الدعــوة لمرحلة انتقالية أمر غير مقبول و عصر الوصول إلى السلطة فوق الدبابة قد ولى
انتقد الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس دعوة المعارضة للفترة الانتقالية، موضحا أن عصر الوصول إلى السلطة فوق الدبابة قد ولى، داعيا مناضليه إلى العمل بنزاهة في الانتخابات القادمة، كما طالب بإجراء إصلاحات اقتصادية عميقة للخروج من الأزمة، محذرا من جهة أخرى، من خطورة الوضع الأمني بدول الجوار.
اعتبر عمارة بن يونس الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، أمس الجمعة، بقسنطينة، خلال إشرافه على أشغال المؤتمر الجهوي الأول للولايات الشرقية، أن دعوة المعارضة لمرحلة انتقالية أمر غير مقبول، باعتبار الجزائر دولة مؤسسات لها رئيس جمهورية منتخب من طرف الشعب، كما لها حكومة وبرلمان ومجالس منتخبة تشرف على تسيير البلاد وفق ما تقتضيه القوانين الديمقراطية، مضيفا، أن هذه الدعوة معناها الصريح "دعوة الجيش للانقلاب" وهو سيناريو قال أنه تم تجاوزه مع القرن الماضي، كما أنه لا مجال لرئيس يأتي على ظهر دبابة، وأن كل من يرغب في اعتلاء السلطة أو يطمح لأن يكون رئيسا للجمهورية له خيار وحيد وهو انتخابه من طرف الشعب.
كما أكد بن يونس، أن الجيش أجاب الأسبوع الماضي بشكل واضح وصريح على الدعوات التي تطلقها بعض أحزاب المعارضة بضرورة تدخله في الحياة السياسية، مشددا على أن القائد الأول و الأعلى للجيش هو رئيس الجمهورية، وهو من يشرف عليه. أما ترك الأمور للشارع فهو أمر مرفوض لأنها ستؤدي حتما للفوضى، بدليل ما عاشته الجزائر خلال العشرية السوداء. وبالمقابل قال بن يونس «على المعارضة أن تكون قوية من أجل تعزيز الديموقراطية، وذلك من خلال تقديم البديل عوض اقتصارها على انتقاد ما تقوم به الأغلبية».
أما عن مرحلة الاستحقاقات القادمة، فقد طالب بن يونس من إطارات الحزب بالجهة الشرقية، بضرورة تقديم مندوبين ذوي كفاءة عالية لحضور فعاليات المؤتمر الوطني الأول للحزب في 1 و2 ديسمبر القادم، وذلك من أجل إثراء المناقشات والتوصيات التي سيخرج بها اللقاء، والتي ستشكل حسبه، أهم المحاور التي يركز عليها مرشحو الحزب خلال الانتخابات التشريعية والمحلية القادمة، مشددا على ضرورة التحلي بالنزاهة وتقديم حلول لما يعيشه المواطن الجزائري من مشاكل، كما قلّل من أهمية خروج بعض المناضلين من الحزب و قال «كل مناضل لم يعجبه برنامج الحركة أو لم يتوافق مع ما ننادي إليه فله الحق بالمغادرة، وبالمقابل نرحب بالمناضلين الجدد الذين التحقوا بنا»
وعن الوضع الاقتصادي، طالب الأمين العام للحركة الشعبية بضرورة إجراء إصلاحات جريئة ومستعجلة على الكثير من الأمور، وذلك لتعويض النقص في المداخيل الخارجية للجزائر والتي تناقصت بفعل تراجع سعر البترول إلى حوالي 70 في المئة، مضيفا «لابد من إجراء إصلاحات من أجل تفادي الاستدانة من صندوق النقد الدولي، وتفادي المساس بالسيادة الوطنية» وتابع «يجب مصارحة الجزائريين بحقيقة أن بعض الإصلاحات صعبة ومؤلمة، لكن لا مفرّ من المضي قدما لإقامتها». كما شدّد على ضرورة إعادة النظر في قائمة المواد الاستهلاكية المدعمة من طرف الدولة وذلك من أجل ترشيد النفقات وإحداث موازنات في ميزانية الخزينة العمومية، و طالب بتخصيص أموال أخرى لفائدة الفئات المعوزة والطبقات الهشة.
كما عرج ذات المسؤول على الوضع الأمني الذي تعيشه دول الجوار، والمساعي التي يقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من أجل لم شمل جميع أطراف النزاع بليبيا، معتبرا أن الوضع على الحدود خطير جدا و قال «إذا كان الجيش قد حقق انتصارات على الإرهاب داخليا، فإن هناك تهديدات كبيرة تتربص بنا على الحدود». عبد الله.ب