الجزائر تدعو إلى ضرورة استئناف المفاوضات
حذّرت الجزائر من استمرار حالة الانسداد في ملف القضية الصحراوية، لاسيما مع التصعيد الأخير الذي لجأ إليه المغرب من خلال انتهاك وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة بكركراتو هو الوضع الذي قالت على لسان ممثلها بالأمم المتحدة، بأنه يبعث على القلق و ينبئ بمستقبل مجهول، مؤكدة على أنه ينبغي على المجتمع الدولي دعم المبعوث الأممي كريستوفر روس لمساعدته على بعث مسار المفاوضات المتوقف منذ 2012 .
ودعا ممثل الجزائر الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة، صبري بوقادوم، مساء أول أمس بنيويورك إلى استئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب لوضع حد لحالة الانسداد التي يعرفها مسار السلم الأممي.
وأشار ممثل الجزائر في تدخل له لدى اختتام نقاش اللجنة الرابعة الأممية المكلفة بالمسائل الخاصة و تصفية الاستعمار إلى أن المسالة الصحراوية لا تزال «تشهد حالة انسداد» و أن «هناك محاولات لاستئناف مسار السلم».
وصرح يقول أمام هذه اللجنة قبل المصادقة على لائحة حول الصحراء الغربية تؤكد مجددا على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير أن «الحدث الرئيسي هو أنه لم يتم تحقيق أي تقدم ايجابي منذ السنة الماضية و أن غياب هذا التقدم الايجابي لايبشر بخير».
وأضاف السيد بوقادوم يقول «أود أن أبلغكم رسالة بسيطة: المطلوب منا أولا الشروع في تطبيق ما تنص عليه لائحة مجلس الأمن الاممي رقم 2285 لسنة 2016 المتضمنة عقد الجولة الخامسة للمفاوضات بين الطرفين»، مشيرا إلى أنه ينبغي على المجتمع الدولي دعم المبعوث الأممي كريستوفر روس لمساعدته على بعث مسار المفاوضات المتوقف منذ 2012.
وأكد أن «السيد روس يواجه عدة عقبات تمنعه من الوفاء بالتزامه المتخذ في مارس الفارط الخاص بالتوجه إلى المنطقة لبعث المفاوضات».
وتابع السيد بوقادوم يقول أن «الوقائع الأخيرة بينت لنا ان العقبات التي تقف أمام إيجاد حلول للسلم لم تسمح قط بإقامة السلم» موضحا أن الوضع في الأراضي المحتلة «يبعث على القلق» و ينبئ «بمستقبل مجهول».
وقال «لن أقوم باستعراض كافة الأحداث المسجلة هذه السنة لأنكم تعرفونها أحسن مني لاسيما طرد المكون المدني لبعثة المينورسو و طرد ملاحظي الاتحاد الافريقي و انتهاك اتفاق وقف اطلاق النار في المنطقة العازلة (كاركرات). كلها أحداث تم توثيقها و تدوينها».
ودعا يقول «نظرا لهذا الوضع و موقف مجلس الأمن الفريد الذي يظل دون مستوى المسؤوليات المناطة به، فان الشعب الصحراوي يستحق اكثر من اي وقت مضى لدعم المجتمع الدولي و دعم هذه الجمعية».
وأكد السيد بوقادوم ان «النزاع في الصحراء الغربية اخر مستعمرة افريقية لا يمكن تسويته الا من خلال ضمان حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير وفقا للائحة رقم 1514 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة».
وتابع «أضف إلى ذلك أن مبدأ تنظيم استفتاء تقرير المصير هو قرار أقرته منظمة الأمم المتحدة. و يتعلق الأمر بحل وسط تم التفاوض عليه و الموافقة عليه من قبل طرفي النزاع».
واعتبر السيد بوقادوم أن التهديدات الارهابية و تهريب المخدرات التي تطرق إليها بعض المتدخلون كنتيجة للوضع السائد في الصحراء الغربية «يجب أن يكون حافزا إضافيا لتسوية هذا النزاع».
وتساءل يقول «ذكر بعض المتدخلون هنا التهديدات الإرهابية و تهريب المخدرات و الجريمة العابرة للأوطان الناجمة عن النزاع في الصحراء الغربية، و التي يمكن أن تزعزع الاستقرار في المنطقة. اسمحولي أن اقول أنني موافق (على هذا التقييم) و لكن أليس ذلك سببا إضافيا للتعجيل بتسوية هذا النزاع بسبل سلمية «.
وقال أن «الجزائر تدعم قرار لجنة تصفية الاستعمار بعقد دورة خاصة حول الصحراء الغربية و تحث اعضاءها على أخذ احتلال المغرب لهذا الإقليم بعين الاعتبار».
وأشار إلى أن هذا النزاع «قضية افريقية» و «أولوية عاجلة في أجندة الاتحاد الافريقي الذي التزم على أعلى مستوى بتسويته».
وأوضح يقول أنه «لا يخفى على أحد أن الجزائر تسعى وراء المساهمة الثمينة للاتحاد الإفريقي في جهود الأمم المتحدة و تدعم التفاعل بين الاتحاد الافريقي ومنظمة الأمم المتحدة كما هو الحال بالنسبة للمسائل الافريقية المسجلة في أجندة مجلس الأمن».
وأكد يقول «في انتظار استكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية يجب تفحص مشكلين هامين متعلقين بمسالة انتهاكات حقوق الانسان و الاستغلال اللاشرعي للموارد الطبيعية في الصحراء الغربية و متابعتهما عن كثب».
ق و