وقـوف الشعـب مع قـادته أحسـن طريقـة لتحصين الاستقـرار
قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أمس، أن الجزائر حصنت استقرارها بالدبابات و تقوية الجيش وتسخير كل ما يلزم من أجل الإبقاء على البلاد مستقرة، و لكن يبقى أن يتجند الشعب من أجل دعم هذا الاستقرار خاصة في ظل الظروف الإقليمية و الجهوية التي تعيشها عدة دول، منها ما حدث في تركيا حيث أن وقوف الشعب إلى جانب حكومته أفشل محاولة الانقلاب و بالتالي عندما يتجند الشعب لحماية استقرار بلاده يستطيع أن يتحدى حتى الحلف الأطلسي،
مشيرا أن تركيا أصبحت مصدر قلق للبعض.
ركز الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أمس السبت خلال إشرافه على افتتاح الجامعة الصيفية للإتحاد العام للطلبة الجزائريين والذي احتضنه فندق الميريديان بوهران، على ضرورة تعبئة الشباب و من خلالهم كل الشعب الجزائري من أجل دعم حماية استقرار البلاد و تجاوز المرحلة الحالية بسلام، و هذا بتحصين الوطن من كل التهديدات، حيث أوضح أن التفاف الشعب وراء قادته و رئيسه كان المنجد لتركيا من الانقلاب الذي وقع ليلة أول أمس، وهي رسالة يجب أن يعيها الشعب الجزائري الذي مطلوب منه اليوم أكثر من أي وقت مضى التجند وراء مسؤوليه وقادته لتجاوز الأزمة الاقتصادية و وقاية الجزائر من التهديدات التي تحدق بها عبر كل شبر من الحدود وكذا حماية الوحدة الوطنية.
ودعا أويحيى الشباب إلى تجنب الانسياق وراء خطابات التيئيس والإحباط التي تسوق لها أطراف ترفض مثلما قال، كشف الشق الثاني من الحقيقة وهو الشق الذي يدينها، حيث قال في هذا الإطار “هناك من ينشرون خطابات تخويف الشعب من الإصلاحات مثل إصلاح التقاعد الذي قالوا أنه جاء ليهدد مصير العمال، وإصلاح منظومة الدعم الاجتماعي قيل أنه جاء لتشريد الطبقات البسيطة متناسين أن الإصلاحات هي التي تؤدي للإقلاع التنموي والاقتصادي”، و قال في ذات السياق أنه حان الوقت لكسر الطابوهات والتغلب على الديماغوجية التي أضحت اليوم تتحدث عن 5 ملايير دولار التي أقرضتها الجزائر لصندوق النقد الدولي والتي لا زالت في خزينة الدولة كما أكد الأمين العام للأرندي وأنها لم تخرج من البلاد.
وأضاف أويحيى أنه لحد الآن لا زالت الجزائر تعيش في استقلالية اقتصادية، ولكن رغم هذا فهي تعيش عدة تحديات منها تحدي تلبية الطلب الاجتماعي المتزايد بفضل ارتفاع عدد الولادات في ظل تمسك الجزائر بخيار العدالة الاجتماعية، وتحدي عصرنة الاقتصاد من أجل تمويل السياسة الاجتماعية للبلاد وربما يؤدي لعدم عصرنة الاقتصاد وجر البلاد للمديونية وهذا ما تسعى الدولة لتجنبه عن طريق برامج تنويع الاقتصاد الوطني وترقية الاستثمار. التحدي الثالث حسب أويحيى هو ترقية الديمقراطية التي فقدت معناها منذ سنوات مثلما أضاف حيث أصبح السياسيون يهرولون نحو الكرسي ولا يقدمون للشعب برامج وخيارات سياسية تلبي متطلباته، مما أدى لعزوف المواطن عن صناديق الاقتراع، مشيرا أن الدستور الجديد جاء بحلول لهذه النقائص وهي الحلول التي يجب على الطبقة السياسية أن تحولها إلى الميدان لتحقيق الإقلاع الديمقراطي بتوعية وتجنيد القواعد و تحسيس المواطن بأهمية المشاركة في الانتخابات والتعبير عن الرأي من أجل المساهمة في صناعة المستقبل و دعا أيضا لضرورة حسن اختيار ممثلي الشعب في المجالس المنتخبة القادمة و تفادي من يتخفون وراء خطابات الديماغوجية وعدم خدمة مصلحة الشعب. وأضاف الأمين العام للأرندي تحديا آخر وهو انهيار أسعار النفط الذي اعتبره نقمة ونعمة في الوقت نفسه، لأنه سيسمح بتنويع الاقتصاد والتصدي للتبذير والتوجه للعمل و رفع الإنتاج خاصة وأن كل شبر في الجزائر يمكن أن نستخرج منه الثروة سواء الفلاحة أو السياحة أو الموارد الصحراوية وغيرها.
وكان الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي قد استهل خطابه باستعراض مراحل مضيئة من تاريخ الجزائر الثوري ليبرز للشباب الذين حضروا اللقاء ضرورة الافتخار بإنجازات أجدادهم سواء خلال الثورة والتغلب على الاستعمار أو حتى قبلها حين كان الجزائري رائدا في عدة مجالات و قاد الفتوحات الإسلامية نحو أوروبا، وهنا تطرق أويحيى لعراقة وتمسك الجزائريين بدينهم الإسلامي عبر القرون وبالمذهب المالكي الذي التف حوله الشعب و تصدى بفضل عقيدته الدينية الراسخة لدعاة الدين الجديد خاصة الذين أرادوا “إدخال الجزائريين للإسلام من جديد في التسعينات” كما أوضح أويحيى، الذي تطرق كذلك للإنجازات التي تجسدت خلال فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مختلف المجالات واستدل على ذلك بالأرقام في مقارنة ما بين فترة غداة الاستقلال والإنجازات التي تحققت منذ 1999 لغاية الآن.
هوارية.ب