نفــايات العيــد تحــاصر المدن الكبــرى
ككل عيد أضحى يتكرر مشهد الرمي والتراكم العشوائي لآلاف الأطنان من النفايات المنزلية وبقايا الأضاحي من جلود وفضلات على مدى أيام العيد الثلاثة الأولى، في مختلف الأحياء بالمدن والتجمعات السكنية الكبيرة وحتى الصغيرة منها، ما تسبب في تشويه المحيط العمراني وانبعاث روائح كريهة تزكم الأنوف، وتنذر بآثار وخيمة على صحة المواطن.
ويطرح الكثير من الجزائريين العديد من علامات الاستفهام حول هذه العبثية التي تجذرت في سلوكات الكثيرين من الأشخاص الذين لا يعيرون أي اهتمام لجمال المحيط ولا للبيئة، وبشكل مقزز، كما يتساءلون حول سبب عجز مؤسسات النظافة وانهزامها في مواجهة أطنان نفايات الأضاحي.
لقد سمعنا عدة رؤساء جمعيات في العاصمة وغيرها من الولايات يتنافسون في استعراض مبادراتهم في الإذاعة الوطنية، كما في الإذاعات الجهوية والوطنية والمحلية حول توفير أكياس بلاستيكية وتوزيعها ‹› مجانا ‹› على المواطنين من أجل مساعدتهم على طرح النفايات وبقايا الأضاحي والروث المستخرج من أحشائها وبقايا الكلأ الملوث، وكنا ننتظر أن تطبع سلوكات الجميع السمة الحضارية، لكن العكس هو الذي حدث، فالأكياس الخضراء التي وعدت بها الكثير من الجمعيات نكاد لا نسجل وجودها، وحتى إن توفرت بالكميات الكافية، فإن عبثية الكثير، تغلبت على أي نزعة حضارية مادامت قد اعتادت على الرمي العشوائي للفضلات بجانب الصناديق المحدودة العدد التي لم تسعها أو رمي خارجها بمنتهى العشوائية وبمنتهى ‹› العنف ‹› والتجاوز في حق البيئة والمحيط، غير آبهين بالآثار الكارثية على الصحة العمومية التي قد تنجم عنها.
وخلال جولة ميدانية قامت بها النصر أمس في العديد من أحياء وضواحي العاصمة وقفنا على مشاهد متكررة ومقززة لنفس مظاهر انتشار ‹› المزابل العشوائية «الموشحة» بجلود الكباش المتعفنة التي تطرح أكثر من سؤال حول عدم تسليمها للجهات التي اعتادت جمعها وبيعها للشركات المتخصصة في الدباغة وصناعة الجلود.
وفي كل مرة نلتقي مواطنين لنفتح معهم نقاشا في هذا الشأن لا يتأخرون عن الإسراع في التعبير عن تذمرهم من هذه الظاهرة ومن تأخر تكفل مؤسسات النظافة بإزالة ‹› جبال ‹› القمامة وتخليص السكان المتضررين منها.
وفي رد فعله على ذات الظاهرة، سجل رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك مصطفى زبدي ‹› وجود نقائص كبيرة في جمع النفايات المنزلية ‹›، وقال مصرحا للنصر ‹› بغض النظر عن ما تتعرض له البيئة والمحيط من تشويه بسبب الرمي العشوائي للقمامة، فقد سبق لنا وأن سجلنا تحفظنا واعتراضنا عن نوعية البراميل أو الحاويات التي تسخرها الجماعات المحلية لجمع القمامة، كونها ذات نوعية رديئة وسريعا ما تتعرض للتلف››.
ودعا زبدي بالمناسبة، إلى ضرورة إعادة النظر في الطريقة الحالية لجمع النفايات المنزلية من أجل القضاء النهائي على الظواهر المشينة المرتبطة بالعملية، وذلك من خلال تخصيص أماكن في شكل حفر كبيرة مزودة بنهائيات تسهل على الشاحنات المتخصصة أخذ كل كميات النفايات التي يتم رميها، كما دعا إلى وضع آليات للاستفادة اقتصاديا من جلود وصوف كباش العيد المعروفة بالهيدورات، التي تقدر بين 3 إلى 4 ملايين ‹› هيدورة ‹›، وبالتالي تخليص صحة المواطن والمحيط مسبقا من أي ضرر قد تسببه. ع أسابع