضحت تشعر بالقلق من هذا الجانب، بدليل أنها أعدت عشرات التقارير مؤخرا حول كيفية الاستفادة من إيجابيات الثورة الرقمية، والتخلي عن السلبيات، عن طريق سن قانون يحمي البيانات الشخصية للأفراد، مضيفا أن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لم يصاحبه اتخاذ جملة من الاحتياطات، إلى درجة أننا لم نعد ندري إلى أين نحن ذاهبون، مؤكدا بأن الإعلام الآلي أضحى بالفعل يهدد الحرية الشخصية للأفراد وكذا الأمن العمومي للدول، بعد أن تحولت المعلومات الشخصية إلى ما يشبه سلعا يتم تداولها، مما دفع بعديد الدول إلى إصدار أزيد من 100 نص قانوني لتنظيم الثورة الرقمية والتحكم في آثارها.وبحسب منشط الندوة، فإن تطور وسائل الاتصال أدت إلى بروز نظام جوسسة عالمي، ظهر بقوة بعد أحداث 11 سبتمبر حيث شرعت الولايات المتحدة في جمع المعلومات عن كل شخص، فضلا عن التجسس على الحكومات، كما تهدد الثورة الرقمية حسبه، استقلالية قطاع الإعلام، والمساس بحق عدم الكشف عن مصدر المعلومة، عن طريق الاستعانة بقائمة المكالمات الهاتفية المسجلة، كما تعمل الدعائم الرقمية على تسجيل كل المعطيات، موضحا بأن مؤسسات خاصة تملك مواقع التواصل الاجتماعي أهمها موجودة في أمريكا أضحت تتحكم في مصير دول، على غرار فايسبوك وتويتر.
لطيفة/ب