الندوة الدولية للتضــــامن مع الشعب الصحراوي تطـــالب بوضع حدّ للتعنت المغربي
• إسبانيا يجب أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية و القانونية في تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية
مبعوث النصر إلى برشلونة/ عبد الحكيم أسابع
طالبت الندوة الدولية الـ 41 للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي، الأمين العام الجديد للأمم المتحدة ‹›أنطونيو غوتيريس›› بالتعجيل في تفعيل و قيادة مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية و تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير و وضع حد للاحتلال المغربي و قمعه و اعتقالاته و نهبه للثروات الطبيعية للصحراء الغربية.
وشدّد المشاركون في الندوة، الذين فاق عددهم 300 مشارك من كل أنحاء المعمورة، في التوصيات التي تمت تلاوتها مساء أول أمس في قاعة الأوديتوريوم في مدينة فيلانوفا الكاتالانية بإسبانيا، على ضرورة وضع حد لسلبية مجلس الأمن و عجزه أمام ما يقوم به المغرب من تحد و استفزاز و طالبوا بالعودة الفورية للمكون السياسي لبعثة المينورسو و تمكين البعثة من ممارسة مهامها التي أنشأت من أجلها.
و بعد أن ثمنت مبادرة النمسا في إطار حملتها ‹›الاستفتاء الآن’’ و التي قدمت نتائجها إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين و المفوضية السامية لحقوق الإنسان و رئيس اللجنة الرابعة، حيت الندوة مقاومة الشعب الصحراوي السلمية بالمدن المحتلة و شجاعة المناضلين الصحراويين أمام القمع الوحشي للمحتل المغربي، مجددة الطلب بضرورة توسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة و حماية حقوق الإنسان.
وأدانت توصيات الندوة، دخول المغرب و ‹›بشكل مكشوف›› في سلسلة استفزازات للأمم المتحدة بطرده للمكون السياسي لبعثة الأمم المتحدة من أجل الاستفتاء في الصحراء الغربية و منعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من زيارة المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و عرقلته لمجهودات السفير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس و خرقه في أوت الماضي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه مع جبهة البوليساريو برعاية الأمم المتحدة و منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1991، اعتبرت تلك الاستفزازات عاملا خطيرا يهدد الاستقرار و الأمن و يدفع نحو اندلاع الحرب مجددا في المنطقة.
و على ضوء هذه المعطيات و في ظل هذه الظروف الخطيرة، ثمنت الندوة نضج الشعب الصحراوي و قيادته لمحافظته على خيار الحل السلمي تماشيا مع القانون الدولي و قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، وطالبت إسبانيا بتحمل مسؤولياتها التاريخية و القانونية في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، بشكل مستعجل كما تمت مطالبة فرنسا بنفس الإلحاح و الشدة بالتوقف عن عرقلة مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية الذي تلتزم به الأمم المتحدة للشعب الصحراوي في إطار مخططها السلمي منذ 25 سنة و هو ما يجعل الدولتين فرنسا و إسبانيا مطالبتين بمراجعة تعاونهما مع المغرب كقوة احتلال للإقليم.
وفي ذات السياق تمت مطالبة الإتحاد الأوروبي كأول ممول اقتصاديا و ماليا للحكومة المغربية بتحمل مسؤولياته من أجل تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ووضع حد فوري لتواطئه مع الاحتلال المغربي في إطالة أمد النزاع و أمد معاناة الشعب الصحراوي التي تكمل هذا العام أربعين سنة.
وحيا المشاركون، ‹›بحرارة›› الخلاصات التي وصلت إليها محكمة العدل الأوروبية و الرأي القانوني للمحامي العام السيد ‹›ميتشيور واثيليت›› المؤكدة على أن المغرب لا يملك السيادة على الصحراء الغربية و الإتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يوقع مع المغرب أية اتفاقيات تتضمن الصحراء الغربية، معتبرين أن ‘’ هذه الخلاصات تؤكد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بلاهاي الصادر سنة 1975. إلى ذلك فإن الندوة تطالب الإتحاد الأوروبي بالابتعاد بشكل واضح عن مناوارت المغرب و محاولاته توريط دول أعضاء بالإتحاد الأوروبي في عمليات نهب دولية يستهدف نهب الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي أو المس من ثقافته أو تلويث بيئته.
كما طالب المشاركون في الندوة، الإتحاد الأوروبي بضم صوته إلى صوت الأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي لإرغام المغرب على احترام حقوق الإنسان و وضع حد لانتهاكاته السافرة و الممنهجة لحقوق الصحراويين في المناطق المحتلة و اعتبار كل خطأ في عدم احترام حقوق الإنسان شرطا أساسيا لإلغاء كل الاتفاقيات المبرمة مع هذا البلد.
المكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية مطالب بالوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين
من جهة أخرى، طالبت الندوة، المكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية و الحماية المدنية الوفاء بالتزاماته و الإبقاء كما و نوعا على المساعدات الغذائية الموجهة لمخيمات اللاجئين الصحراويين.
و بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ بالمغرب، فإن الندوة تذكر الأمم المتحدة بأن الاحتلال الأخضر هو أيضا احتلال، فيما حيت ذات الندوة ‹›بحرارة›› الإتحاد الإفريقي على مساهمته الفاعلة من أجل تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة إفريقية و تدين محاولات المغرب الفاشلة الذي يحاول من خلال مشاريعه الوهمية استهداف الإتحاد الإفريقي و القفز على أسس و قوانين الإتحاد.
وتم بذات المناسبة تقديم شكر خاص إلى المشاركين من الجزائر و من جنوب إفريقيا على مشاركتهم الفاعلة في هذا الحدث الدولي الهام، فيما تمت الإشارة إلى أن المشاركين الـ 300 في الندوة، قد ساهموا جميعا في جعل هذا الحدث تضامنيا بامتياز و فرصة لتكريم الرئيس الزعيم محمد عبد العزيز الذي توفي في 31 من ماي من السنة الجارية مثمنين زعامته لجبهة البوليساريو، إنسانيته و تصميمه من أجل تحقيق إرادة الشعب الصحراوي في الحرية و الاستقلال.
كما وجهت الندوة العديد من رسائل التضامن القوية إلى رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي قالت إنه ‘’ضحية مناورات قضائية موجهة من قبل الدعاية المغربية و هو ما يندرج في إطار الخط السياسي للقمع و الاستعمار الذي تنتهجه قوى الاحتلال و التوسع ضد الزعماء الكبار لحركات التحرير على غرار الزعيم نيلسون مانديلا الذي كان يعتبر بالنسبة لهم إرهابيا.
وبخصوص مكان انعقاد الطبعة 42 من ندوة ‘’ الأوكوكو ‘’ فقد تم تحديده بالعاصمة الفرنسية باريس السنة المقبلة 2017.
ع أسابع