ذكر مصدر دبلوماسي جزائري، أن مساعٍ تجريها أطراف ليبية والأمم المتحدة والجزائر لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية الليبية في الجزائر. وذكر المصدر ذاته، أن المؤتمر الذي يتوقع أن يعقد منتصف شهر أكتوبر المقبل سيضمن مشاركة عدد من قادة عدة فصائل ليبية، تجري الجزائر اتصالات معهم لضمان أدائهم دورا إيجابيا في مسار المصالحة الليبية.
نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر دبلوماسية جزائرية، أن هناك مساعٍ تجريها أطراف ليبية والأمم المتحدة والجزائر لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية الليبية في الجزائر. ونقلت سبوتنيك عن المصادر التي تحفظت على كشف هويتها أن المؤتمر الذي يتوقع أن يعقد منتصف شهر أكتوبر المقبل سيضمن مشاركة عدد من قادة النظام السابق الذين تجري الجزائر اتصالات معهم لضمان أدائهم دورا إيجابيا في مسار المصالحة الليبية.
وتسعى الجزائر إلى إعادة بعث الروح للمفاوضات التي تجمع الأطراف الليبية، بسبب التعثرات التي تلاحق تلك المفاوضات والتي حالت دون تحقيق الإجماع حول حكومة الوحدة الوطنية، حيث أضحت ليبيا تتقاسمها ثلاث حكومات، الأولى يرأسها عبد الله الثني وهي منبثقة عن مجلس النواب، والثانية في طرابلس وتسمى حكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل، وكانت قد انبثقت عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته قبل أن يحل في الفترة القريبة الماضية، والثالثة ظهرت في إطار اتفاق الصخيرات، وهي حكومة التوافق الوطني المعترف بها دوليا.
في هذا السياق، أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال في بيان، أصدره السبت الماضي ، في أعقاب اجتماع، عقده بالعاصمة، مع نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أحمد معيتيق، أن هذا الاجتماع جرى في وقت، يتم فيه التفكير في «إطلاق ديناميكية سياسية جديدة» لتفعيل تسوية الأزمة التي تعاني منها البلاد.
وأكد سلال، إحراز تقدم ملموس في هذا الاتجاه، ضمن إطار الاجتماعات الأخيرة حول الحوار الوطني الليبي والمصالحة الوطنية والاجتماع الدولي المتوقع عقده على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، عشية اجتماع مجلس الأمن.
في المقابل، أطلع معيتيق، المسؤولين الجزائريين، على واقع الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، مؤكدا أن المحادثات كانت موفقة وإيجابية. وأشاد معيتيق بموقف الجزائر الثابت الداعم للوفاق والتوافق في ليبيا، مجددا رغبة شعبها في عقد مزيد من اللقاءات في الجزائر بهدف إخراج ليبيا من المحنة والتوصل إلى التوافق الذي يشكل «أفضل طريق لحلحلة الأزمة الراهنة». وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر قد عقد، أثناء زيارته إلى الجزائر، اجتماعات مع سفراء الدول المعنية بالتسوية في ليبيا، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، فضلا عن مصر وقطر والإمارات، ويرجح الخبراء أن اجتماع كوبلر مع مسؤولين جزائريين تناول الملف الليبي وتحضير المؤتمر المتوقع.
يُشار إلى أن الجزائر كانت قد احتضنت في مارس الماضي اجتماعا للأحزاب والنشطاء السياسيين الليبيين، توّج بمصادقة الأطراف المتشاورة على «إعلان الجزائر»، الذي طرحت فيه المبادئ الأساسية للتسوية السياسية داخل البلاد. كما استقبلت الجزائر طيلة الأشهر الماضية أزيد من 200 شخصية ليبية من قادة سياسيين ورؤساء أحزاب، وكانت أغلب تلك الزيارات بعيدة عن الأضواء. وتمكنت من تقريب وجهات النظر بين فرقاء الأزمة.
وأكدت الجزائر أكثر من مرة أنها على مسافة واحدة مع جميع الأطراف الليبية، وذكر الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، بأن الجزائر ليست مع أي طرف ليبي ضد آخر، وهو ما مكنها من لعب دور «الوسيط النزيه» في الأزمة. وأكد مساهل، «أن الحوار و الحل السياسي هما الطريقان الوحيدان اللذان يمكنهما من أن يجلبا السلام و الاستقرار في ليبيا». وأضاف قائلا «عندما نتحدث عن الحوار، علينا أن ندمج جميع الأطراف الفاعلة سواء كان البرلمانيون أو الأطراف المعنية بشكل مباشر». وألح من جهة أخرى، على أهمية ترقية و دعم قدرات الهيئات الليبية المنبثقة عن اتفاق السلام.
أنيس نواري