عبر المهاجم الدولي السابق ونجم الكرة القسنطينية مولود كاوة عن استيائه من القائمين على شؤون الرياضة في مدينة الجسور المعلقة، بالنظر إلى الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها، حيث أكد في حواره مع النصر بأنه يوجد في وضعية بطال و من دون عمل، رغم حيازته على أكبر شهادات التدريب.
لم نعد نجد لمولود كاوة أثرا في محيط الكرة القسنطينية؟
أنا في هذه الفترة في تنقل مستمر بين قسنطينة والعاصمة، من أجل تسوية بعض الأمور بخصوص شهادات التدريب و البحث عن منصب عمل. كما تعلمون مازلت في ميدان كرة القدم و تحولت من لاعب إلى مدرب.
نفهم من كلامك بأنك من دون فريق حاليا؟
نعم أنا من دون فريق حاليا، و انتظر وصول عرض جدي، يستجيب لرغباتي و طموحاتي.
وأين يكمن المشكل؟
والله لا أدري لحد الآن، لا توجد عروض كما أريد من ناحية المستوى، و خاصة القسم الذي أريد العمل فيه، و أنا أؤمن بالقضاء و القدر، ووكلت أمري إلى الله سبحانه و تعالى.
اسمك تردد كثيرا في محيط بعض الفرق القسنطينية منها الشباب و”الموك”، لكنك لم تلتحق بهما لماذا؟
لا أدري أين هو المشكل، رغم أنها كانت عروضا جدية، لكن في النهاية لا تتجسد على أرض الواقع، ربما لأن هناك من له البديل الذي يرضيه، و يرضى بما يملى عليه.
ماذا تقصد بالضبط؟
الكل يعلم أن هناك أياد لها مصلحة في انتداب مدربين أو لاعبين، وهي من تنصب وتريد من يسير في نفس النهج، وإلا كيف نفسر ما حصل معي، مع أنني متحصل على الشهادات العليا التي تخول لي العمل كمدرب رئيسي في الأقسام المحترفة، ونرى البعض ليس له لا الكفاءة ولا المستوى ولا الشهادة، لكن له السند ومن يفرضه، فتجده يشغل مناصب حساسة في الأندية.
الشهادات و الكفاءة ليست معيارا لانتداب المدربين
و الكل يعلم بذلك، فكيف تفسر ما يحدث في عالم الكرة الجزائرية، وخاصة في مدينة قسنطينة، والمثال هو كم من مدرب مر على الفريقين منذ بداية الموسم، ومن هنا تستنتج كل شيء، ولا حاجة إلى أي تفسير.
أنت من اللاعبين القلائل الذين توجوا بثلاث بطولات مع ثلاثة أندية مختلفة، ما هي أجمل الذكريات التي تحتفظ بها؟
احتفظ بأجمل ذكرى وهي مسيرتي الكروية. الحمد لله أنها كانت نظيفة ويكفيني فخرا أنني كنت لاعبا رسم البهجة على وجوه الأنصار وحتى المنافسين، وكل إنجازاتي الثلاث لها نكهة خاصة، لأنها كانت مع ثلاثة فرق من شرق البلاد وتاريخية في مشوار الأندية، سواء شباب قسنطينة أو مولودية قسنطينة وحتى اتحاد الشاوية، كما أنني توجت هدافا للبطولة مرتين، وكنت لاعبا دوليا، وهذا شرف لي ولقسنطينة ككل، لأنني ابن هذه المدينة وافتخر.
كم من مباراة لعبتها مع المنتخب الوطني؟
أملك في مشواري الكروي 13 مشاركة مع المنتخب الوطني، سجلت 3 أهداف، و هي تجربة كانت مفيدة كثيرا لي كلاعب، بالنظر إلى أن حمل قميص المنتخب كان يعتبر حلما بالنسبة لأي لاعب، و فخرا للمدينة ككل.
وكم من مدرب عملت معه في المنتخب؟
لقد عملت مع كل من إيغيل و مهداوي ثم ماجر، و بعدها فرقاني من 1993 إلى 1996
كيف كانت طريقة عملهم؟
كل مدرب لديه طريقة عمل خاصة به. فالمدرب ماجر أكن له كل الاحترام كشخصية رياضية، وله طريقة تدريب في المستوى، و كان قريبا من اللاعبين ويركز دائما على العامل النفسى والبسيكولوجي، و لم يكن له الوقت الكافي إلا أنه قام بالواجب والمطلوب، وساهم كثيرا في التأهل والمشاركة في كأس إفريقيا 1996، التي لعبت بجنوب إفريقيا.
من خلال الحديث عن تجربتك مع المنتخب الوطني، كيف تقيم مشوار الخضر في “الكان” الأخيرة؟
بالنسبة لمشاركة المنتخب الوطني في “كان” الغابون، لم تكن عند حسن تطلعات وآمال الجمهور الجزائري، وكانت مخيبة، وهذا راجع إلى عدم الاستقرار على مستوى الطاقم الفني، و كذلك عدم التحضير الجيد من الناحية النفسية، والضغط المفروض من المحيط الخارجي للمنتخب، إضافة إلى الانتقادات التي طالت “الكوادر” والتي لا تزال حتى الآن، وهو ما انعكس سلبا، حيث تشتت تفكير اللاعبين وأفقدهم التركيز في هذه المنافسة، ما أدى إلى الظهور بوجه شاحب.
فوت على نفسي فرصة الاحتراف في بلجيكا وتونس
وكيف وجدت مستوى “الكان” بصفة عامة؟
المستوى كان في منحى تصاعدي من الدور الأول، أما بداية من الدور ربع النهائي ارتفع المستوى كثيرا، خاصة من الناحية التكتيكية، كما أن طريقة تسيير المنتخبات للقاءات كانت عالية جدا. ما لفت انتباهي وأبهرني من جميع النواحي، هو منتخب بوركينا فاسو، الذي يطبق كرة قدم جميلة، واعتقد بأن “الكان” لم تنصفه، لأنه كان المنتخب الأولى بالتتويج.
وكيف ترى حظوظ الخضر في تصفيات المونديال بعد نكسة الكان، و البداية غير الموفقة في التصفيات؟
حظوظ المنتخب الوطني تبقى قائمة حسابيا، لكن ميدانيا صعبة للغاية، خاصة في ظل تتويج منتخب الكاميرون بالتاج الإفريقي، الذي قد يكون حافزا معنويا إضافيا لمنتخب الأسود غير المروضة من أجل التأهل للمونديال، وهو ما قد يعقد من مأمورية منتخبنا، ومن المفروض في هذه الوضعية على المنتخب الوطني بذل كل المجهودات من أجل محو الوجه السيئ الذي ظهر به في “الكان”، و التأهل للمونديال وهذا ما نتمناه لمنتخبنا الوطني العزيز.
من هو أحسن مدرب تعاملت معه خلال مشوارك؟
هناك مجموعة من المدربين الذين كان لهم الفضل في ما حققته خلال مشواري الكروي، أذكر على سبيل المثال المدرب القدير رشيد بوعراطة، و نجار عاشور و كمال مواسة، لكن الفضل في ما وصلت إليه يعود إلى مدربي وأخي في فريق بناء قسنطينة بوتمجت عبد القادر، الذي كان وراء اكتشافي، كما شجعني في الأوقات الصعبة.
وماذا عن مستوى البطولة الوطنية؟
مستواها يتراوح ما بين المتوسط إلى دون المتوسط، ولم نشاهد لقاءات فيها فرجة أو إثارة لحد الجولة 18 (الحوار أجري قبل لعب مباريات الجولة 19). على العموم نتمنى أن يرتقي المستوى مستقبلا، وأرجوا استفاقة شباب قسنطينة والخروج من الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها، وتحسن النتائج مستقبلا لأن هذا الفريق العريق لا يستحق أن يكون من الفرق التي تتنافس على البقاء، وإنما تنافس على المراتب المتقدمة.
وما الفرق بين مستوى اللاعبين في السابق واللاعبين في الوقت الحالي؟
الفرق يكمن في الذهنيات و الأهداف الشخصية، والإمكانيات الموجودة و المتوفرة هنا يكمن الاختلاف على حسب رأيي، أما بالنسبة للجانب التقني الفردي للاعب أو الفرق، فليس أنا من يتكلم بل الأرقام والانجازات والمستوى يقيمه من شاهد وعايش الجيل السابق والجيل الحالي، والذي أعتقد بأنه هو الأجدر للتكلم عن الفرق بين الجيلين.
من هو المهاجم الذي يعجبك في البطولة حاليا؟
على الرغم أن مستوى البطولة ليس ولا بد، ولم تعد تنجب مهاجمين من مستوى عال، وخير دليل على ذلك أن هداف البطولة ينهي الموسم بـ 13 إلى 14 هدفا فقط، عكس ما كان عليه الحال من قبل، أين أنهيت أحد المواسم هدافا بـ 27 هدفا، إلا أن مهاجم سريع غليزان بن عياد يعجبني كثيرا، حيث يمتلك إمكانات فنية لا بأس بها و يجيد تسجيل الأهداف.
البطولة الوطنية لم تعد قادرة على إنجاب المهاجمين
ومن هو لاعبك المفضل عالميا؟
دون أدنى تفكير المهاجم الظاهرة رونالدو البرازيلي، إلى جانب فان باستين، أعتقد أنهم من خيرة المهاجمين في العالم.
هل هناك شيء ندمت عليه في مشوارك الكروي؟
بالعكس تماما، أنا لم أندم على ما قدمت طيلة مشواري الكروي، وما قدمت لهذه المدينة الغالية على قلبي، لكن مستاء أنني لم أنل شيء من كل هذا، بل حرمت نفسي من الاحتراف مع كل من ستاندار دو لياج البلجيكي والنادي الصفاقسي التونسي، وكرست كل إمكانياتي من أجل مساعدة الناديين القسنطينيين على التتويج، وأنهيت مشواري دون تكريم أو التفاتة أو حتى اعتراف من أي كان في قسنطينة خاصة، وهذا هو الشيء الذي يشعرني بخيبة الظن.
يبدو أنك متأثر؟
أيعقل أن يكون في هذه المدينة لاعب دولي، أب لثلاثة أطفال و هداف البطولة مرتين، وتوج بثلاثة ألقاب يتواجد في وضعية بطال و ليس لديه وظيفة. ما عساني أقول؟ هذا هو التكريم في مدينة قسنطينة.
حاوره: بورصاص.ر