• على المجتمع المدني مرافقة جهود الدولة في التنمية
أكد أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية، نورالدين بدوي، بأن الدولة ستحارب كل الذين يحاولون وضع الحواجز و العراقيل في شتى المجالات في البلد، مضيفا بأن مصالحه شرعت في اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل إنسان يحاول أن يمس بالسكينة في المحيط الشباني والثقافي و الرياضي دون أن يكشف عن طبيعتها، مضيفا بأن هذه الإجراءات ستمس كذلك المتسببين في العنف في الملاعب، وقال بأن هذه الملاعب يجب أن تتحوّل في المستقبل إلى مرفق للعائلات لا إلى مسرح للعنف، محملا لجان الأنصار جزءا من المسؤولية في انتشار ظاهرة العنف الدخيلة حسبه على المجتمع الجزائري، كما دعا إلى ضرورة مرافقة الأنصار في الملاعب من أجل التقليل من هذه الظاهرة .
من جانب آخر أكد بدوي بأن الحكومة ستحاسب اليوم المسؤولين المحليين على خلق الثروة بعد أن كانت تحاسبهم في السابق على بناء المدارس والمرافق العمومية المختلفة قائلا بأن البلد كان في حاجة للتأهيل في مختلف القطاعات، أما اليوم فيجب الاستثمار فيما تم انجازه، مضيفا بأن أبواب الجزائر مفتوحة اليوم للمستثمرين الجزائريين والأجانب الذين لديهم الأفكار والموارد المالية قائلا بأن العقدة التي كانت في السابق والمتعلقة بالاستثمار تم حلها نهائيا، ولهذا جدد تأكيده على أن محاسبة المسؤوليين تكون على خلق الثروة، مؤكدا بأن الهدف من هذه السياسة الجديدة هو خدمة التنمية في هذا البلد. وأضاف بدوي بأن الجزائر تتوفر على إمكانيات ضخمة في مجال الاستثمار وخلق مناصب شغل في الهضاب العليا والجنوب، مؤكدا بأن الدولة سترافق المستثمرين بكل الإمكانيات والطاقات المتوفرة ورفع العراقيل وإيجاد الحلول المناسبة لها.
من جهة أخرى، أوضح الوزير بأن الولاة هدفهم الأساسي اليوم هو الوصول إلى تحدي خلق مناصب الشغل، قائلا بأن هم الحكومة في كل سنة هو خلق مناصب شغل جديدة ووضعها تحت طالبي العمل خاصة خرجي الجامعات، مضيفا بأنه خلال هذا الظرف الصعب الذي يمر به البلد اقتصاديا عرفت البطالة تراجعا خلال السداسي الأول من السنة الجارية، وقال بأن هذه المؤشرات الايجابية أصبحت تقلق البعض، كما أكد الوزير في نفس الإطار بأن المشاريع الإستراتجية الكبرى لن تتخلى عنها الدولة رغم نقص الموارد المالية، مشيرا إلى أن الحكومة شرعت منذ أشهر في التحضير للدخول الاجتماعي الجديد الذي سيتم حسبه في أحسن الظروف وتم تهيئة كل المؤسسات والهياكل لذات الغرض. من جانب آخر أمر وزير الداخلية بتعميم تجربة خلق مراكز معالجة النفايات الصلبة والجامدة الموجودة ببعض الولايات على كل التراب الوطني، وقال بأن صندوق التضامن للجماعات المحلية سيرافق هذه المؤسسات العمومية ذات الطابع الاقتصادي المتخصصة في استرجاع النفايات المختلفة ومعالجتها، مضيفا بأن هذه الشركات يجب أن تتحول نظرتها إلى اقتصادية. وفي سياق متصل، دعا بدوي إلى تشجيع استثمار الخواص في المجال الرياضي والترفيهي، مشيرا إلى أن الدولة كانت المستثمر الوحيد في هذا القطاع ولم تأخذ طاقات الخواص في هذا المجال، مضيفا بأن عدم وجود هذه المرافق سيخلق لدينا عدم توازن اجتماعي .من جهة أخرى دعا بدوي جمعيات الأحياء لأن تكون شريكا حقيقيا وترافق الانجازات وتحافظ عليها، وبالمقابل السلطات المحلية تواصل حسبه جهودها في كل مناطق البلاد وتجسيد قيم الديمقراطية التشاركية التي جاء بها الدستور الجديد، مشيرا في نفس السياق، إلى أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أكد على ضرورة مساهمة المواطن في كل صغيرة وكبيرة، لأن المواطن الجزائري يختلف عن غيره من شعوب العالم حسبه في كونه ساهم في تحرير بلده من الاستعمار. كما ساهم في إعادة الأمن والاستقرار للبلد خلال العشرية السوداء، مضيفا بأن الأمر الأساسي حاليا هو كيف نحافظ على هذه المكتسبات بدرجة أولى ونحافظ على أمن واستقرار البلد، وأكد الوزير على ضرورة الحفاظ على هذه المكتسبات مهما كانت طبيعتها مضيفا بأن الإرادة السياسية موجودة وإرادة التنمية موجودة وهم الحكومة هو المواطن.
وثائق الحالة المدنية ما بين الإدارات لم تعد مطلوبة
كما أكد بدوي بأن المعركة القادمة للحكومة هي رقمنة الوثائق الإدارية وترسيخها لدى المواطن، مشيرا إلى أنه خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة، سيتم الوصول إلى الشباك الموحد المرقمن الذي يتوفر على كل المعلومات ويمكن المواطن من الحصول على كل شيء، مشيرا إلى أن وثائق الحالة المدنية ما بين الإدارات لم تعد مطلوبة اليوم ويمكن الحصول عليها مرقمنة، وأعطى مثالا عن مدير مدرسة الذي يمكنه الحصول على كل المعلومات الخاصة بالتلاميذ عن طريق الرقمنة، وانتقد الوزير عدم ترسيخ هذه الفكرة لدى المواطن ولا يزال يتوجه إلى الشباك من أجل الحصول على وثائق الحالة المدنية، داعيا مسؤولي مصالح الحالة المدنية إلى العمل بطريقة مهنية وعصرية لترسيخ هذه الفكرة لدى المواطن. وأضاف بدوي بأن كل الوثائق الموجدة لدى وزارة الداخلية مرتبطة بكل الدوائر الوزارية الأخرى التي يمكنها الحصول عليها بطريقة مرقمنة، وأكد الوزير بأن معركة الإدارة الالكترونية بدون وثائق لم نربحها، ويمكن ربحها حسبه بترسيخ فكرة الرقمنة لدى المواطن . نورالدين-ع